“ديجا فو”.. سوريون يستحضرون مأساتهم في أحداث غزة

طفلان سوري وفلسطيني ضحية القصف العسكري في ريف حلب في سوريا 2016 وطفل فلسطيني في غزة 2023

camera iconطفلان سوري ضحية قصف النظام السوري على ريف حلب 2016، وطفل فلسطيني ضحية قصف إسرائيلي على غزة 2023 (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يشهد قطاع غزة حملة عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ 8 من تشرين الأول الماضي، من الجو والبحر والبر، جرى خلالها قصف المنازل والبنى التحتية في القطاع، ما تسبب بسقوط آلاف الضحايا من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء.

خلفت العملية الإسرائيلية دمارًا واسعًا طال المستشفيات ومرافق الخدمة العامة مثل محطات الكهرباء وخزانات الماء، مع حصار مطبق تخلله إدخال جزء يسير من الاحتياجات الإنسانية.

وتسببت العمليات العسكرية بتدمير 45 بالمائة من الوحدات السكنية في قطاع غزة، ونزوح حوالي 1.5 مليون شخص داخليًا، وفقًا لما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، الأربعاء 8 تشرين الثاني.

ونظم سوريون في الشمال السوري وقفات احتجاجية وحملات تبرع تضامنًا مع غزة، معربين عن خيبتهم من الخذلان الذي يتعرض الشعب السوري والفلسطيني، مرددين هتافات “إلى غزة قلوبنا معكم”، “المصير واحد”.

كما تناقلوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحات محلية، صورًا لأحداث جرت في سوريا مشابهة لما يحدث في غزة، معبرين من خلالها عن تشاركهم لوجع واحد.

حصار ومجازر وقصف

بالتزامن مع التصعيد الحاصل في قطاع غزة، صعدت روسيا والنظام السوري العمليات العسكرية على مناطق شمال غربي سوريا، عقب الهجوم الذي تعرضت له الكلية الحربية، في 5 من تشرين الأول الماضي.

ووفقًا لمكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن أكثر من 70 شخصًا قُتلوا في شمال غرب سوريا نتيجة التصعيد، وأُصيب 349 آخرون، وتضررت أكثر من 40 منشأة صحية و27 مدرسة و20 شبكة للمياه.

التصعيد الذي تتعرض له غزة، أعاد إلى ذاكرة سوريين، صورًا ومشاهد من القصف والانتهاكات التي ارتكبت في مدن سورية مختلفة، على يد قوات النظام السوري.

الباحثة الحقوقية في مركز “حرمون” للدراسات المعاصرة، ماسه موصلي، قالت لعنب بلدي، إن وجود أوجه متعددة للظروف التي تعيشها إدلب وغزة، يدفع السوريين لاستذكار تفاصيل ما حصل معهم خلال السنوات الماضية.

مجزرة حلفايا في 23 من تشرين الثاني2012، قصف مخبز الشرق بمدينة غزة في 4 من تشرين الثاني 2023.

مجزرة حلفايا في 23 من تشرين الثاني2012، قصف مخبز الشرق بمدينة غزة في 4 من تشرين الثاني 2023.

وأضافت أن الثورة السورية قامت ضد نظام حكم “دكتاتوري وشمولي” للمطالبة بالحرية، وتعرضت مختلف المناطق الثائرة لحملات عسكرية، وارتكبت فيها الانتهاكات والمجازر، وهو ما يحصل في غزة حاليًا. 

الموصلي ربطت في حديثها لعنب بلدي، بين مواقف الدول الغربية والعربية من الحرب في غزة، وما تخلفه هذه المواقف من “شعور بالخذلان”، وبين مواقف مشابهة تعرض لها السوريون منذ 2011.

وفي 23 من تشرين الثاني 2012، قصفت طائرات عسكرية تتبع للنظام السوري، مخبزًا في بلدة حلفايا، شمالي محافظة حماة وسط سوريا، وخلف القصف 93 قتيلًا.

عقب المجزرة، انتشرت صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرغيف خبز مغمس بالدماء، وهي إحدى الصور التي استعادها السوريون، في أعقاب قصف مشابه طال غزة، من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الطبيب النفسي محمود بحيص، لعنب بلدي، إن هذا السلوك النفسي يسمى “ديجا فو”، ويعني “شوهد من قبل”، ويحدث بشكل طبيعي عندما يرى أي إنسان عناصر مشتركة تصف تجربة معينة مر بها، وعند حدوث أي موقف مشابه لما هو عالق بذاكرته يشعر بأنها تعنيه.

أطفال سرقت منهم طفولتهم

شدد “المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” على ضرورة الالتزام بحقوق الطفل في غزة، ونشر تقريرًا يدين فيه قتل للأطفال، وبحسب تقديراته، منذ بداية العمليات العسكرية يفقد 100 طفل فلسطيني حياتهم يوميًا.

وارتفعت أعداد القتلى الفلسطينيين إلى 10328 قتيلًا، منهم 4237 طفلًا، بالإضافة إلى 25956 مصابًا، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وكانت صورة الطفل الحلبي عمران دقنيش، الجالس في سيارة إسعاف بصمت دون أي ردة فعل، عقب غارة جوية من قبل النظام بالبراميل المتفجرة على حي القاطرجي بحلب، في 17 من آب 2016، من أبرز الصور التي استعادها السوريون على وسائل التواصل، واصفين التشابه بين ردود فعل أطفال سوريا وغزة.

طفلان سوري وفلسطيني ضحية القصف العسكري في ريف حلب في سوريا 2016 وطفل فلسطيني في غزة 2023 (وسائل التواصل الاجتماعي)

طفلان سوري وفلسطيني ضحية القصف العسكري في ريف حلب في سوريا 2016 وطفل فلسطيني في غزة 2023 (وسائل التواصل الاجتماعي)

ووفق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، قتل 30 ألفًا و96 طفلًا على يد مختلف أطراف النزاع في سوريا، منهم 22 ألفًا و998 على يد النظام السوري، في الفترة بين آذار 2011 وتشرين الأول الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة