السامبا تتأرجح وتترنح

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

يجب أن تكون حذرًا وأنت تتناول أي قضية لعمالقة كرة القدم السيلساو منتخب البرازيل الأول، ويجب ألا تراهن كثيرًا على نتائج وأوصاف أولية في التصفيات أو في أي بطولة، فسرعان ما تبدأ المسافة السريعة الطويلة بالانكماش، ويعود المارد الأمريكي الجنوبي إلى عنفوانه ورعبه. أمام البرازيل حاول أن تكون محترمًا، وإن نجحت في التغلب عليهم فهنيئًا لك، ولكن كن محترمًا وإلا فإن لغة الشباك والأهداف هي أصدق وأقوى لغة تتقنها السامبا البرازيلية بكل طلاقة.

ولطالما تعثرت خطوات المنتخب البرازيلي الأكثر حيازة لقب كأس العالم تاريخيًا، ولربما أخفق بعض المدربين والقائمين على شؤون الكرة البرازيلية في التخطيط ضمن المونديال أو كوبا أمريكا، فكان الخروج المبكر من عديد المسابقات، والمقصود بالمبكر هنا الدور ربع النهائي، إلا أن الرهان دائمًا يجب أن يصب لمصلحة البرازيل في القدرة والتكتيك والاندفاع والمهارة، وإلا فإن الاعتماد على نظرية لا مستحيل في كرة القدم قد تكون مكلفة وباهظة الثمن لأي منتخب كان، الأرجنتين أو فرنسا أو ألمانيا صاحبة النتيجة الأعلى في شباك السيلساو تاريخيًا وفي أرض البرازيل.

لكن للأمانة، وبمتابعة متواضعة وكلمات وأسطر لا نتفنن بها على أداء البرازيل وسحرها وعلى كرة السيلساو والتاريخ المليء بالمواهب والأجيال الممتعة المرعبة، منذ أن أُعلن عن رحيل السيد تيتي بعد الهزيمة أمام كرواتيا في مونديال 2022، والمنتخب البرازيلي لا يقدم الأداء المطلوب ولا المنافسة المعروفة عنه في المواجهات الودية وحتى الرسمية في تصفيات كأس العالم. الكل على ما يبدو بانتظار السيد كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، والكل يترقب نهاية عقده وعمله مع الملكي في صيف 2024 وتوليه رسميًا الدفة الفنية للسامبا.

ومع كل النقد الذي طال هذه الصفقة وهذا الاتفاق المتعلق بأن أسلوب أنشيلوتي سيزيد من أعباء البرازيل، لأنهم لا يحتاجون إلى الأسلوب الإيطالي، ولأنهم من مدرسة مختلفة كرويًا، إلا أن قدوم كارلو أنشيلوتي سيسمح بوقف النتائج غير المرضية للمنتخب الأول، الذي خسر مع الأوروغواي وتعادل مع فنزويلا، وسبق له أن خسر وديًا أمام المغرب والسنغال.

وعلى ما يبدو أيضًا فإن بعض لاعبي الجيل البرازيلي الحالي مع النجم نيمار قد وصلوا إلى نهاية عمرهم الافتراضي كرويًا، كاسيميرو، تياغو سيلفا، وميليتاو، وبحد ذاتها إصابة نيمار بالقطع في الرباط الصليبي ستجعل الأمور معقدة، في ظل غياب مدرب يفهم لغة المرحلة والتغيير في كرة البرازيل. ونحن هنا لا نقول إن موقف البرازيل في أي تصفيات يتعرض للخطر والتهديد، أبدًا، إنما ما يمكن أن يبنى عليه في أي منافسة أو بطولة مقبلة لا يمكن للمدرب الحالي السيد فيرنانديز أن يجعله مهمًا ومرعبًا، لأنه وكما هو واضح بإمكانيات محدودة فإن خدمته في التصفيات لن تضيف أي جديد في البطولات الرسمية.

الخطورة تأتي من إسبانيا هذه المرة ومن تصريحات السيد أنشيلوتي الأخيرة مع صحيفة “ماركا”، بأن موقف أنشيلوتي من تدريب منتخب البرازيل سيعلَن قريبًا بالفعل، كما صرح المدرب الإيطالي، لأن الاتحاد البرازيلي اشترط عليه أن يعلن قراره النهائي من تدريب راقصي السامبا قبل نهاية العام الحالي، وهو قال قبل أيام إنه سعيد في ريال مدريد!

الكل يعرف أن كارلو سعيد في الملكي، لكن ماذا عن السيلساو؟ ماذا عن كل ما أثير قبل أشهر حول هوية المدرب الجديد التي بات يعرفها القاصي والداني؟

البرازيل بحاجة إلى مدرب من مستوى كارلو أو غيره، ولكن يجب ألا تبقى الأمور مؤقتة، فالبرازيل لا يليق بهم المستوى المؤقت ولا الظرف المؤقت، فهل تكون أخبار المدرب الجديد في العام الجديد ثابتة أم مؤقتة؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة