جوع ونقص خدمات.. 20 مخيمًا خارج الدعم بريف دير الزور الغربي

مخيمات النازحين غربي دير الزور- 29 تشرين الثاني (عنب بلدي /عبادة الشيخ)

camera iconمخيمات النازحين غربي دير الزور- 29 تشرين الثاني (عنب بلدي /عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

“إذا ما اشتغلت ما مناكل”، بهذه العبارة اختصر عمر، النازح من بلدة الخريطة غربي دير الزور إلى مخيم على أطراف بلدة محيميدة بريف دير الزور الغربي، صعوبة تأمين قوت يومه.

عمر (طلب عدم ذكر اسمه بالكامل لأسباب أمنية) معيل لعائلة مؤلفة من خمسة أشخاص بالإضافة إلى أولاد أخيه الثلاثة الأيتام، وصف معاناة عائلته مع بداية فصل الشتاء بقوله، “قاتلنا الجوع، في كثير من الأيام لا نجد شيئًا نأكله سوى الخبز، إذا مر يوم لم أعمل فيه ننام جائعين”.

تنتظر العائلة في بعض الأيام الدعم من المنظمات لتأمين قوت يومها، وبحسب ما قاله عمر لعنب بلدي، فإن بعض المنظمات لم تعد تقدم المساعدات، “بسبب المشاكل مع أهالي المنطقة التي نصبنا الخيام بها في ريف دير الزور، إذ يقول سكانها إنهم أولى بالدعم المقدم من المنظمات”.

وأضاف عمر أنه كان يحصل في كل شهر على حصتين من المساعدات، الأولى باسمه، والثانية باسم شقيقه، وتعينه تلك الحصة قرابة عشرة أيام.

مخيمات عشوائية

عامل في منظمة “الكونسيرن”، وهي منظمة إنسانية عالمية تعنى بمكافحة الفقر وتعمل في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري (رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) قال لعنب بلدي، إنه يوجد حوالي 20 مخيمًا عشوائيًا منتشرة في ريف دير الزور الغربي، من بلدة الجزرات حتى منطقة الحصان وطيبة والمعامل، ويعيش ما يقارب 3500 عائلة في هذه المخيمات.

وأرجع العامل في المنظمة سبب لجوء الأهالي للمخيمات إلى ارتفاع أسعار الإيجارات وقلة فرص العمل في ريف دير الزور، إذ يعمل بعضهم في الأسواق الشعبية مثل سوق ماكف الصالحية بالقرب من قرية الشهابات شمالي دير الزور. 

كما أشار إلى وجود مخيمات في ريف دير الزور الغربي، مثل الجزرات، وحوايج ذياب، وزغير، والسلمان، وحوايج البومصعة، وسفيرة، ومحيميدة، سميت تبعًا للقرى المحيطة بها.

وأضاف أن المنظمات قدمت دعمًا ماديًا عبر منظمة “كير” مرة واحدة فقط عام 2021، وكان الدعم عبارة عن سلة من مواد التنظيف، مشيرًا إلى أن الدعم يختلف من مخيم لآخر.

مخيمات النازحين غربي دير الزور- 29 تشرين الثاني (عنب بلدي /عبادة الشيخ)

مخيمات النازحين غربي دير الزور- 29 تشرين الثاني (عنب بلدي /عبادة الشيخ)

وبحسب أهالٍ من المخيمات التقت بهم عنب بلدي، يواجه سكان هذه المخيمات إهمالًا في الرعاية الصحية والتغذية، إذ تدعم “قسد” مخيمًا واحدًا فقط هو “مخيم أبو خشب” في غربي دير الزور.

من جانبها سارة (37 عامًا) أم لثلاثة أطفال، تقيم في مخيم “محيميدة” غربي دير الزور، ونازحة من بلدة مراط شرقي دير الزور، أجبرت على العيش في أحد المخيمات بعد أن سيطرت الميليشيات الإيرانية على منزلها بعد مقتل زوجها الذي كان ينتمي إلى فصائل “الجيش الحر”، بحسب قولها. 

تعمل سارة في حراثة الأراضي الزراعية وحصاد المحاصيل كالقمح والقطن، لتأمين مستلزمات أطفالها، “فالمساعدات لم تعد كما في السابق تكفي، والحصول على عمل جيد أمر ليس بالسهل”.

وأشارت إلى أن عدم توفير “الإدارة الذاتية” حصصًا من المازوت المدعوم أصبح عائقًا كبيرًا لأهالي المخيمات مع دخول فصل الشتاء، ومعظم العائلات غير قادرة على تحمّل تكاليف شراء الوقود.

كما تفتقر مخيمات دير الزور لشبكات المياه، بسبب بعدها عن مراكز تجمع السكان بالدرجة الأولى، ما يدفع سكان المخيمات إلى شراء صهاريج يصل سعر البرميل الواحد نحو 4000 ليرة سورية.

عباس العواد، نازح من مدينة البوكمال يقيم في بلدة الصبحة شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي، إن “الإدارة الذاتية” رفضت دعم مخيم “الصبحة” شرقي دير الزور، بسبب اتهام قاطنيه بأنهم خلايا تابعة للنظام وإيران، واكتفت بدعم سكان القرية فقط، كما أن معظم سكان المخيمات هم نازحون من منطقة البوكمال، وأجبروا على ترك مناطقهم عند دخول قوات النظام والميليشيات الإيرانية قبل عدة سنوات.

تواصلت عنب بلدي مع “الإدارة الذاتية” للسؤال عن أسباب عدم تقديم الدعم لمخيم “الصبحة”، لكنها رفضت إعطاء تصريح.

ويعاني سكان المخيمات، منذ سنوات، نقصًا بتأمين العديد من احتياجاتهم، وعلى رأسها المواد الغذائية وحليب الأطفال، وتزداد احتياجات المخيمات مقابل تزايد عجز المنظمات وقلة الدعم خلال الشتاء، إذ يواجه السوريون سنويًا المأساة ذاتها خلال فصل الشتاء.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة