القصف يحرم عمال المياومة في إدلب من رزقهم

أهالي من سكان مدينة سرمين - 4 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي / شمس الدين مطعون)

camera iconأهالي من سكان مدينة سرمين - 4 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

tag icon ع ع ع

“إن لم نمت من القصف سنموت جوعًا، أعمل كل يوم بيومه لأطعم أطفالي وإن لم أعمل لا نجد شيئًا يسد رمقهم”، بهذه الكلمات وصف عامل المياومة عبد الله حاله بعد توقف عمله بسبب حملة القصف العنيفة التي تشهدها مدينة إدلب شمالي سوريا منذ أيام.

يعمل عدد كبير من المواطنين في إدلب في أعمال العتالة والبناء وقطاف الثمار حسب الموسم، ويعانون ظروفًا معيشية قاسية بسبب تدني أجورهم، كما أجبرت حملة القصف التي يقودها النظام السوري أصحاب العمل على إيقاف أعمالهم، ما أدى إلى تفاقم وضع العمال.

عبد الله العبيد (32 عامًا)، يعمل عتالًا في سوق “الهال”، قال لعنب بلدي، إنه يعتمد بشكل أساسي في مصدر رزقه على أجور العتالة التي يجنيها يومًا بيوم، ولا يستطيع ادخار أي مبلغ نظرًا إلى تدني الأجور وقلة العمل.

يتقاضى العامل يوميًا 100 إلى 150 ليرة تركية خلال عمله (بين 3.5 و5.5 دولار)، وهو مبلغ بسيط لا يكفي لتأمين احتياجات أسرته المكونة من ستة أشخاص.

حملة القصف العنيفة التي طالت مدينة إدلب أجبرت التجار على إغلاق محالهم التجارية، ما أدى إلى توقف عمل عبد الله مصدر رزقه الوحيد.

العامل سامر رمضون (38 عامًا) مهجر يقيم في مدينة إدلب ويعمل في المنطقة الصناعية، قال لعنب بلدي، إن حملة القصف أوقفت بعض الأعمال وزادت من حجم حاجة العمال بسبب توقف مصدر دخلهم الوحيد الذي يعتمدون عليه في إعالة أسرهم، مشيرًا إلى أنه في ظل هذه الظروف لم يجد حلًا سوى الاقتراض لشراء بعض اللوازم الضرورية.

يأمل سامر بعودة الاستقرار سريعًا في المنطقة، ليستطيع العودة إلى عمله، مشيرًا إلى أن الديون المتراكمة عليه خصوصًا خلال الأيام القليلة الماضية ستجبره على العمل بشكل مضاعف لتسديد هذه الديون.

حلول آنية

توقف عمل العاملين وانعدام قدرتهم الشرائية أجبر بعض العائلات على البحث عن حلول مؤقتة لحين العودة للعمل وتحصيل أجور عمل لسد احتياجات المنزل، لكن هذه الحلول مؤقتة وغير كافية سوى لأيام قليلة.

هديل القصير (36 عامًا) ربة منزل تقيم في مدينة إدلب توقف زوجها الذي يعمل عاملًا في المنطقة الصناعية عن العمل، قالت لعنب بلدي، إن عائلتها تعتمد اليوم بشكل أساسي على ما هو متوفر في المنزل من الحبوب التي اشترتها سابقًا أو حصلت عليها من المعونات الإغاثية.

وأشارت السيدة إلى أن المؤونة المتوفرة في المنزل من الحبوب بالكاد تكفي لخمسة أيام فقط.

منذ ستة أيام، يعيش السكان في الشمال السوري حالة من الخوف والقلق جراء حملة قصف تنفذها قوات النظام طالت مدن وقرى الشمال السوري من جسر الشغور إلى إدلب وريفها وريف حلب الغربي.

وتسبب قصف قوات النظام بمقتل ستة مدنيين ووفاة امرأة بسكتة قلبية، وإصابة 33 مدنيًا، بينهم 13 طفلًا أحدهم رضيع وست نساء، الأحد 8 من تشرين الأول، وفق حصيلة نشرها “الدفاع المدني السوري“.

وذكر “الدفاع المدني” أن حصيلة تصعيد قوات النظام وروسيا، السبت 7 من تشرين الأول، بلغت 11 قتيلًا، و26 مصابًا، وأحصى “الدفاع المدني” مقتل 32 مدنيًا وإصابة 167 آخرين خلال أربعة أيام سابقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة