دير الزور.. “السرافيس” لا تلتزم بالخطوط ولا بالتسعيرة

حي الموظفين في مدينة دير الزور - 13 من تشرين الثاني 2023 (خاص لعنب بلدي)

camera iconحي الموظفين في مدينة دير الزور - 13 من تشرين الثاني 2023 (خاص لعنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يشتكي أهالي مدينة دير الزور من “السرافيس” المخصصة للنقل الداخلي، كونها لا تتناسب مع أعداد المقيمين في المدينة، ومن معاملة سائقي “السرافيس” مع الركاب.

وتبدأ أجرة “التكسي” من ثمانية آلاف وتصل إلى 25 ألفًا، حسب المكان والسائق، بينما أجرة “السرفيس” 500 ليرة، ما يجعلها الحل الأقل تكلفة للتنقل بين أحياء المدينة.

وبعد أحدث زيادة في منتصف آب الماضي، وصل الحد الأدنى لرواتب العاملين بالقطاع العام في مناطق سيطرة النظام إلى 185940 ليرة سورية (13.3 دولار أمريكي).

الأهالي يشتكون

عبادة، من سكان حي هرابش، قال لعنب بلدي، إنه ينتظر “السرفيس” كل صباح ليذهب إلى عمله بين عشرة دقائق ونصف الساعة، إلا أن “السرفيس” إن أتى يكون ممتلئًا بالركاب.

ويضطر عبادة (تحفظ على ذكر اسمه الكامل) للانتظار، فمكان عمله في “مديرية التربية” يبعد عن منزله بين الـ45 دقيقة والساعة، ولا يمكنه تحمل تكلفة “التكسي” البالغة 15 ألف ليرة سورية.

ويرى أن أزمة المواصلات مرتبطة بتسرب “السرافيس” عن خط سيرها، بسبب تعاقد قسم من السائقين مع الروضات والمدارس الخاصة لنقل الطلاب والأطفال، إضافة إلى تعاقدهم مع بعض المعامل لنقل العاملين فيها.

سلسبيل، طالبة في جامعة “الفرات” ومستأجرة بحي الجورة، قالت لعنب بلدي، إن “السرافيس” التي تصل للجامعة قليلة، وأرجعت هذا إلى عدم التزام السائقين بخط سير محدد، ويتوجهون لأعمال خاصة دون رقابة.

ومن جهة أخرى، تسكن راما في السكن الجامعي، القريب من كليتها الواقعة في منطقة البانوراما، على طريق دير الزور- دمشق، وقالت لعنب بلدي إنها تواجه صعوبة في الذهاب إلى وسط المدينة لقلة “السرافيس” وامتلائها.

وتعتقد راما أن سائقي “السرافيس” يستغلون الطلاب المقيمين في السكن، بوضع أسعار مختلفة ومرتفعة نسبة للتسعيرة التي حددتها الدولة وهي 500 ليرة سورية، بحجة ارتفاع سعر المازوت، على الرغم من أنه ضمن الدعم الحكومي لسائقي “السرافيس”.

وأشارت إلى أنها تدفع لسائق “السرفيس” 1500 ليرة لتصل إلى وسط المدينة، بينما تضطر لدفع بين 15 و25 ألف ليرة لسائق التكسي.

خولة مقيمة في حي العمال، قالت لعنب بلدي، إن “السرفيس” يأتي إلى المنطقة ممتلئًا دائمًا بالركاب، في أوقات الذروة وفي الأوقات العادية.

ويبدأ الخط الذي تستقله خولة من حي طحطوح، ويمر بهرابش ثم العمال، وينتهي في آخر حي الجورة، الذي يُعد مدخلًا لمدينة دير الزور.

وتشتكي من معاملة سائقي “السرافيس” التي تصفها بـ”الفظة”، إذ أن السائق يمر أحيانًا من حي العمال دون أن يسمح بركوب أحد، إضافة إلى صراخه على الركاب، “دون احترام لكبير أو صغير”.

البلدية وسائقو “السرافيس”

أرجع رئيس بلدية دير الزور، رائد منديل، أزمة انتظار أهالي مدينة دير الزور لـ”السرافيس”، وخاصة خط “العمال”، إلى السائقين، إذ لا يُحرك السائق “السرفيس” من بداية الخط إلا عند امتلائه بالركاب.

ولفت منديل، إلى أن عدد “السرافيس” العاملة على خط “العمال” يفوق 15 “سرفيسًا”، وثلاث باصات نقل داخلي، وتقل حركة “السرافيس” بعد الساعة الرابعة عصرًا.

واستلمت محافظة دير الزور ثلاثة باصات نقل داخلي من أصل 100 باص مقدمة من الصين إلى سوريا.

وحددت “مديرية التجارة الداخلية” بدير الزور في عام 2019، تسعيرة “السرافيس” ضمن المدينة بسعر 300 ليرة، ومن الجورة إلى هرابش بـ500 ليرة وإلى الجفرة بـ700 ليرة.

وأضاف “مجلس مدينة دير الزور” خط نقل داخلي “تجريبي” من أمام حديقة “النبلاء” في شارع غازي عياش، مرورًا بدوار “الموظفين”، وينتهي الخط عند جامعة “الفرات”، نظرًا لمعاناة الأهالي من صعوبة النقل، حسب المجلس.

وأوضح موظف في “مديرية النقل” في دير الزور، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن القرار جاء نتيجة عدم وجود أي خط نقل داخلي في منطقة غازي عياش وغيرها من المناطق الموجودة ضمن الخط “التجريبي”.

وقال الموظف بخصوص شكاوى الأهالي، إنه لا يوجد خطط لتقصير خط العمال، إلا أن “المديرية” تعمل على مخالفة “السرافيس” التي لا تلتزم بخط سيرها، عن طريق لجنة متخصصة بمراقبة حركتها، إضافة إلى شرطة المرور، حسب الموظف.

وأضاف أن المواطنين ينتظرون بين 15 دقيقة ونصف ساعة، إلا أن بإمكانهم ركوب “السرفيس” في أغلب الأوقات.

ويبرر السائقون ممن التقتهم عنب بلدي ورصدت تعليقاتهم، عدم التزامهم بالتعرفة الرسمية أو الخطوط، لكون “المديرية” لا تراعي التكاليف المترتبة عليهم، فيما يتعلق بأسعار المحروقات المرتفعة، أو تكاليف صيانة مركباتهم، إضافة إلى التكاليف الدورية المتضمنة تغيير الزيت والإطارات.

وحددت وزارة التجارة الداخلية في 15 آب الماضي، سعر مبيع مادة المازوت المدعوم للمستهلك بـ 2000 ليرة لليتر.

أقرأ أيضًا: حكومة “دمشق” ترفع أجور النقل الداخلي بعد النقل بين المحافظات


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة