“التوتر” غير المنتظم يتلف الأجهزة الكهربائية بإدلب

تلف الأجهزة الكهربائية

camera iconمنظّم تيار كهربائي في مدينة إدلب شمال غربي سوريا - 31 من تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

سئم صاحب محل الحلاقة عمر من كثرة تعطل أجهزته الكهربائية التي يعتمد عليها في عمله، لعدم ثبات توتر التيار الكهربائي في مدينة إدلب شمال غربي سوريا.

تعطّل الأجهزة في محل الشاب أرهقه ماليًا، وحوّله إلى زبون دائم لدى محال الصيانة، كما اضطر لشراء عدة احتياطية كبديل في حالات “الطوارئ”.

ويعاني سكان مدينة إدلب من كثرة أعطال الأجهزة الكهربائية لعدم ثبات توتر التيار الكهربائي، وعدم قدرتهم على تركيب أجهزة تنظيم التيار، رغم قلة اعتمادهم على الأجهزة الكهربائية، بسبب ارتفاع أسعارها وقلة جودتها.

وقال عمر العاشق (34 عامًا)، وهو مهجر يقيم في مدينة إدلب، إنه يعتمد في عمله على عدة أجهزة كهربائية لا يمكنه العمل دونها، كأجهزة التسخين وتجفيف الشعر وماكينات الحلاقة وغيرها.

وأوضح لعنب بلدي أن تكلفة صيانتها مرتفعة، مرجعًا سبب الأعطال المتكررة لرداءة الأجهزة الكهربائية المتوفرة في الأسواق، وعدم انتظام التيار الكهربائي، لافتًا إلى أنه كان يشتري سابقًا أجهزة ألمانية الصنع تستمر لفترات طويلة، أما اليوم فيشتري قطعتين من كل جهاز.

كهرباء غير منتظمة

عدم انتظام التوتر الكهربائي يعد حالة طبيعية في المدينة، ولحل هذه المشكلة يعتمد المواطنون على أجهزة تنظيم الكهرباء عادة، لكن ارتفاع سعر هذه الأجهزة وشدة استهلاكها للكهرباء حالا دون قدرتهم على استعمالها.

عبد الرحمن عفارة، صاحب محل صيانة أجهزة كهربائية صناعية ومنظّمات في إدلب، قال لعنب بلدي، إن شدة التيار الكهربائي يجب أن تكون 220 فولتًا وتوتر “50H” هيرتزًا حتى لا تتعطل الأجهزة الكهربائية.

وأوضح عبد الرحمن أن ارتفاع وانخفاض التوتر حالة طبيعية ليس لها حل سوى الاعتماد على أجهزة تنظيم الكهرباء لتأمين حماية تلك الأجهزة، لكن الأهالي اليوم لا يستعملون مثل هذه الأجهزة في منازلهم.

وأرجع عبد الرحمن أسباب عدم تركيب المواطنين هذه المنظّمات إلى قلة الأجهزة الكهربائية التي يستخدمها الأهالي مقارنة بالسابق، لافتًا إلى أنهم لا يستخدمون اليوم إلا الضروري منها، وكذلك إلى ارتفاع أسعار الكهرباء، وكثرة استهلاك المنظّمات للكهرباء وارتفاع سعرها أيضًا.

ويبلغ سعر منظّم الكهرباء المصنع يدويًا بجودة متوسطة وبقدرة عشرة آلاف شمعة 100 دولار أمريكي (يعادل 2800 ليرة) وأكثر، وفق عبد الرحمن.

وتتراوح رواتب العمل بالمياومة في مدينة إدلب بين 40 و70 ليرة تركية باختلاف المهنة، كالإنشاءات والزراعة وتحميل البضائع، واختلاف عدد ساعات العمل، بوتيرة غير ثابتة لعدم توفر أعمال كهذه في جميع الأوقات، وهي رواتب لا تسد أدنى احتياجات العائلة.

وذكر عبد الرحمن أن متوسط توتر التيار الكهربائي في إدلب يبلغ “45H” هيرتزًا، لكن الانخفاض الشديد يكون بعد انقطاع التيار وعودته، ما يحدث أضرارًا بالغة بالأجهزة الكهربائية.

وأوصى فني الصيانة بفصل القاطع الرئيس للتيار في المنازل، وتشغيله بعد عودة التيار بفترة وجيزة كي يستقر التوتر.

جودة منخفضة

أرجع عدد من فنيي صيانة الأجهزة الكهربائية كثرة الأعطال إلى رداءة الأجهزة، وتضررها بشكل بالغ لأي تغير في شدة التيار الكهربائي مهما كان بسيطًا.

وذكر عبد الرحمن صاحب محل الصيانة، أن التغير اللحظي في شدة التيار أو توتره يؤثر سلبًا على الأجهزة، وهنا يأتي دور جودتها، معتبرًا أن الأجهزة الكهربائية الجيدة لا تتأثر كثيرًا بهذا التغير، ما يجعل عمرها الافتراضي أطول من الأجهزة الرديئة التي تتضرر بشكل كبير.

ويستقبل رضوان يوميًا أجهزة كهربائية معطلة بمختلف أنواعها، وبمعاينة بسيطة يتضح أن السبب الرئيس في هذه الأعطال هو رداءة التصنيع وانعدام الجودة، لافتًا إلى أن شدة الأضرار تتوقف على نوع القطعة، فالمحركات الكهربائية أقل تأثرًا من بقية الأنواع كأجهزة التسخين مثلًا.

وأوضح رضوان أن الأجهزة الكهربائية القديمة أفضل بكثير من الأجهزة الجديدة المطروحة بالأسواق، مطالبًا الجهات المعنية بمراقبة استيراد هذه القطع، وفرض إجراءات صارمة على إدخال الأجهزة الكهربائية، والتأكد من جودتها لمنع تلاعب التجار.

في حديث سابق لعنب بلدي، قال مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد بحكومة “الإنقاذ” العاملة في إدلب، حمدو الجاسم، إن البضائع تدخل إلى المنطقة عبر عدة شركات موردة، وإن قطع التبديل متوفرة في عديد من الشركات.

وذكر أن هناك قطع صيانة تكلفتها أكثر من تكلفة الجهاز نفسه، والكميات التي تدخل من معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا كبيرة وتكفي السوق المحلية.

وأضاف أن عدة تجار لديهم وكالات حصرية لاستيراد هذه الأجهزة، وهم مسؤولون عن صيانة ما يستوردونه، وإذا كانت هناك أي حالة احتكار، تعمل وزارة الاقتصاد على متابعتها ومحاسبة المستورد، وفق الجاسم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة