مبادرة لتمكين الشباب في جنديرس شمالي حلب

عقدت عشرة فرق تطوعية عاملة في منطقة عفرين شمالي حلب وعدد من المنظمات الإنسانية اجتماعًا تنسيقيًا لإطلاق مبادرة “التميز الشبابي”، من أجل تعزيز التماسك المجتمعي وتوحيد الجهود بين أفراد المجتمع وبين المنظمات الإنسانية والجهات المحلية، في 26 من تشرين الأول الحالي.

وعن المبادرة وأهدافها قال محمود عفوف، وهو منسق مبادرة “التميز الشبابي” ومدير العلاقات الخارجية لفريق “يقين” التطوعي، إن المبادرة تهدف إلى التنسيق والتشبيك بين الفرق التطوعية والمنظمات والمؤسسات الرسمية في مدينتي عفرين وجنديرس شمالي حلب.

وأضح عفوف لعنب بلدي أن الهدف أيضًا هو تعزيز التعاون وبناء القدرات والمهارات الإدارية والتنظيمية لـ170 من أعضاء الفرق التطوعية خلال شهرين، مشيرًا إلى أن المبادرة تشمل أنشطة واجتماعات وبناء القدرات وحل النزاع والتنظيم المجتمعي.

وذكر أن المبادرة انطلقت قبل هذا الاجتماع في 15 من أيلول الماضي، وتضم فرق “عفرين يجمعنا” و”نرجس” و”السلام التطوعي” و”القلب الأبيض” و”إكرام التطوعي” و”يقين” وشبكة “شباب التغيير” وجمعية “الحضارة” و”جمعية “البيت السوري” ومبادرة “عطاء”، وتناصرها عدة فرق منها “سما” و”بصمة محبة” و”دعم الحياة” و”IHH” الطلابي.

بسبب الزلزال

اختيرت مدينة جنديرس بسبب ما تعرضت له من أضرار كبيرة إثر الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 من شباط الماضي، لأن المنطقة فقدت الكثير من الأشخاص الفاعلين والمؤثرين، إضافة إلى التعاون الذي أبداه المجلس المحلي في المدينة من تجهيز الصالة والمستلزمات اللوجستية لعقد الاجتماعات، وفق ما قاله محمود عفوف.

بدوره، قال يوسف حمدوش ممثل شبكة “شباب التغيير” في المبادرة لعنب بلدي، إن المبادرة انطلقت من جنديرس وعفرين بمشاركة أساسية مؤلفة من عشرة فرق تطوعية، ومناصرة ستة فرق تطوعية عاملة في المنطقة.

وأضاف أن الأنشطة التي تعمل عليها المبادرة تتلخص بتعزيز التواصل والتشبيك بين منظمات المجتمع المدني، كما أجرى فريق المبادرة تدريبًا لمدة سبعة أيام عن المشاركة المجتمعية، تضمن إدارة حل النزاع وبناء قدرات الفرق التطوعية، والتنظيم المجتمعي.

ولفت إلى أن المبادرة بصدد إطلاق مسح احتياج للسكان في مدينة جنديرس بالتعاون مع منظمة “آفاد” التركية، بسبب الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها المدينة نتيجة الزلزال.

وبحسب حمدوش، فقد شاركت عدة منظمات إنسانية بالاجتماع التنسيقي الأول للمبادرة، من بينها “بنفسج” و”شفق” و”SDI” و”القلب الأبيض”، في حين أن المنظمة الممولة للمبادرة هي منظمة “دور” (DOOR) بمنحة من “NBA” .

تمكين الشباب

من جهته، أفاد علاء يحيى ممثل منظمة “بنفسج” في الاجتماع التنسيقي للمبادرة، أن دعوة المنظمة للحضور كانت لمعرفة النقاط والأدوات التي من الممكن أن تساعد فيها، وأن الهدف من المشاركة هو دعم الشباب في الفرق التطوعية ومنظمات المجتمع المدني الناشئة، وتمكينهم ليأخذوا أدوارًا أكبر.

وأضاف يحيى في حديثه لعنب بلدي، أن تمكين هذه الفرق سيحدث تغيرًا ويترك أثرًا إيجابيًا في المجتمع واستجابة أكبر للاحتياجات في المنطقة.

ويرى يحيى أن الفرق التطوعية تعتبر منظمات مجتمع مدني ناشئة، وهي نشطة في الشمال السوري، لافتًا إلى أن وجود الشباب ونشاطهم في تحمل المسؤولية “مهم في ظل الكوارث”.

من جهته، قال زهير رحال وهو منسق منظمة “دور” في الداخل السوري والمشرف على مبادرة “التميز الشبابي”، إن المنظمة تعمل على تمكين البنى المجتمعية من فرق تطوعية ولجان التنمية المحلية، وتمليكها المعرفة النظرية ومجموعة أدوات واستراتيجيات وممارسات عملية، للوصول إلى تنمية مجتمعية مستدامة.

وأشار رحال إلى أن هذا النهج يقوم على بناء الشراكات الحقيقية مع هذه البنى المجتمعية لإطلاق مبادرات مجتمعية تشاركية تهدف إلى اقتراح أفكار وأساليب مبتكرة لتلبية احتياجات المجتمع بطريقة تشاركية تعاونية، من خلال “تقييم احتياجات المجتمع وتحدياته بطريقة شاملة وتشاركية وشفافة وتحديد أولوياته وتصميم وتخطيط وتنفيذ استجابات فعالة، لتلبية تلك الاحتياجات ومن ثم التقييم والتعلم معًا”.

وشهدت منطقة شمال غربي سوريا في 2020 توجهًا كبيرًا نحو تأسيس الفرق التطوعية، التي يعتبر طلبة الجامعات عمودها الفقري، بهدف إحداث تغيير في المجتمع في ظل المشكلات التي تعانيها المنطقة، ولكن اصطدمت هذه الفرق بصعوبات عدة، أبرزها عدم استدامة التمويل وغياب التخطيط الاستراتيجي لهذه الفرق.

اقرأ أيضًا: ريف حلب.. حملة تدعم النساء الأشد ضعفًا لمتابعة التعليم

–