خنازير برية تثير الذعر وتتلف مزروعات غربي إدلب

خنازير برية تثير الذعر وتتلف مزروعات غربي إدلب

camera iconخنازير برية تضر بالمزروعات في دركوش غربي إدلب - تشرين الأول 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

استيقظ مازن، الذي ينام في محله التجاري لحراسته في عين الزرقاء بريف جسر الشغور غربي إدلب، على صراخ أطفال ونساء يستغثن، خوفًا من مجموعة خنازير برية حاولت مهاجمتهن.

هرع الشاب مسرعًا حاملًا سلاحًا (مسدّس) يستعمله للحراسة باتجاه الخنازير البرية، التي كانت تحاول قطع النهر لمهاجمة الأطفال والنساء، واستطاع ومن استجاب للأصوات من الأهالي إجبار الخنازير على الفرار.

اجتاحت مؤخرًا مجموعة من الخنازير البرية بعض المناطق السكنية في مناطق دركوش وعين الزرقاء غربي إدلب، ملحقة أضرارًا بالأراضي الزراعية، وأثارت قلق ومخاوف السكان الذين لم يألفوا رؤية هذه الحيوانات في مناطقهم.

خنازير تهاجم الأطفال

مازن سكيف، صاحب محل تجاري، وصف الحادثة بالمروعة، فوجود نحو 15 خنزيرًا بريًا تحاول قطع ضفة نهر “العاصي” لمهاجمة الأطفال ليس أمرًا معتادًا.

وقال الشاب لعنب بلدي، إن الخنازير حاولت مهاجمة الأطفال، وزاد من هيجانها صراخ الأطفال، لكنها هربت بعد وصول عدد من الأشخاص عقب إطلاقهم النار عليها.

وأضاف مازن أن إطلاق النار على الخنازير لم يسفر عن مقتل أي منها، لأن هذه الحيوانات بحاجة إلى أسلحة أكثر فاعلية من المسدسات، لافتًا إلى أن مواطنين بدؤوا يبحثون عن أسلحة صيد لها كـ”الجفت” من أجل حماية أهاليهم وأطفالهم.

ناشطون في منطقة دركوش وريف جسر الشغور، أطلقوا تحذيرات لأهالي المنطقة من الخنازير البرية المنتشرة عبر مكبرات المساجد، وعلى مجموعات ومواقع التواصل الاجتماعي، لحماية الأطفال من هذه الحيوانات الخطرة.

وقال أشخاص من دركوش قابلتهم عنب بلدي، إن هذه الحيوانات منتشرة بكثرة في حماة وغابات الساحل السوري، مرجعين سبب ظهورها بالمنطقة إلى حملات الصيد الجائر في تلك المناطق، وإلى قصف قوات النظام المتكرر على خطوط التماس، وإلى الحرائق المتكررة في تلك الغابات.

مخاوف من نقل الأمراض

تعد الخنازير من الحيوانات المكروهة لدى أهالي ومواطني الشمال السوري، ويثير وجودها مخاوف السكان من انتشار الأمراض.

السيدة فاطمة المحمد (44 عامًا)، تقطن في ريف دركوش، قالت لعنب بلدي، إنها تخشى من الخنازير التي تعيش في بيئة قذرة ملائمة لانتشار العديد من الأمراض والفيروسات.

وتتخوف السيدة من أن يتسبب احتكاك هذه الحيوانات بالمناطق السكنية بانتشار الأمراض لدى أفراد عائلتها.

بدوره، عبد الله الأحمد (38 عامًا) من دركوش، قال لعنب بلدي، إن الأهالي لم يعودوا يأمنون على أطفالهم اللعب بمفردهم بين الأشجار، خوفًا من أذى قد تلحقه الحيوانات بهم، أو احتكاك الأطفال دون قصد بمكان وجودها، ما يؤدي إلى إصابتهم بالأمراض.

وتمثل الخنازير منشأ لأمراض معدية جديدة، لم يعرفها الإنسان من قبل، وتعتبر الخنازير بشكل عام نوعًا من الأوعية المختلطة، لأنها عرضة للفيروسات البشرية، مثل فيروس الإنفلونزا، والتي عندما تصاب بها الخنازير، يمكنها التحور إلى فيروس جديد، وفق ما ذكرته عالمة الأحياء في وزارة الفلاحة الأمريكية فيينا براون، لمجلة “ناشونال جيوغرافيك”.

وقالت براون، إن خطر تعرض الإنسان للعدوى من الخنازير أكبر مقارنة بما هو عليه من أنواع الحياة البرية الأخرى.

ضرر بالأشجار

تعتمد الخنازير البرية على الاستيطان في المناطق الحرجية الكثيفة، وتتغذى على الثمار المتساقطة من الأشجار، لكن حركة الحيوانات في المنطقة بشكل هائج يؤدي إلى تكسير الأشجار المثمرة في دركوش.

وقال مازن سكيف، إن الخنازير كسرت خلال هربها شجيرات صغيرة من البرتقال والليمون على ضفة نهر العاصي، وحتى الأشجار التي لم تتكسر تساقطت ثمارها وتضررت بشكل بالغ.

المزارع جمال الصالح (45 عامًا) قال، إن أضرار الخنازير البرية لا تقتصر على الأشجار المثمرة، إنما تدخل قطعان الخنازير التي تبحث عن طعام إلى المحاصيل الزراعية وتقوم بتخريبها.

وأضاف المزارع أن دخول الخنازير البرية للحقول في المنطقة يتسبب بخسائر، منها تلف المحاصيل وعدم القدرة على بيعها، ما يؤثر لاحقًا على ارتفاع أسعارها في السوق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة