إدارة المعلبات.. فواتير وكشف حساب

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

في الأخبار والصور والروايات القادمة من حلب، المدينة التي كانت عنوانًا عريضًا ومشهدًا حضاريًا للرياضة والتجارة والاقتصاد والفن والطرب… ولو بدك كمان للطبخ من أول سطر المحاشي إلى آخر قافية الكبب، ما علينا. في أخبار المدينة الكئيبة والمستباحة دمارًا ونزيفًا وعوزًا، تطل علينا إدارة نادي الاتحاد (أهلي حلب) ببيانات الاستنكار ضد من يحاول، بحسب وصفها، تشويه سمعة النادي وتاريخه العريق، السمعة والتاريخ اللذان عبث بهما من يحمل صفة المسؤولية في أروقة النادي، وكما العادة في أول الموسم، وعود وقطع عهود وسباحة في الأحلام، وعند باب النهاية “معنا وما معنا وعلينا كسر ويا لا للي آمان ويا حرام”.

نادي “أهلي حلب” يمر بأصعب وأبشع أيامه، في حقبة لا تمت لتاريخ النادي بأي صلة، في أكثر أوقات النادي صعوبة قبل 20 و30 عامًا، لم تكن الأمور بهذا السوء والاستهتار والتسيب، لم تكن الصورة قاتمة كما اليوم، ولم تكن سكاكين العوز والحاجة والشحاذة والتوسل تطعن بخاصرة وأمعاء وظهر النادي الذي سمي يومًا ما “قلعة حلب الرياضية” أو “قلعة حلب الثانية”.

ثلاث أو أربع شلل من أيام زمان تتعاقب على تسلم دفة النادي من مجلس إدارته أو على الأقل ألعابه الجماعية في كرة القدم وكرة السلة، وبيروح سين بيرجع عين، وعلى تبديل طرابيش وفتل شوارب وشعارات ما أنزل الله بها من سلطان في خدمة البيت الأهلاوي ورفعة شأنه، مع سيل بل سيول من الاتهامات حول كل ما سبق، وبأن عهد التجديد والتطوير قادم، ومن هالعلاك المصدي اللي أفلس خزينة النادي وعبث باستثماراتها وأغرق اسم الأهلي بديون وكمبايالات وعقود غير مكتملة ودعاوى محاكم رياضية ومدنية وشخصية، ودبرها إذا بتدّبر.

الحكاية بعمرها ما كانت مرتديلا ومعلبات، ولا مرة كانت دفاتر وسندات، القصة بالنادي الأهلاوي قصة اللي بيشوف الدمار والخراب وبيحاول يجمل المشهد، وبيعمل جهده يكون المخلص المنتظر والسيد، وعلى كذب وتكذيب وحقائق مخفية وكشف مستور، الرايح بيقلك ما بصير تحكي مشان سمعة النادي والجاي بيقلك لازم ننشر مشان ما يسرحوا ويمرحوا شلة الفساد بقلب النادي. مين الفاسد ووين الفاسد، مين الحرامي ومين الشريف، ما فيك تعرف السر، لو كانت كم قطعة مرتديلا على نص رغيف.

بعد سلسلة النتائج المتردية لفريق كرة القدم جاءت استقالة المدرب معن الراشد التي فتحت الباب من جديد للتأويلات وربما للمناكفات حول هوية المدرب القادم وربما تبعيته أو على من سيُحسب أو إلى صف من سيقف، أو على سجادة مين بدو يصلي، الله أعلم.

وفيما يخص الكتاب المسرّب من النادي، فلا ضير من تبرير الموقف هذه المرة أيضًا، وياما ياما كتب ومستندات تم تبريرها بأنها مزورة أو لم تخرج من المكتب وأدراج الخزائن بعد، أو أنها ما زالت قيد الدراسة ولم يتم اعتمادها بعد، فيما الحقيقة كانت بأن النية موجودة لتنفيذ هذه الكتب والعمل بها حرفيًا.

الكتاب هذه المرة كان موجهًا نحو إدارة النادي الكويتي مع صيغة توسل لتحمل تكاليف الاستضافة، ليرد رئيس مجلس الإدارة الموقر السيد رصين مرتيني بما معناه “قسمًا بالله يا جماعة الخير لم يتم توجيه الكتاب بعد”، أها، يعني النية كانت موجودة مسبقًا، والصياغة في الكتاب حقيقية.

السيد مرتيني ذكر بمؤتمره الصحفي أن تحقيقات مكثفة تجري حاليًا لمعرفة مسرّب الكتاب من مجلس الإدارة، ومن حقه طبعًا أن يتحدث بهذا الحزم لأن من لا يؤتمن على غرفة الإدارة وما فيها من أوراق لن يؤتمن على طعام الفريق إن كان كبة صاجية أو طون ومرتديلا. إدارة المعلبات فكرة، والفكرة ستقتل كل من حولها ولن تموت.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة