ثلاث نقاط تدفع بايدن لموقف حاسم إلى جانب إسرائيل

دمار هائل في البنى التحتية في قطاع غزة نتيحة الهجمات الإسرائيلية 12 من تشرين الأول 2023 (غزة الآن)

camera iconدمار هائل في البنى التحتية في قطاع غزة نتيحة الهجمات الإسرائيلية 12 من تشرين الأول 2023 (غزة الآن)

tag icon ع ع ع

وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، في إطار زيارة يجريها لدول الشرق الأوسط، في ظل دعم أمريكي معلن للعمليات العسكرية التي تنفذها تل أبيب ضد قطاع غزة.

وقالت وكالة “رويترز” اليوم، الخميس 12 من تشرين الأول، إن بلينكن يهدف لإظهار تضامن واشنطن، ومنع اتساع نطاق المعارك، وتأمين إطلاق سراح الأسرى لدى حركة “حماس”.

بالإضافة إلى تعزيز المحادثات بين الإسرائيليين والمصريين، لتوفير ممر آمن للمدنيين في غزة، قبل غزو بري إسرائيلي محتمل، وفق الوكالة.

جولة بلينكن تأتي في ظل اتخاذ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، موقفًا حازمًا وواضحًا من العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل ضد قطاع غزة، منذ اندلاع المعارك بين الطرفين في 7 من تشرين الأول الحالي.

ركزت خطابات بايدن على دعم إسرائيل وتبني وجهة نظرها والانحياز الكامل للرواية الإسرائيلية، والمساهمة بنشر معلومات غير صحيحة نقلًا عن تقارير إعلامية ودون التحقق منها، ما دعا البيت الأبيض لإصدار بيان تراجع فيه عن تصريحات بايدن.

موقف الرئيس الأمريكي الذي يستعد للانتخابات الرئاسية العام المقبل، بدا أكثر تشددًا عما يظهره الرؤوساء الأمريكيون عادة في مواقف مشابهة، بتبني وجهة نظر تل أبيب والدعوة للتهدئة في الوقت ذاته.

واتصل بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو هاتفيًا، أربع مرات خلال أقل من أسبوع، آخرها كان أمس الأربعاء وفق ما ذكره البيت الأبيض، كما يحاول بايدن تأمين مبلغ ملياري دولار أمريكي كمساعدات عاجلة لإسرائيل.

ومن خلال قراءة التحليلات والتقارير التي نشرتها الصحف الأمريكية الكبرى منذ اندلاع المعارك في فلسطين المحتلة، في 7 من تشرين الأول الحالي، يمكن ملاحظة وجود ثلاث نقاط رئيسة تدفع بايدن لاتخاذ موقف أكثر قسوة من أسلافه.

والنقاط الثلاث هي ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والإعلان عن وجود رهائن أمريكيين، ومواجهة ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وشنت “حماس” عملية عسكرية تحت اسم “طوفان الأقصى”، استهدفت خلالها بهجوم جوي وبري وعبر الصواريخ، المستوطنات المحاذية لغلاف قطاع غزة.

وحتى لحظة تحرير هذا التقرير، قتل 1300 إسرائيلي، و1417 فلسطيني، نتيجة المواجهات العسكرية بين الطرفين، وفق الأرقام الرسمية المعلنة.

دعم لا محدود وانحياز كامل في مواجهة عرقلة التطبيع

عقد بايدن في 11 من تشرين الأول الحالي، اجتماعًا مع ممثلين من الجالية اليهودية في أمريكا، واعتبر في خطابه الذي ألقاه في الاجتماع، أن حركة “حماس” جلبت الشر المطلق إلى العالم، ويطابق بل ويتجاوز أحيانًا “أسوأ الفظائع التي ارتكبها تنظيم الدولة”.

ويرى بايدن أن هجوم “حماس” عبارة عن حملة من القسوة الخالصة ضد الشعب اليهودي، وأن تاريخ هجوم الحركة على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، “هو اليوم الأكثر دموية منذ محرقة الهولوكوست”.

مجلة “تايم” الأمريكية، نشرت تقريرًا اليوم، قالت فيه إن بايدن و”الكونجرس” يصيغان حزمة مساعدات عاجلة لإسرائيل بقيمة ملياري دولار أمريكي، كتمويل لتجديد مخزون تل أبيب من صواريخ منظومة “القبة الحديدية” والذخائر الأخرى.

وتأتي المساعدات في ظل فشل استخباراتي وعسكري إسرائيلي بإحباط هجوم “حماس”، وفق المجلة، التي أشارت إلى توقعات بتراجع الدعم مع تصاعد الحرب وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين.

ووفق صحيفة “واشنطن بوست“، تعمل إدارة بايدن على ربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل، بتلك المخصصة لأوكرانيا، للتغلب على أي مصاعب محتملة من قبل الجمهوريين.

كما أوردت في تقرير ثان، أن الرئيس الأمريكي يواجه خلال الحرب الحالية أزمتين مزدوجتين، الأولى هي الرهائن الأمريكيين المحتمل أن تكون “حماس” نقلتهم إلى غزة خلال هجومها الأخير.

أما الأزمة الثانية فتتعلق بخطر انتشار الصراع في المنطقة، وهو ما يجعل واشنطن قريبة من الدخول في الصراع، خاصةً مع احتمال لجوء إيران لتحريك حلفائها في لبنان وسوريا لفتح جبهات إضافية.

ويأتي الخطاب الحاد لبايدن، وأوامره بنشر قوات أمريكية في البحر الأبيض المتوسط، متسقًا مع ما ذكره تقرير “التايم”، التي نقلت عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله إن الأخيرة تركز على عدم انتشار الصراع.

ووجه بايدن في وقت سابق، تحذيرًا لإيران بعدم التدخل في المعارك، في حين أشارت “فاينانشال تايمز” الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم، إلى أن اتصالات بايدن الأخيرة بقادة دول الشرق الأوسط، تظهر مخاوفه من إمكانية أن تزعزع الحرب الحالية استقرار المنطقة بشكل واسع.

كما تهدف إلى حصول واشنطن على تأكيدات من حلفائها بضبط النفس خلال الأيام المقبلة.

إيقاف مسار التطبيع

ويبدو أن العملية العسكرية التي شنتها حماس، كان أحد أهدافها إيقاف مسار التطبيع المتسارع بين إسرائيل والسعودية، وهو اتفاق سعى بايدن لإبرامه قبل دخوله الانتخابات المقبلة في 2024، في محاولة للاستفادة منه كورقة رابحة في مواجهة منافسه، الرئيس السابق، دونالد ترامب.

ونقلت “تايم” حديثًا لبلينكن، ربط خلاله بين هجوم “حماس” وعملية التطبيع، وقال إن من يقف وراء الهجوم ويؤيده هم المعارضون لعملية التطبيع، ويبدو أن هذه النظرية ليست لدى بايدن وحده.

ونشر المؤرخ والكاتب الإسرائيلي، يوفال نوح هراري، مقالًا في صحيفة “الجارديان” البريطانية، قال فيه إن العملية العسكرية الحالية، من المرجح أن تدق المسمار الأخير في نعش عملية السلام مع الفلسطينيين.

وسبق أن وضعت السعودية أربعة شروط لإتمام اتفاق تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، أحدها كان تقديم إسرائيل لتنازلات واسعة للفلسطينيين، تتضمن إمكانية إقامة دولتهم المستقلة.

من جهته، نشر الكاتب ديفيد أغناطيوس مقالًا نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 8 من تشرين الأول، أشار خلاله إلى أن إيران وحلفائها يلعبون بطريقة أكثر تعقيدًا مما يدركه بعض الإسرائيليين، خاصةً مع تعرض طهران لتهديد حقيقي من خطة التطبيع بين الرياض وتل أبيب برعاية واشنطن.

تحت ضغط ترامب و”الكونجرس”

وفي ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024، والضغوطات القضائية التي يتعرض لها الرئيس السابق، دونالد ترامب، التي قد تؤثر على حظوظه بالعودة إلى البيت الأبيض، قرر ترامب شن هجوم جديد على بايدن.

وقال ترامب في تصريحات نقلتها وكالة “أسوشييتد برس” اليوم، إنه نجح بتجنيب أمريكا الدخول في أي حرب مباشرة، منتقدًا السياسة الخارجية لبايدن، وأن العالم عانى من الفوضى وسفك الدماء والحروب والإرهاب والموت، في إشارة إلى هجوم “حماس”.

كما ألقى باللوم على إدارة بايدن، لإبرامها اتفاقًا مع إيران، قضى بتبادل السجناء وحصول طهران على مبلغ ستة مليارات دولار أمريكي من أموالها المجمدة في كوريا الجنوبية، وتحويلها إلى مصارف قطرية.

وأعلنت واشنطن، في 10 من آب الماضي، عن الاتفاق مع طهران، على أن تستخدم الأخيرة هذه الأموال ضمن رقابة مشددة، وضمن حدود ضيقة تتعلق بالحصول على مواد غذائية وسلع إنسانية.

ووفق “أسوشييتد برس“، دفع هجوم “حماس” على إسرائيل، الساسة الأمريكيين إلى السباق الرئاسي.

في المقابل، يأمل بايدن أن يستثمر الحرب الحالية لإظهار قدرته على حماية الأمن القومي الأمريكي، وهو ما سيعزز فرصه بالفوز بولاية رئاسية ثانية.

ونشرت المحللة جينيفر روبين مقالًا في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، قالت فيه إنه يمكن لأعضاء الحزب الديمقراطي وبايدن، إظهار امتلاكهم لقضية الأمن القومي، في ظل اتهام ترامب من قبل المحاكم الأمريكية، بالاحتفاظ بأسرار عسكرية، وموقفه السلبي من هجوم روسيا على أوكرانيا.

الضغوط على بايدن ليست من ترامب وحده، إذ يمارس “الكونجرس” الأمريكي ضغوطه ضمن ملف إيران نفسه، بالإضافة إلى مسائل اقتصادية.

وقالت وكالة “رويترز” في 11 من تشرين الأول، إن أعضاء الحزب الجمهوري في “الكونجرس” يهاجمون بايدن بسبب التضخم وحالة الاقتصاد، وإن غالبية الأمريكيين غير راضين عن سياسته الاقتصادية، وارتفاع قيمة الدين الأمريكي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة