لقاء وزاري لبناني- سوري لإعادة اللاجئين بالتعاون مع النظام

من اليمين، وزير خارجية النظام فيصل المقداد يلتقي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب ووفدًا مرافقًا له في العاصمة دمشق- 23 من تشرين الأول 2023 (سانا)

camera iconمن اليمين، وزير خارجية النظام فيصل المقداد يلتقي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب ووفدًا مرافقًا له في العاصمة دمشق- 23 من تشرين الأول 2023 (سانا)

tag icon ع ع ع

قالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) إن وزير الخارجية في حكومة النظام، فيصل المقداد، التقى وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، والوفد المرافق في مقر الوزارة بدمشق اليوم، الاثنين 23 من تشرين الأول.

ونقلت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عن وزير الخارجية اللبناني عشية توجهه إلى دمشق، أنه سيلتقي نظيره السوري لبحث نتائج الاتصالات والزيارات التي أجراها مع الأمم المتحدة والدول الغربية في ملف اللاجئين السوريين والتصور اللبناني لمعالجته.

وأضافت الصحيفة نقلًا عن مصادر دبلوماسية (لم تسمِّها)، أن الاجتماع سيتناول “الطرق الكفيلة بتسهيل برامج عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم” بالتنسيق مع النظام السوري.

ولم يُعرف ما إذا كانت الزيارة ستشمل لقاء رئيس النظام، بشار الاسد، بحسب الصحيفة اللبنانية.

وسيرافق الوزير اللبناني في زيارته المدير العام للأمن العام بالإنابة، اللواء الياس البيسري، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، اللواء محمد مصطفى، إضافة إلى عدد من المستشارين الدبلوماسيين والقانونيين.

الوزير اللبناني نفسه تحدث، مطلع تشرين الأول الحالي، عن أن القرار الدولي تلخص بأن “لا عودة للنازحين” إذ يبقى “النازح” حيث هو، ولن تدفع لهم الدول في حال عادوا، كما أن الأمم المتحدة ما زالت تعتبر سوريا دولة غير آمنة.

الحديث اللبناني تحول في مرحلة ما إلى مشروع لإعادة 15 ألف سوري شهريًا، لكنه اصطدم بعدم رغبة اللاجئين بالعودة، وانتقل لبنان لاحقًا من الدفع نحو “الإعادة” إلى مقاومة “موجة نزوح جديدة”.

ورغم فشل المشروع، بقي اللاجئون السوريون، الذين يسميهم السياسيون اللبنانيون “نازحين”، حاضرين في الخطاب السياسي، والإعلامي، مع تحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع على المستوى المعيشي على الأقل.

اقرأ أيضًا: لبنان.. اللاجئون “شمّاعة” الفشل والفساد 

موجة لجوء جديدة

خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأمام فشل محاولات إعادة اللاجئين، تعرض لبنان لموجة جديدة من اللجوء، تفاقمت بعد رفع أجور ومعاشات الموظفين في سوريا بالتزامن مع رفع كبير في أسعار المحروقات.

وفي 11 من تشرين الأول الحالي، أعلن الجيش اللبناني عن إحباط محاولة “تسلل” نحو 1500 سوري عبر الحدود البرية الفاصلة بين سوريا ولبنان.

وذكر الجيش اللبناني أن وحدات من قواته تمكنت في إطار متابعتها لمهام مكافحة تهريب البشر والتسلل غير الشرعي من إحباط محاولة “تسلل” نحو 1500 سوري خلال أسبوع.

سبق ذلك، في 16 من أيلول الماضي، إعلان الجيش اللبناني مداهمة عدد من مخيمات السوريين في منطقة البقاع، وتوقيف 43 سوريًا، لدخولهم “خلسة” إلى لبنان، وتجولهم دون أوراق ثبوتية، وفق بيان رسمي.

هذه الحادثة سبقتها، في 13 من الشهر نفسه، إصابة ثلاثة سوريين، جراء انفجار لغمين أرضيين قرب الحدود البرية السورية- اللبنانية.

وذكر الجيش اللبناني عبر موقع “إكس”، أنه في أثناء محاولة عدد من السوريين “التسلل” إلى الأراضي اللبنانية، بطريقة “غير شرعية”، عند الحدود الشمالية، انفجر اللغمان في الجانب السوري من الحدود، ما أوقع ثلاث إصابات بينهم.

جهود عربية لإعادة اللاجئين

مع عودة النظام السوري إلى مقعده في جامعة الدول العربية، منتصف أيار الماضي، اعتبرت الجامعة أن الظروف “باتت أكثر ملاءمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين في لبنان”.

وجاء ذلك ضمن قرارات القمة العربية التي عُقدت بمدينة جدة السعودية، في 19 من أيار الماضي، والتي نشرتها الجامعة.

وفي فقرة القرارات المتعلقة بلبنان، أشادت الجامعة العربية بالجهود التي بذلها لبنان رغم أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة لتأمين استضافة السوريين.

ورحبت الجامعة بـ”المواقف العربية المنسجمة مع لبنان الذي يدعو إلى تكثيف وتسريع جهود إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد أن باتت الظروف أكثر ملاءمة لعودة آمنة وكريمة”.

وأشارت القرارات إلى تشديد لبنان على أن يكون وجود اللاجئين مؤقتًا، ورفضه أي شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم، إذ يعتبر أن هذا الأمر يشكّل تهديدًا وجوديًا.

ويعاني السوريون في لبنان، بحسب ما وثقته جهات حقوقية، تضييقًا أمنيًا على يد السلطات اللبنانية التي نفذت عددًا من عمليات المداهمة الأمنية في أماكن سكن لاجئين سوريين بمختلف أنحاء البلاد، بالإضافة إلى وضع حواجز أمنية لملاحقتهم.

ولا تملك الحكومة اللبنانية تصورًا واضحًا لأعداد السوريين في لبنان، إذ سبق وقدّم مدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، في تشرين الأول 2022، أحدث إحصائية أعداد السوريين في لبنان وأضخمها في الوقت نفسه.

وبحسب إبراهيم، يوجد في لبنان مليونان و80 ألف “نازح” سوري، وهو عدد بعيد عن أرقام كانت قد طرحت سابقًا.

وبينما تتحدث الحكومة اللبنانية رسميًا عن ملايين السوريين في البلاد، أحصى تقرير صادر عن “مفوضية اللاجئين” وجود نحو 805 آلاف لاجئ سوري فقط في البلاد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة