دمشق.. ندرة المحروقات وارتفاع سعرها يدفعان السكان نحو الحطب

امرأة تساعد أطفالها في الدراسة خلال الشتاء في دمشق- 30 من تشرين الثاني 2022 (رويترز)

camera iconامرأة تساعد أطفالها في الدراسة خلال الشتاء في دمشق- 30 من تشرين الثاني 2022 (رويترز)

tag icon ع ع ع

مع بدء فصل الشتاء يعود السوريون في مناطق سيطرة النظام، ومنها مدينة دمشق، لمواجهة مشكلاتهم في الحصول على وسائل للتدفئة، في ظل عجز النظام عن تأمين تلك الوسائل.

وما بين تقنين في الكهرباء وارتفاع في أسعار المازوت واحتكار التجار للحطب، تبدأ أعباء تأمين هذه الوسائل أو بدائل عنها.

تكاليف عالية وخيارات محدودة

تزيد في الشتاء ساعات تقنين الكهرباء الضعيفة أساسًا، إذ لا يمكن الاعتماد على المدافئ أو “الحصر الكهربائية”، ليباشر المواطن مرحلة البحث عن بدائل كالحطب.

“أبو مالك” (38 عامًا)، تاجر حطب في دمشق، ذكر لعنب بلدي الفرق بين أنواع الحطب وأسعارها لهذا الشتاء، وقال إن الأسعار توضع حسب كل صنف ومدة تنشيفه وجفافه.

وأضاف أن سعر الطن الواحد من الصنوبر اليابس يبلغ مليونين و800 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعر طن الحطب من الليمون والزيتون ثلاثة ملايين و100 ألف ليرة، أما الناشف من حطب السنديان فيبلغ مليونين و900 ألف ليرة.

وحول الفروق بين أنواع الحطب، أوضح التاجر أن دخان الحطب ولهيب النار يختلف وفق النوع، كما يعتبر حطب الليمون والزيتون من أنسب الخيارات باعتباره خفيف الأدخنة، ويحافظ على فترة اشتعال طويلة.

ووفقًا للتاجر، يوجد قشر من الحطب يسمى “تشعيلة” توضع كمية قليلة منه مع قطعة كرتون، فيشتعل الحطب دون حاجة للمازوت، ويختلف اختيار الناس للصنف حسب الوضع المعيشي لهم.

باسل (33 عامًا)، وهو موظف متزوج ولديه طفلة، قال لعنب بلدي، إن “الراتب الضعيف والتكلفة العالية يجبرانني على الاختيار”، مبينًا أنه لن يتمكن من وضع مدفأة المازوت كون أسعار المدافئ لا تقل عن 500 ألف ليرة وسطيًا إلى جانب الارتفاع المتواصل في أسعار المازوت.

اتجه باسل نحو خيار بديل من خلال شراء مدفأة “البيليت”، إذ توضع بداخلها مواد من مخلفات الزيتون بعد العصر.

ورغم غلاء المدفأة (مليون و800 ألف ليرة) فإن تكلفتها قليلة وموادها مؤمّنة (الكيلوغرام الواحد بـ3500ليرة سورية)، ويبقى الكيلو منها مشتعلًا لمدة ساعة، وفق باسل، الذي أشار إلى وجود مخاطر لاستخدام مدفأة من هذا النوع، لكنه يحاول بحذر تأمين الدفء لعائلته. 

ارتفاع أسعار وكميات قليلة

يعاني المقيمون في مناطق سيطرة النظام ارتفاعًا حادًا في أسعار المحروقات، تقابله صعوبة في توفر المادة بأسعارها الرسمية، إلى جانب تدني الأجور وتدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع والمنتجات.

حنين (29 عامًا) طبيبة مخبرية في دمشق، أوضحت لعنب بلدي أن عائلتها لم تتمكن هذا العام من تركيب مدفأة، فالظروف لا تسمح أبدًا، والأسعار في جميع الاتجاهات دائمة الارتفاع، وفق تعبيرها.

كما أوضحت أن اعتماد العائلة سيكون على المدفأة الكهربائية لساعتين في اليوم حين تتوفر الكهرباء، مع الاعتماد على البطانيات في ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وذكرت حنين أن مخصصات مازوت “التدفئة” التي تحصل عليها قليلة جدًا، وهي تبقيها للأيام الشديدة البرودة، وهذا في حال لم تتأخر المخصصات.

وكانت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام، أعلنت بدء عملية التسجيل على مازوت “التدفئة” لفصل الشتاء، اعتبارًا من 1 من أيلول الماضي.

ووفقًا للبيان الوزاري الذي نقلته الوكالة السورية الرسمية (سانا) في 31 من آب الماضي، يبدأ التسجيل على كمية قدرها 50 ليترًا كـ”دفعة أولى” فقط لكل عائلة، دون الإعلان عن الكميات للدفعات المقبلة.

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبر “فيس بوك” قرارًا برفع أسعار جميع فئات المحروقات في سوريا، في 1 من تشرين الأول الحالي.

وارتفع سعر ليتر المازوت “الحر” إلى 13290 ليرة سورية، بينما انخفض سعر ليتر البنزين “أوكتان 95” إلى 14360 ليرة سورية، وحدد سعر الفيول بـ8 ملايين و994 ألفًا و400 ليرة، وسعر طن الغاز السائل (دوكما) بـ11 مليونًا و7800 ليرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة