كيف تغيرت مراكز الثقل الإعلامي في الشرق الأوسط

“إم بي سي” تدخل التداول في سوق الأسهم السعودي

حفل افتتاح مجموعة "إم بي سي" لمقرها في السعودية 2022 (إندبندنت عربية)

camera iconحفل افتتاح مجموعة "إم بي سي" لمقرها في السعودية 2022 (إندبندنت عربية)

tag icon ع ع ع

حصلت مجموعة “إم بي سي” الإعلامية السعودية على مواقفة “هيئة السوق المالية السعودية”، لطرح 33.25 مليون سهم للاكتتاب العام، أمس 21 من تشرين الثاني.

وقالت الهيئة في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، إنها وافقت على طلب المجموعة الأعلامية لطرح 10% من أسهمها.

قناة “العربية” السعودية، قالت إنه من من المقرر أن يتم تحديد سعر الطرح النهائي بعد نهاية فترة بناء سجل الأوامر، في الفترة بين 30 من تشرين الثاني الحالي، و6 من كانون الأول المقبل.

وتشير هذه الخطوة، إلى تغييرات محتملة في شكل الإعلام العربي، الذي باتت ثلاثة من دول الخليج تمتلك مدنًا إعلامية ضخمة، هي السعودية والإمارات وقطر.

ودخلت الدول الثلاث في صراع إعلامي خلال فترة الخلافات التي سادت بين الرياض وأبو ظبي من جهة، والدوحة من جهة أخرى، خلال الفترة التي عرفت بـ”حصار قطر”.

وتراشقت الدول الاتهامات، وصدرت عنها عشرات التقارير الإعلامية التي ركّزت على الهجوم والانتقادات اللاذعة بينها.

الخطوة التي اتخذتها المجموعة السعودية، التي تعدّ أحد أكبر المجموعات الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جاءت لـ”تعزيز مكانتها في السوق ومواصلة الاستثمار في منصة البث (شاهد)”، وفق بيان نشرته المؤسسة أمس.

وكالة “رويترز” قالت اليوم، إنه من المتوقع أن تذهب عائدات الاكتتاب العام، نحو سداد ديون مستحقة، وتعزيز السيولة والاستثمار بشكل أكبر في المنصة الرقمية، وإطلاق مبادرات جديدة.

صراع الإعلام في دول الخليج

مع القوة المالية التي امتلكتها دول الخليج العربي الغنية بالنفط، سعت لتأسيس مراكز ومؤسسات إعلامية وقنوات تلفزيونية، إخبارية وترفيهية.

انطلقت “إم بي سي” السعودية من العاصمة البريطانية لندن عام 1991، ثم أطلقت قطر قناة “الجزيرة” في الدوحة، عام 1996، وأسست الإمارات، “دبي للإعلام” في عام 2000.

وينضم تحت جناح “دبي للإعلام”، 15 وسيلة إعلامية إماراتية، تتوزع بين القنوات التلفزيونية ومحطات الإذاعة والصحف والمنصات الرقمية، في حين تمتلك “أبو ظبي للإعلام” الإماراتية سبع قنوات تلفزيونية، وثلاث مجلات وثماني محطات إذاعية، إلى جانب تطبيق “تلفزيون أبو ظبي”، كمنصة بث رقمي.

إلى جانب المجموعات الإعلامية، تمتلك إمارة دبي، “مدينة دبي للإعلام” في المنطقة الحرة، وافتتحت في عام 2001، كمركز إعلامي لوكالات الأنباء العربية والعالمية

توسعت المجموعات الإعلامية الخليجية، وتحولت “إم بي سي” لمجموعة ضخمة تحقق إيرادات تقدر بـ3.49 مليار ريال سعودي في عام 2022 (مليار دولار تقريبًا)، وأرباحًا تقدر بـ367.6 مليون ريال (100 مليون دولار تقريبًا).

فيما وسّعت قطر من قناتها “الجزيرة”، وحولتها إلى “شبكة الجزيرة الإعلامية”، وتضم مركزي دراسات ومعهدًا تعليميًا، وخمس قنوات تلفزيونية، بالإضافة إلى المنصات الرقمية.

وكان للجزيرة مجموعة رياضية حملت اسم “الجزيرة الرياضية”، انفصلت عنها في 2014، وشكلت مجموعة “بي إن سبورت”  الإعلامية، التي لم تكتف بالقنوات الرياضية.

ولدى المجموعة قنوات رياضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأمريكا الشمالية وفرنسا وبريطانيا وتركيا، بالإضافة إلى القنوات الترفيهية.

المجموعة القطرية الثالثة هي مجموعة فضاءات، التي تمتلك ثلاث قنوات تلفزيونية وصحيفة باللغتين العربية والإنجليزية.

مع المنافسة السياسية الإقليمية بين الإمارات والسعودية وقطر، والدور الكبير الذي لعبه الإعلام كسلاح بيد الجهات الثلاث خلال المواجهة السياسية بينهم بعد “حصار قطر” في 2017، سعى كل طرف منهم لتعزيز حضوره الإعلامي.

وفي 2019، أعلنت قطر عن افتتاحها لـ”المدينة الإعلامية”، التي تروج لها باعتبارها “وجهة الإعلام العالمي الجديد” ضمن مركز متطور يوفر التكنولوجيا المستقبلية.

بعد عام واحد فقط، اتخذت السعودية القرار نفسه، بتأسيس “المدينة الإعلامية السعودية“، في العاصمة الرياض، ووقعت اتفاقات مع مجموعة علي بابا الصينية، ومجموعة “إم بي سي” وقناة “العربية” والمجموعة السعودية للأبحاث.

وفي ورقة بحثية صادرة في عام 2019 عن مركز “ريفاه” لدراسات الإعلام في باكستان، عملت كل من قناتي الجزيرة والعربية، على تأطير القضايا المتعلقة بين قطر والسعودية.

تجدر الإشارة إلى أن التسريبات الإعلامية، أشارت إلى اشتراط السعودية، إغلاق قناة الجزيرة، لإنهاء الحصار على قطر، وهو ما رفضته الأخيرة.

وعلى مدى سنوات، شكلت مصر ولبنان، المراكز الإعلامية للقنوات العربية، ويبدو أن الإعلام العربي انتقل لمراكز جديدة ضمن ثلاث بلاد لها ثقلها الإقليمي في الوقت الحالي، قطر والسعودية والإمارات.

ما هي “إم بي سي”

تأسست “إم بي سي” في عام 1991، وتمتلك حاليًا 16 قناة تلفزيونية مجانية، وأربعة محطات إذاعية، بالإضافة إلى منصة البث الرقمية “شاهد”.

بالإضافة إلى منصات البث المسموعة والمرئية، تدخل شركة “استديوهات mbc” كإحدى شركات المجموعة، وهي شركة خاصة بالإنتاج.

وتمتلك المجموعة أكاديمية خاصة للتعليم والتدريب الإعلامي، ووكالة اكتشاف مواهب، وشركة أخرى متخصصة تحمل اسم “بلاتينيوم ريكوردز” مختصة بإدارة الفنانين والمؤلفين والتوزيع، وشركة أخرى مختصة بالألعاب الإلكترونية.

وانطلقت القناة في بدايتها في العاصمة البريطانية، لندن، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى الإمارات العربية المتحدة.

وفي 2022 أعلنت عن افتتاح مقرّها الرئيسي في العاصمة السعودية، الرياض.

وفق وكالة “رويترز”، تمتلك شركة “الاستدامة” القابضة، التابعة للحكومة السعودية، 60% من أسهم المجموعة، و40% لرجل الأعمال السعودي ومؤسس “إم بي سي”، وليد الإبراهيم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة