رغم ارتفاع أسعارها.. إقبال على شراء “البالة” في سوريا

شارع الدراويش في دمشق القديمة - 24 تموز 2023 (عنب بلدي/سارة الأحمد)

camera iconشارع الدراويش في دمشق القديمة - 24 من تموز 2023 (عنب بلدي/سارة الأحمد)

tag icon ع ع ع

ارتفعت أسعار الألبسة الأوروبية المستعملة (البالة) في سوريا بشكل يضاهي أسعار الألبسة الجديدة، إذ إن التجار يشترونها بالدولار، وتتميز بجودتها العالية مقارنة بالألبسة المحلية.

وتأتي معظم الألبسة المستعملة عبر حاويات تنقل من الدول المصدرة إلى المواني السورية، ومعظمها يأتي من دولة غانا التي تعتبر أكبر سوق لتوزيع “البالة” في غربي إفريقيا، أو من إيطاليا، أو فنزويلا، ومن هناك ينقلها التجار إلى سوريا بطرق غير شرعية عبر لبنان أو مباشرة إلى المواني السورية، بحسب ما قاله حمزة لعنب بلدي، وهو تاجر “بالة” في محافظة دمشق (طلب عدم ذكر اسمه بالكامل لأسباب أمنية).

وأضاف أن “البالة” تدخل من سوريا إلى لبنان عبر ممرين رئيسين تشرف عليهما “الفرقة الرابعة” و”حزب الله”، وهو ممر من وادي خالد شمالي لبنان إلى القصير بريف حمص، أو من مدينة الهرمل اللبنانية إلى القصير.

ويشرف على إدخالها ضباط سوريون بمراتب عليا ومسؤولون وتجار لهم ارتباطات أمنية، ويطلق عليهم في سوريا لقب “الحيتان”، وتوزع للمحال عبر وسائط بين المسؤولين وتجار الألبسة، بحسب حمزة.

سوسن رشيدات صاحبة أحد محال البالة في مدينة درعا، قالت لعنب بلدي، إنها تشتري البالة من أحد التجار في مدينة دمشق، وتشحنها إلى درعا على أنها ملابس مستعملة محلية، بسبب منع استيراد الملابس الأجنبية إلى سوريا.

وأكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام بمحافظة طرطوس لصحيفة “تشرين” الحكومية، أن محال “البالة” مخالفة للقانون ولا رقابة على أسعارها، لأنها مجهولة المصدر وتقوم المديرية بمعالجتها حسب المرسوم “8”.

إقبال رغم ارتفاع الأسعار

بين كومة من الثياب فوق “بسطة” صغيرة احتلت مكانًا على قارعة الطريق، تفتش نجاح بريمو (35 عامًا) من محافظة اللاذقية عن قطعة تناسبها، بينما تتزاحم النساء إلى جانبها وقد امتدت أياديهن بشكل عشوائي يبحثن عما يناسب أذواقهن، ليلتقطن بشكل سريع الملابس ويحدقن بها لثوانٍ معدودات قبل اتخاذ قرار الشراء.

نجاح قالت لعنب بلدي، إن أسعار “البالة” خلال الأشهر الأخيرة أصبحت تضاهي الألبسة الجديدة في ارتفاع أسعارها، لكنها ترتاد محالها هي وصديقاتها بسبب جودتها العالية، مقارنة بالألبسة المحلية ذات الجودة السيئة والأسعار الباهظة وغالبًا ما تحتوي على قطع من ماركات عالمية.

وتعتمد نسبة كبيرة من سكان اللاذقية على محال بيع الألبسة الأوروبية المستعملة (البالة) رغم ارتفاع أسعارها خلال السنوات الأخيرة، ويرى بعضهم أن ألبسة “البالة” ذات جودة أعلى تسمح لهم بشرائها عوضًا عن شراء الألبسة المحلية الجديدة بجودة سيئة وأسعار باهظة.

مصطفى أحد أصحاب صالات بيع “البالة” في اللاذقية قال لعنب بلدي، إن أحد أسباب ارتفاع أسعار البالة هو تقلب سعر الصرف، ولا سيما أن التجار يشترونها بالدولار، كونها بضائع أجنبية مجهولة المصدر.

وأضاف مصطفى أن الأهالي يتوافدون بكثرة لشرائها رغم الارتفاع الكبير الذي شهدته في الأشهر الأخيرة، ويعزو بعضهم ارتفاع أسعارها إلى جودتها، ويختلف ثمنها إذا ما كانت ماركة عالمية.

وقال، “حين يصل إلينا كيس البالة لا نعرف محتواه ونشتريه بما حمل، وفي كثير من الأحيان نجد منتجات لماركات وألبسة مميزة وغالية الثمن، وبالتأكيد لن تباع بسعر قليل لكنها تبقى مناسبة، إضافة إلى تقليد نتبعه ببدء تخفيضات بنسب كبيرة مع نهاية كل فصل”.

ويعد استيراد البالة محظورًا من جانب النظام السوري “لحماية الصناعة الوطنية”، لكن هذا السوق لم يتوقف عن العمل، والبضائع تصل إليه عن طريق التهريب، بحسب ما قاله مصطفى لعنب بلدي.

أسعار “البالة”

ينتقد كثيرون ارتفاع أسعار “البالة” خلال الآونة الأخيرة وبخاصة ملابس الشتاء، إذ يتراوح سعر المعطف ذي الجودة العالية بين 350 ألفًا و400 ألف ليرة في دمشق، وسعر الجاكيت العادي بين 150 ألفًا و175 ألفًا، وبلغ سعر جاكيت الفرو 600 ألف.

في حين وصل سعر الكنزة الشتوية ذات الجودة العادية إلى 100 ألف، أما البيجامات فيتراوح سعرها بين 100 ألف و200 ألف، في حين بلغ سعر بنطال البيجامة المفرد بين 60 ألفًا و75 ألفًا.

وبعد أحدث زيادة على الرواتب في مناطق سيطرة النظام منتصف آب الماضي، وصل الحد الأدنى لرواتب العاملين بالقطاع العام إلى نحو 186 ألف ليرة سورية (نحو 13 دولارًا أمريكيًا).

ويبلغ سعر مبيع الدولار الواحد في دمشق نحو 14 ألف ليرة سورية، لحظة تحرير هذا التقرير، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بمتابعة أسعار الذهب والعملات الأجنبية.

ووصل وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد في نهاية الماضي إلى تسعة ملايين و500 ألف ليرة سورية (حوالي 683 دولارًا)، بحسب “مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة“.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة