مع صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا"

أصوات يمينية ألمانية تصعد لهجتها ضد اللاجئين

زعيم المجموعة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا بيورن هوكي-20 كانون الثاني 2021 (AP)

camera iconزعيم المجموعة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" بيورن هوكي-20 كانون الثاني 2021 (AP)

tag icon ع ع ع

صعدت أصوات يمينية ألمانية من لهجتها المعادية للاجئين عقب فوز حزب “البديل من أجل ألمانيا” بمقعد مدير منطقة شرقي البلاد، ووسط ترقب شعبي للانتخابات التي ستعقد يوم الأحد القادم على مستوى المقاطعات والبلديات.

وتشهد ألمانيا تحولات سياسية بعد فوز حزب “البديل”، الذي تعتبر أجزاء منه متطرفة يمينية، بالانتخابات المحلية بشرقي ألمانيا، في ولاية تورينجيا بمقعد مدير منطقة لأول مرة.

استخدم الحزب اليميني امتعاض الألمان من الصعود المتزايد في أعداد اللاجئين لزيادة شعبيته، وقدم وعودًا انتخابية بالحد من تدفق اللاجئين، وتأمين الحدود، ووقف الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.

حقق الحزب اليميني المناهض لهجرة اللاجئين، مستويات قياسية في استطلاع رأي أجرته (infratest dimap)، وهي شركة ألمانية متخصصة بتقديم الأبحاث السياسية واستطلاعات الرأي، وشمل الاستطلاع (1305) ناخب ألماني مؤهل، واستمر من 3 إلى 5 من شهر تموز لهذا العام.

وحظي الحزب بدعم الناخبين بنسبة وصلت إلى 20%، ووصل فيما بعد إلى 22% في جميع أنحاء ألمانيا، وهي ثاني أعلى نسبة بعد  الحزب الحاكم “الحزب الديمقراطي الاشتراكي” (SPD) الذي حصد 28% من الأصوات، ليصبح ثاني أقوى حزب في ألمانيا.

استطلاعات الرأي للأحزاب الألمانية (infratest)

استطلاعات الرأي للأحزاب الألمانية (infratest)

ارتفاع طلبات اللجوء إلى ألمانيا 

تحتل ألمانيا المرتبة الرابعة للدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين، ويبلغ عدد المهاجرين فيها 2.1 مليون، واحتل السوريون المركز الأول في أعداد طالبي اللجوء فيها خلال عام 2022 الحالي، بحسب المفوضية الأوروبية السامية لشؤون اللاجئين.   

وفي إحصائية لمنصة ألمانية متخصصة في جمع البيانات وتحليلها (Statista)، ذكرت أن عدد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ألمانيا نهاية عام 2022، بلغ حوالي 923.805 شخصًا.

وارتفعت طلبات اللجوء إلى ألمانيا لأول مرة بنسبة 78% في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي 2023، بحسب بيانات رسمية نشرتها “رويترز“.

لهجة متشددة بوتيرة مستمرة الارتفاع 

استفادت الأحزاب اليمينية المتطرفة من تغذية مشاعر القلق الألماني من معدلات الهجرة المتزايدة، إذ شهدت ألمانيا وصول أكثر من مليون أوكراني منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا. 

وتحدثت جريدة “فاينانشيال تايمز“، في 27 من شهر ايلول الماضي، عن شجار أندلع داخل ملهى ليلي شعبي في مدينة “غورليتز” شرقي ألمانيا، وقالت إن المعتدين كانوا من الأجانب.

ودعا “حزب البديل من أجل ألمانية” إلى الاحتجاج ضد “عنف المهاجرين”، وفي غضون يومين، خرج مئات من السكان المحليين الألمان إلى الشوارع.

من جهته، أيّد زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدرش ميرتس، في مقابلة له، في 23 من تموز الماضي، مع هيئة الإذاعة العامة، المقترحات المقدمة من قبل أعضاء حزبه في إعادة النظر في قوانين اللجوء لألمانيا.

وقال، “إنه ليس هناك شك أن ألمانيا تريد مساعدة العالم، ولكن يجب عدم إساءة استخدام هذه المساعدات”. 

وأضاف أنه عند حل قضية الهجرة، سيصبح حزب “البديل” أصغر حجمًا مرة أخرى. 

هل تعود النازية؟

تأسس حزب “البديل من أجل ألمانيا” في 2013 كحزب مناهض لليورو، قبل أن يتحول لحزب مناهض للإسلام والهجرة.

وخضع عضو بارز في الحزب للمحاكمة في الخامس من حزيران الماضي، بعد توجيه اتهامات له باستخدام عبارات نازية محظورة تابعة لقوات “العاصفة النازية” ألقاها في خطاب عام 2021، بحسب ما قاله ممثلو الادعاء. 

وقال ممثلو الادعاء في مدينة “هاله” شرقي ألمانية إن، بيورن هوكي، متهم بالاستخدام العلني لرمز منظمة غير دستوري. 

ويرأس هوكي فرع حزبه (حزب البديل من أجل ألمانيا) في ولاية تورينجيا الشرقية.

واتُّهم هوكي بإنهاء خطاب ألقاه أمام نحو 250 شخصًا في ميرسبورج في مايو 2021 بعبارة “كل شيء من أجل ألمانيا”، حسبما أفادت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية. 

وأكد المودعون أنه كان على علم بأصل العبارة باعتبارها شعارًا لجيش الإنقاذ النازي.

ومن جهته نفى محامي هوكي أن تكون لكلماته أي “صلة جنائية”. 

ويحظر القانون الألماني، استخدام الشعارات والرموز واللافتات المرتبطة بالحزب النازي والمنظمات المناهضة للدستور، في جميع السياقات ما عدا التاريخية والتعليمية.

ويخضع حزب البديل من أجل ألمانيا، أو حزب البديل من أجل ألمانيا، لتدقيق متزايد من قبل وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية، التي وضعت فرعها في تورينجيا تحت المراقبة الرسمية.

ووصف هوكي، الذي تعتبره المخابرات الألمانية متطرفا عام 2018، النصب التذكاري للمحرقة في برلين بأنه “نصب تذكاري للعار”، ودعا ألمانيا إلى إجراء تحول “180 درجة” في طريقة تذكر ماضيها، ورفضت المحكمة الحزبية في ذلك الوقت طلبه.

اقرأ أيضًا: هل تستطيع ألمانيا تعليق حق الفرد في اللجوء؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة