ضمن عملية تغيير ديموغرافي

مخاوف مصرية من نقل الفلسطينيين إلى سيناء

قصفت إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح الواصل بين قطاع غزة وسيناء المصرية في تشرين الأول 2023 (AFP)

camera iconقصفت إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح الواصل بين قطاع غزة وسيناء المصرية ثلاث مرات في تشرين الأول 2023 (AFP)

tag icon ع ع ع

تسود الأوساط المصرية السياسية حالة من الجدل، وسط مخاوف من عملية تغيير ديموغرافي بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

الأحاديث حول المساعي الإسرائيلية لتحويل سيناء إلى موطن للفلسطينيين ليست جديدة، ونشرت وسائل إعلام مصرية تسجيلًا صوتيًا للرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، حول عرض إسرائيلي للغرض ذاته.

وتأتي المخاوف وسط قصف جوي إسرائيلي يستهدف قطاع غزة الفلسطيني المرتبط بمصر عبر معبر رفح، والذي تعرض جانبه الفلسطيني للقصف ثلاث مرات منذ بدء العمليات العسكرية في 7 من تشرين الأول الحالي.

سيناء والأمن القومي المصري

قناة “صدى البلد” المصرية نشرت، الثلاثاء 10 من تشرين الأول، تسجيلًا صوتيًا لمبارك، قال خلاله إن إسرائيل تريد نقل الفلسطينيين للإقامة بشكل نهائي في سيناء.

وخلال اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو، ومبارك، في صيف عام 2010، عرض الأول خريطة على الرئيس المصري، وطلب منه نقل الفلسطينيين، وهو ما رفضه مبارك بشكل قاطع، وفق التسجيل، مهددًا بعملية عسكرية في حال فرض الأمر على مصر.

كما عرض نتنياهو على مبارك استبدال منطقة طابا ليسكنها الفلسطينيون، مقابل حصول مصر على أرض في منطقة أخرى لم تحدد، وكذلك رفض مبارك العرض.

ولم يقتصر الحديث حول عملية تغيير ديموغرافي محتملة تسعى إليها إسرائيل على تسجيل مبارك، بل شمل تصريحات رسمية من الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، وسفيرة إسرائيل في مصر، أميرة أورون، بالإضافة إلى صحفيين ومحللين مصريين.

من جانبها، قالت وكالة “رويترز” في تقرير نشرته اليوم، إن السلطات المصرية تحركت لمنع تهجير الفلسطينيين، ونقلت عن مصادر أمنية مصرية، أن القصف الإسرائيلي المتواصل أثار قلق القاهرة.

ونفذت طائرات حربية مصرية طلعات جوية قرب معبر رفح الحدودي، واتخذ الجيش مواقع جديدة قرب الحدود وسيّر دوريات لمراقبة المنطقة، وفق الوكالة.

وقال السيسي في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة “الأهرام” الحكومية، في 10 من تشرين الأول الحالي، إن أمن مصر القومي لا يمكن التهاون به.

وأضاف أن مصر لن تسمح بتسوية القضية الفلسطينية على حساب الآخرين، في إشارة إلى المخاوف المتزايدة بشأن قضية سيناء وغزة.

إشارة السيسي، تبعها تأكيد من سفيرة إسرائيل في مصر، أميرة أورون، بغياب “أي نيات لدى إسرائيل تتعلق بسيناء، مع الالتزام بمعاهدة السلام المبرمة”، وفق ما نقلت الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية في القاهرة عبر “فيس بوك“.

كما نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور عبر حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، توجيه إسرائيل أي دعوة للفلسطينيين في غزة للتوجه إلى الأراضي المصرية.

ويقابل النفي الرسمي من قبل إسرائيل تحليلات لسياسيين عرب حول المخطط الإسرائيلي للتغيير الديموغرافي.

وقال الدكتور في العلوم السياسية صالح النعيمي، في منشور عبر “إكس“، إن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تريدان جر مصر لمؤامرة تؤدي لنقل الفلسطينيين إلى سيناء.

وأضاف أن الأحاديث المتواترة حول فتح ممر إنساني يسمح بعبور الفلسطينيين إلى مصر، خطوة تهدف لتوسيع دائرة الأرض المحروقة ومغادرة قطاع غزة.

فيما اعتبر الباحث في مركز “الجزيرة” للدراسات لقاء مكي، أن الخطة الإسرائيلية تشمل تهجير أهل غزة إلى مصر واستيطان الصحراء ضمن مخيمات للاجئين، وذلك في منشور عبر حسابه في “إكس”.

وقصفت القوات الإسرائيلية معبر “رفح” الحدودي ثلاث مرات منذ بدء العمليات العسكرية في 7 من تشرين الأول الحالي.

كما منعت شاحنات مصرية تحمل مواد إغاثية من الدخول إلى قطاع غزة، ورفضت طلبات مصرية لإرسال المعونات، وفق ما ذكره موقع “مدى مصر“.

الموقع نقل عن مصادر رفيعة المستوى قولها، إن الأجهزة السيادية المصرية تخشى أن يتسبب ضعف الموقف المصري، بأن تطرح إسرائيل توطين الفلسطينيين في سيناء، مقابل شطب جزء كبير من الديون المستحقة على القاهرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة