دماء وحصار.. سمع الهوى صداهم

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

الحركة الرياضية الفلسطينية وقلبها النابض في قطاع غزة. لا يبدو بأن الكثير منا يملك الوقت والجلد والصبر ليفرز بين الشهداء والضحايا والمصابين، إلا من شخصية مشهورة نوعًا ما في عملها وحضورها الإعلامي أو الإداري أو السياسي “يا قلبي”، وهل في الموت الغزاوي والمأساة الدموية المستمرة مشهور ومغمور؟

أمام كل هذا الخذلان الأممي والدولي والعربي، أمام صور القتل والإبادة الجماعية التي يشهدها العالم بكل وسائل الإعلام وبكل وسائل التواصل الاجتماعي كأفلام الرعب، لكنها بالبث المباشر وحقيقية اللحم والدم. حتى مصطلحات القذارة والسفالة والوضاعة باتت قديمة ومستهلكة “كلاسيكية يا خيا”. أصبح الوضع العام يحتاج إلى مصطلحات جديدة وحديثة تواكب هذا الإجرام وهذه البربرية التي ورثها أعضاء وقادة العصابات الإسرائيليون عن قادة العصابات في الكيان قبل سبعة عقود من الزمن. هم نفسهم الأعضاء والقادة الذين شكلوا الإطار السياسي للاحتلال وأضحوا يتحدثون بالتطبيع والسلام، وهذه هي النتيجة التي أفضت إلى إبادة جماعية تحت مسمى الدفاع عن النفس وبمباركة كبرى الدول في المجتمع الدولي “رعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

منذ بداية العدوان على قطاع غزة قبل شهر كامل والرياضة الفلسطينية تنزف في مختلف الشوارع والأبنية والمنشآت، ليرتقي حتى اليوم 50 شهيدًا بحسب الوثائق الفلسطينية. وأغلب الشهداء قضوا مع عائلاتهم بالكامل في أثناء موجات القصف الجوي الجنوني على أرض قطاع غزة، أبرزهم رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة، محمد الدلو، الذي قضى مع جميع أفراد عائلته في غارة شنّها الاحتلال، استهدفت منزله في قطاع غزة.

ومن بين الشهداء، محمود الريفي متوسط ميدان نادي الجلاء وزميله في الفريق بكر محمد جودة (22 عامًا)، وصقر عايش العجوري لاعب نادي جباليا، ولاعبا نادي الوفاق يحيى علاء البطش (18 عامًا)، ومحمود ماجد البطش (22 عامًا).

وكان للإعلام الرياضي نصيب في قافلة الشهداء باستشهاد الصحفي سعيد الطويل (أبو رضوان) 42 عامًا، والمصور الصحفي محمد تهامي.

إذًا ومنذ العام 1967، عام النكسة العربية التاريخية وحرب الأيام الستة، استشهد أكثر من 780 شهيدًا منهم 320 رياضيًا من قطاع غزة في غضون 20 عامًا، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين، من كوادر الحركة الرياضية الفلسطينية ناهيك بتدمير المنشآت الرياضية والملاعب والصالات والبنى التحتية في كل معركة وكل عدوان على الأرض الفلسطينية وعلى قطاع غزة خصوصًا.

وتعج سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي بالأسرى من أبناء الحركة الرياضية الفلسطينية بين محكومين، وموقفين، وبالرغم من غياب الإحصاءات الدقيقة حول عددهم، فإن هناك مؤشرات تقول إن أعداد الرياضيين المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بازدياد مستمر.

إذا كان الراحل محمود درويش قد قال يومًا، “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، فقد جاد الرياضي الفلسطيني بشعاره ومنافسته وتضحياته بما يوازي سطر درويش، بأن على هذه الأرض ما يستحق ويوجب بذل الدماء.

النصر والسلامة والرحمة لقطاع غزة وأهله الأبطال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة