تعطلت في سوريا.. ما الخدمة الجوية الإنسانية الأممية

طائرة تابعة للخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة- (WFP)

camera iconطائرة تابعة للخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة- (WFP)

tag icon ع ع ع

صرحت نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، بأن تعطل مطار “دمشق” الدولي نتيجة استهدافه بغارات جوية إسرائيلية نهاية الأسبوع الماضي، أدى إلى إيقاف الخدمة الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة مؤقتًا.

وبحسب رشدي، تعمل الخدمة الجوية الإنسانية من مطار “دمشق” وتخدم البرامج الإنسانية في سوريا، في حين أكدت أن استهداف البنية التحتية المدنية محظور بموجب القانون الدولي، وذلك خلال إحاطة قدمتها لمجلس الأمن، مساء الثلاثاء 28 من تشرين الثاني.

وكانت إسرائيل قصفت، في 26 من تشرين الثاني الحالي، نقاطًا في العاصمة دمشق ومحيطها منها مطار “دمشق”، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بعد ساعات من عودته للعمل.

وقالت وكالة “سبوتنيك” الروسية، إن القصف استهدف المدارج الرئيسية لمطار “دمشق”، ما أدى إلى خروجه عقب يوم واحد من عودته للعمل بعد إصلاح الأضرار التي خلفها قصف سابق طاله في 22 من تشرين الأول الماضي، أي كان معطلًا لأكثر من شهر.

ولم يكن مطار “دمشق” الوحيد المعطل، إذ أدى قصف متواتر أيضًا لمطار “حلب” الدولي إلى خروجه عن الخدمة لذات المدة، وكانت إسرائيل استهدفت، في 12 من تشرين الأول، مطاري “حلب” و”دمشق” بغارات صاروخية في وقت متزامن، ما أدى إلى تضرر مهابطهما وخروجها عن الخدمة.

وقصف الطيران الإسرائيلي مرة أخرى مطار “حلب”، في 14 من الشهر نفسه، في هجوم أخرجه مجددًا عن الخدمة بعد أن عاد للعمل في اليوم الذي سبقه.

وفي 25 من الشهر نفسه، استهدف الطيران الإسرائيلي مدرج مطار “حلب”، في هجوم هو الرابع من نوعه خلال أسبوعين، ليخرجه عن الخدمة، بعد عودته للعمل دون إعلان رسمي.

ومنذ ذلك الوقت، لم تعلن وزارة النقل عن عودة العمل لأي من المطارين بشكل رسمي، وتحولت رحلات المطارين إلى مطار “اللاذقية”.

وتملك سوريا خمسة مطارات مدنية هي مطار “دمشق” و”حلب”، و”اللاذقية” و”دير الزور” و”القامشلي”.

ما الخدمة الجوية الإنسانية الأممية؟

توفر الخدمة الجوية الإنسانية للأمم المتحدة (UNHAS)، التي يديرها برنامج الأغذية العالمي (WFP)، نقلًا “آمنًا وموثوقًا من حيث التكلفة للركاب والبضائع الخفيفة للمجتمع الإنساني العالمي من وإلى مناطق الأزمات، وهي الخدمة الجوية الإنسانية الوحيدة التي تتيح الوصول المتساوي لجميع الكيانات الإنسانية، وفق تعريفها على موقعها الرسمي.

تستجيب خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي من أجل الوصول إلى المواقع النائية والأكثر تحديًا في العالم، والتي غالبًا ما تكون في ظل ظروف أمنية محفوفة بالمخاطر، حيث لا تتوفر وسائل نقل برية آمنة أو خيارات طيران تجاري قابلة للتطبيق، وفي بعض الأحيان، تجعل الكوارث الطبيعية النقل الجوي هو الوسيلة الوحيدة للوصول.

وتوفر “UNHAS” إمكانية الوصول للعاملين في المجال الإنساني والمستلزمات الخاصة بهم، ما يسمح بتنفيذ ومراقبة المشاريع المنقذة للحياة.

تنقل الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة أكثر من 33 ألف مسافر حول العالم وحوالي 300 طن متري من البضائع الخفيفة شهريًا ضمن 310 بلدان.

وتستخدم خدمات الأمم المتحدة للخدمات الجوية أسطولًا يتكون من أكثر من 90 طائرة، بما في ذلك طائرات “الهليكوبتر”، المستأجرة من مشغلين جويين تجاريين متوافقين مع المعايير والممارسات الموصى بها لمنظمة “الطيران المدني الدولي”، ومعايير الطيران للأمم المتحدة لحفظ السلام والعمل الإنساني.

ما عملياتها في سوريا

بحسب تقرير “UNHAS” السنوي لعام 2022، تواجه سوريا العديد من التحديات التي تجعلها واحدة من أكثر حالات الطوارئ الإنسانية وحالات الحماية “تعقيدًا في العالم”، وتأتي أهمية استخدام “UNHAS” في سوريا بسبب المسافات “الشاسعة” وانعدام الأمن خلال السفر البري بين دمشق والمناطق الشمالية من البلاد، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي يمكن أن تستغرقه، وفق التقرير.

ولا يسمح للعديد من المنظمات الإنسانية في سوريا باستخدام الرحلات الجوية التجارية في سوريا، وفق التقرير.

أدت هذه العوامل إلى إنشاء عمليات الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا منذ تموز 2020، لتوفير اتصالات جوية آمنة وبوقت مناسب بين دمشق والقامشلي في الشمال الشرقي.

وأضافت الأمم المتحدة للخدمات الجوية الإنسانية حلب لتوسيع اتصالاتها الجوية إلى الشمال كوجهة منتظمة في كانون الثاني 2021، مع الأخذ بعين الاعتبار إضافة وجهات جديدة حسب الحاجة.

وتملك الأمم المتحدة طائرة واحدة في سوريا لتغطية الخدمات الجوية الإنسانية وتوفير رحلات منتظمة إلى المجتمع الإنساني بأكمله في البلاد، حيث غطت حاجة 33 منظمة إنسانية العام الماضي.

في عام 2022، نقلت الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة 24 طنًا متريًا من البضائع الخفيفة المنقذة للحياة، بما في ذلك البضائع الطبية المنقولة نيابة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

دعمت الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة الاستجابة الإنسانية في سوريا بقطاعات الأمن والتغذية والصحة والمأوى والمواد غير الغذائية والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، كما قدمت “UNHAS” خدمة إجلاء طبي للعاملين في المجال الإنساني.

ازدادت بنسبة 10% خدمات “UNHAS” بما يخص عدد الركاب المنقولين العام الماضي البالغ عددهم 4963 شخصًا مقارنة بعام 2021، وفق التقرير، وذلك بالرغم من إلغاء العديد من الرحلات الجوية التي حدثت على مدار العام بسبب الغارات الجوية على المطارات المستخدمة، بمعدل 184 رحلة جوية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة