منها ارتفاع الأسمدة وتكاليف الشحن

تحديات تواجه أصحاب المشاتل الخاصة في الحسكة

مشتل في مدينة القامشلي - 14 تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/مجد السالم)

camera iconمشتل في مدينة القامشلي - 14 من تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/مجد السالم)

tag icon ع ع ع

يختار محمد منصور مجموعة قليلة من الشتلات والغراس لمختلف أنواع الأشجار المثمرة والحرجية بمساعدة أحد عمال المشتل الزراعي، ليزرعها أمام منزله في أطراف القامشلي.

وقال محمد (45 عامًا) لعنب بلدي، إنه يحب زراعة الأشجار وكان يرغب بأن يكون لديه بستان خاص فيه، لكن “التكلفة المرتفعة لإنشاء البستان جراء ارتفاع أسعار الشتلات المثمرة والحرجية تحول دون ذلك”.

يحب محمد أن يمضي بعض الوقت من كل أسبوع تقريبًا في التجول ضمن أقسام المشاتل المنتشرة في المدينة كهواية و”ترويح عن النفس”، وقد يشتري في أثناء ذلك بعض شجيرات الزينة يهديها لبعض الأصدقاء.

تراجع المبيعات إلى النصف

يشتكي أصحاب المشاتل في مناطق شمال شرقي سوريا من تراجع المبيعات بشكل ملحوظ عما كانت عليه الحال في الأعوام الماضية، ما سبب لهم خسائر يعجزون عن تعويضها.

طارق العلي مهندس زراعي مشرف على مشتل في القامشلي، قال لعنب بلدي، إن هناك تراجعًا “كبيرًا” في المبيعات عن العام الماضي وصل إلى نحو النصف، وإن استمرار الحال هكذا سيؤدي إلى خسارة المشاتل وإغلاقها “واحدًا تلو الآخر” بعد أن شهدت الأعوام الماضية زيادة في أعدادها.

تضم مدينة القامشلي وحدها نحو 13 مشتلًا موزعة داخل المدينة وفي أطرافها تبيع مختلف أنواع الغراس الحرجية والمثمرة.

وبحسب المهندس فإن تراجع المبيعات سببه ارتفاع أسعار الغراس التي أصبح بعض منها يباع بالدولار.

“تتراوح أسعار الغراس الحرجية بين 20 ألفًا و60 ألف ليرة سورية حسب الحجم والنوع، فالسرو الإيطالي مثلًا يصل سعر الغرسة منه إلى 60 ألف ليرة سورية، في حين أن أسعار الغراس المثمرة تحسب بالدولار ويتراوح سعرها بين دولارين و20 دولارًا أمريكيًا”، وفق طارق، الذي أشار إلى أن غراس وأشجار الزينة شهدت أيضًا ارتفاعًا في أسعارها وبعض منها يصل إلى ميلون ليرة سورية.

ورصدت عنب بلدي من أصحاب المشاتل أن بعضهم يعتمد على المنظمات العاملة في المنطقة أكثر من البيع للسكان المحليين، إذ تنفذ مشاريع لها علاقة بحملات التشجير وحماية البيئة، وتشتري هذه المنظمات كميات “جيدة” من الغراس وبإمكانها أن تدفع قيمتها بالدولار.

وخلق وجود أكثر من مشتل نوعًا من المنافسة في مناقصات الغراس والشتلات، لكن هذه المشاريع ليست مستمرة على مدار العام.

غلاء في أسعار الأسمدة وأجور الشحن

وعن أسباب غلاء الشتلات والغراس الحرجية والمثمرة وتلك التي تستعمل للزينة، قال عبد السلام الحسين (36 عامًا) صاحب مشتل من بلدة معبدة لعنب بلدي، إن منها ما يعود إلى ارتفاع تكاليف الرعاية والعناية وأجور العمال اليومية (25 ألف ليرة أجرة يومية للعامل)، وكذلك زيادة أسعار الأسمدة التي يبيعها الموردون بالدولار.

وأضاف عبد السلام أن بعض أنواع الغراس تُجلب من خارج المحافظة، مثل حماة أو من المنطقة الساحلية “وهذه تحتاج إلى تكاليف نقل مرتفعة خصوصًا بعد ارتفاع أسعار الوقود، فالشحنة التي تكلف مليون أصبحت تكلف نحو مليونين”.

وعن أهم الأصناف التي يكثر الإقبال عليها، قال عبد السلام، إن سكان المدينة يقبلون على شراء نباتات الزينة كالصباريات ونبتة “السجاد”، في حين يفضل سكان الريف شراء الغراس المثمرة بشكل أساسي مثل العنب والزيتون والرمان والتين والخوخ، والغراس الحرجي كالسرو والصنوبر، لكن ارتفاع الأسعار بشكل عام قلل نسبة المبيعات في الريف.

وبالإضافة إلى المشاتل يوجد بعض الباعة المتجولين مع سيارات شحن صغيرة تحمل غراسًا وشتلات لبيعها في القرى مباشرة للمزارعين وأصحاب البساتين والحدائق، لكن ارتفاع تكاليف المحروقات جعلت هامش الربح قليلًا لهؤلاء الباعة الذين تضرروا أيضًا من تراجع المبيعات.

وتواجه المشاتل “صعوبات فنية”، مثل شح المياه خلال فصل الصيف، مما يضطر أصحاب المشاتل في كثير من الأيام إلى شراء المياه لري الغراس والشتلات على حسابهم الشخصي، وهو ما يكلف نحو 100 ألف ليرة سورية أو أكثر بحسب حجم المشتل وطبيعة الغراس التي يضمها، وفق عبد السلام.

بدورها، أعلنت هيئة البيئة التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، عن تطوير وإنشاء عدة مشاتل في مناطق مختلفة من الحسكة، كتطوير مشتل المالكية وعامودا ومعبدة وتل معروف وتل حميس، وإنشاء مشتل جديد في بلدتي الجوادية واليعربية، والعمل على تطوير مشتل التوينة بالحسكة ومشتل بارين في القامشلي.

وتتضمن خطة التطوير بحسب حديث الإداري في مديرية المحميات والتشجير بـ”هيئة البيئة” في إقليم الجزيرة محمد سعيد لموقع “روناهي“، في 3 من تشرين الأول الماضي، تأمين جميع بذور الأشجار المثمرة والحرجية المختلفة، بالإضافة إلى تأمين بذور نباتات زينة، ومستلزمات إنتاج، وتجهيز بيوت بلاستيكية من أكياس، وأحواض الشتل، وخراطيم للسقاية، وحفر آبار في بعض المشاتل، وتشغيل بعض منها ضمن منظومات الطاقة الشمسية من أجل حماية البيئة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة