“بهتار”.. فرصة ضائعة لرواية قصة جميلة

"بهتار".. فرصة ضائعة لرواية قصة جميلة

camera iconلقطة من فيلم "بهتار" (أمازون برايم)

tag icon ع ع ع

قصور وحياة مترفة وخدم وملايين الليرات التركية، عناصر لم تكن كافية لـ”بهتار” لكيلا تقدم انتقامها من الحياة على طبق “ساخن”.

عرضت منصة “أمازون برايم” فيلمها الجديد “بهتار- العشق الممنوع”، المقتبس من رواية للكاتب التركي خالد ضياء أوشاكليجل منشورة في عام 1901، وأُنتجت كمسلسل درامي تركي عدة مرات، آخرها في عام 2009، وحقق مشاهدات عالية وانتشارًا واسعًا في العالم العربي.

حاولت المنصة الأمريكية في إطار سعيها لمنافسة منصات العرض الإلكترونية الأخرى، المحلية أو العالمية (كمنصتي “بلو تي.في.” و”نتفليكس” صاحبتي الانتشار الواسع في تركيا) استغلال نجاح المسلسل وانتشار الرواية الأصلية، بصفتها أحد الأعمال الروائية الكلاسيكية في الأدب التركي.

تدور الحكاية في عام 1920، عندما توافق “بهتار” على الزواج برجل غني يكبرها سنًا يدعى عدنان، في خطوة انتقامية من والدتها، التي أرادته زوجًا لها، قبل أن تدخل في علاقة مع ابن شقيق زوجها.

من نظرة أولى لا تصح المقارنة بين المسلسل والفيلم، على الأقل للمساحات الزمنية التي منحت لكليهما، أو الفارق الزمني بين عامي الإنتاج والتقنيات المستخدمة، ورغم ذلك لا يمكن دائمًا الهروب من هذه المقارنة، على الأقل بطريقة تنفيذ العمل، التي انعكست بدورها على أداء الممثلين وما أراده كل مخرج من مخرجي العملين.

وفي حين ذهب المسلسل لاعتماد طريقة عصرية زمنيًا وتقليدية إخراجيًا، ذهب الفيلم إلى الزمن الأصلي للرواية، واستغل العناصر البصرية بشكل لافت (الديكور والأزياء والتصوير)، للمساهمة في بناء القصة والحكاية، وكسر حاجز الوهم مع المشاهد منذ اللحظة الأولى عندما تحدثت بطلة العمل مع الجمهور، وهي تنظر بشكل مباشر إلى عدسة الكاميرا وتوجه الخطاب إليهم.

عملية كسر الوهم دفعت المخرج لاتباع أسلوب إخراجي يعتمد على منح المساحة الزمنية للبطلة ولو على حساب بقية الشخصيات التي وإن ظهرت دوافعها العامة لأفعالها، إلا أنها أيضًا لم تعالج بالشكل المطلوب في السيناريو، لتظهر هزيلة على الشاشة رغم أهميتها وبدا حضورها باهتًا، وهو ما انعكس على الأداء التمثيلي للأبطال.

إخراجيًا، وعلى صعيد اختيار اللقطات وأحجامها وحركة الكاميرا، تم ربط هذه العناصر بنقطتين أساسيتين، مشاهد تتعلق ببهتار عندما تتحدث للمشاهدين، ونرى هنا لقطات متوسطة هدفت إلى ربط المشاهد باللقطة مع بقية التفاصيل البصرية الأخرى.

أما النقطة الثانية فهي في غياب بهتار، هنا يجب ظهور الصورة ولو على حساب النص وكيفية استخدام اللقطة لتسهم برواية الحكاية، هذا الاهتمام المبالغ فيه أدى إلى تهميش لقطات مهمة لحساب الصورة الجذابة لمطلع القرن الـ20.

العمل يدور حول “ثيمة” الانتقام الذي تنفذه بهتار، ويبدو للوهلة الأولى أنه يتعلق بعلاقة شائكة مع والدتها، لكن الحقيقة تشير إلى عقد نفسية تجاه مواضيع مختلفة، وهذه الحقيقة لم تكن واضحة في سطور العمل، وانشغل صانعو الفيلم بالصورة على حساب السيناريو والقصة والشخصيات، ما جعله يفقد فرصته ليكون فيلمًا مهمًا في السينما التركية.

الفيلم من إنتاج “أمازون برايم” وبطولة فرح زينب عبد الله وبوران كوزوم، كتب السيناريو مروة جونتم وأخرجه كل من محمد بيناي وجانير ألبير.

حصل الفيلم على تقييم 3.5 على موقع “imdb” المختص بالأفلام والمسلسلات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة