لقلة فرص العمل.. جامعيات من درعا يمتهن الأعمال اليدوية

أعمال يدوية تصنعها النساء في درعا للتغلب على الأزمة الاقتصادية تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

camera iconأعمال يدوية تصنعها النساء في درعا للتغلب على الأزمة الاقتصادية - تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

tag icon ع ع ع

فرضت المعارك العسكرية والأزمتان الاقتصادية والسياسية واقعًا جديدًا على شرائح متعددة من السوريين الساعين لتحسين ظروفهم.

واتجهت فتيات أنهين دراستهن الجامعية في مدينة درعا، جنوبي سوريا، للعمل اليدوي في منازلهن، لخلق فرص عمل لهن، والحصول على المال اللازم لتكاليف المعيشة، لصعوبة الحصول على فرص عمل باختصاصهن الجامعي.

منذ ثلاث سنوات، بدأت بشرى العاسمي، الحاصلة على شهادة في هندسة العمارة، وتنحدر من مدينة داعل في ريف درعا بالعمل اليدوي في منزلها.

وقالت بشرى لعنب بلدي، إنها وبعد تخرجها منذ خمس سنوات وحصولها على شهادتها، عملت لمدة قصيرة لدى شركة خاصة في مدينة درعا، قبل أن تتوقف عن العمل لصعوبة المواصلات والأوضاع الأمنية.

حال بشرى كحال مئات المهندسين المعماريين السوريين، ممن لا يملكون القدرة على إنشاء مكتب هندسي خاص بسبب تكاليفه الباهظة.

عبر منصة “يوتيوب”، شاهدت بشرى بعض الأعمال اليدوية، وبمواد بسيطة بدأت بصناعة مزهريات من الجبصين والأسمنت، وبعد عام واحد توسع عملها ليشمل ما تحتاجه العرائس، وصنع أطواق بأسمائهن وإطارات مطرزة من الورود و”إكسسوارات”.

كما تصنع بشرى أوشحة خاصة بتخرج الجامعيين مع تطريز أسمائهم، وقبعات للتخرج، ومع توسع عملها انضمت شقيقتها للعمل معها، بعد حصولها على شهادة في الكيمياء قبل عامين.

ورغم التعب الذي يسببه التطريز، وحاجته إلى الدقة، فإن مردوده المادي جيد، ويصل سعر الثوب المطرز إلى مليون ليرة سورية.

ومع تطور عملها، وعدم توفر الماكينات اللازمة للعمل وارتفاع إيجارات المحال التجارية، اعتمدت بشرى على إحدى جاراتها التي تمتلك ماكينة تطريز لمساعدتها بمقابل مادي.

من التعويضات السنية إلى الأعمال اليدوية

بشرى وأختها بسمة ليستا الوحيدتين في درعا ممن لجأن إلى الأعمال اليدوية لتحقيق مصدر دخل، إذ إن هناك كثيرًا من الفتيات الخريجات في محافظة يلجأن للأعمال اليدوية في منازلهن، إحداهن دينا العوض من مخيم “فلسطين” في درعا. 

وقالت دينا لعنب بلدي، إنها تخرجت في معهد التعويضات السنية منذ نحو سبع سنوات وبحثت عن عمل لمدة عامين دون جدوى. 

اقترحت والدة دينا أن تساعدها بتطريز الألبسة الفلسطينية التي تمتهنها منذ 25 عامًا بقولها، “تعلمت شغل تطريز ثواب الفلسطينيات من ستك، وحابة أعلمها الك”. 

وقالت دينا، “بدأت التعلم ومعرفة أنواع التطريزات كالتصليبة و السناسل و الزكزاك والمد والتسنين، وأهم أنواع قماش الأثواب للتطريز (الكتان والقطن)”.

وتبيع دينا الألبسة للمحال التجارية بحسب الطلب، كما لديها زبائن كثر من الفتيات اللواتي يطلبن تطريز بعض “الكابات” أو الأوشحة والعباءات حسب الزي الفلسطيني، ثم طورت عملها لتطرز ألبسة بالزي الأردني، وهو من أنواع التطريزات المرغوبة في محافظة درعا.

من جهتها، انتقلت سهام، اختصاصية علاج نفسي وحركي، للعمل بصناعة “الإكسسوارات” والإطارات المطرزة من منزلها، للحصول على مردود مادي يساعدها على مواجهة متطلبات الحياة.

وقالت لعنب بلدي، “أجرة المحال التجارية تصل لـ500 ألف ليرة سورية، كم قطعة يجب أن أبيع لأسدد المبلغ المطلوب؟”.

وأشارت إلى اضطرارها للعمل بحسب الطلب وإرسال الطلبات إلى أحد المحال الخاصة ببيع الأعمال اليدوية لبيعها، ومقابل بيع كل قطعة تدفع لصاحب المحل 2000 ليرة سورية.

تعيش المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري في أزمة اقتصادية خانقة، دفعت المواطنين لإيجاد البدائل للمعيشة، أو مغادرة البلاد.

وفي 21 من حزيران الماضي، قال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو، في تغريدة عبر حسابه في “إكس“، إن تسعة من كل عشرة سوريين يريدون مغادرة البلاد، ولدى كل خمسة منهم خطط ملموسة.

تتمثل الأزمة الحالية بارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية والفواكه والخضار، مع انخفاض قيمة العملة أمام الدولار الأمريكي، ورفع النظام الدعم عن السلع والطاقة لشرائح واسعة من السوريين، وتحديد الدعم لشرائح أخرى ضمن آلية استحدثها في عام 2018، أطلق عليها اسم “البطاقة الذكية”.
وفي 1 من أيار الماضي، أصدر مكتب الأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية (أوتشا) تقريرًا فصّل فيه الأزمة الإنسانية في سوريا لعام 2023.

وبلغ عدد السوريين المحتاجين إلى مساعدات إنسانية 15.3 مليون شخص، بزيادة نسبتها 5% على عام 2022، وفق التقرير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة