الحسكة.. حاجز “حطين” يعرقل تنقل المدنيين بمناطق سيطرة “قسد”

مقاتلون من "قسد" خلال حملة أمنية شنتها في مدينة الحسكة (EPA)

camera iconمقاتلون من "قسد" خلال حملة أمنية شنتها في مدينة الحسكة (EPA)

tag icon ع ع ع

زادت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من إجراءات التفتيش على حاجز “حطين”، الذي يقع على مفترق طرق الحسكة- القامشلي، ما أدى إلى عرقلة حركة المدنيين بين المدينتين، نتج عنها تأخير قد يصل إلى ساعات، بحسب ما قاله سكان من المنطقة لعنب بلدي.

ويعمل عناصر الحاجز على تدقيق البطاقات الشخصية وتفتيش دقيق للمارة، من الرجال والنساء، كما تضمن تشديد التدقيق السيارات أيضًا، متسببًا بازدحام مروري ما أدى إلى عرقلة حركة السكان من التجار والطلاب ومراجعي الدوائر الحكومية.

خبات طالبة جامعية تبلغ من العمر 22 عامًا، تضطر للسفر يوميًا إلى الحسكة حيث تقع الجامعة التي تدرس فيها، قالت لعنب بلدي، إن طريق السفر بين القامشلي والحسكة كان يستغرق أقل من ساعتين في الحالة الطبيعية، لكن في الأسابيع الأخيرة صارت رحلتها بين المدينتين تستغرق أكثر من ثلاث ساعات.

وأضافت أن أسباب التأخير تعود لعمليات التفتيش الدقيق التي يتبعها عناصر الحاجز عبر إيقاف الحافلات والسيارات وتفتيش الركاب، إذ أضيف إلى الحاجز عناصر من النساء والرجال لإجراء عمليات تفتيش على المارة تشمل كلا الجنسين.

وقبل نحو شهر، كان حاجز “حطين” نفسه يتحقق بشكل روتيني من البطاقات الشخصية للركاب، بينما تزايدت عمليات التفتيش وأصبحت متكررة في كل مرة يمر بها الشخص عبر الحاجز، سواء خلال التوجه نحو مدينة الحسكة من الريف الشرقي، أو خلال طريق العودة.

لأسباب أمنية

مصدر عسكري في “الأمن الداخلي” (أسايش) بمدينة القامشلي، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن “قسد” تبحث عن أفراد شاركوا في القتال سابقًا ضدها، وعن عناصر من “الدفاع الوطني” التابع للنظام السوري.

جمال موظف في مديرية التربية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في القامشلي (تحفظ على اسمه الكامل لمخاوفه الأمنية)، يضطر للتنقل بين القامشلي والحسكة ثلاث مرات أسبوعيًا بسبب طبيعة عمله، قال لعنب بلدي إن الحاجز نفسه يفتش المارّة وهو منهم دون أسباب واضحة.

وأضاف أن السيارات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” والأفراد الذين يحملون مهام رسمية لا يفتَشون على الحواجز عادة، لكن عمليات التفتيش صارت تجري بشكل دوري مؤخرًا.

يقيم جهاد ذو الـ33 عامًا بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، أبدى خلال حديثه لعنب بلدي خوفه من حملات التجنيد الإجباري والاعتقالات الواسعة في أحياء وبلدات المدينة، تزامنًا مع عمليات التفتيش التي صارت واضحة على الحواجز الأمنية.

ويعتبر حاجز “حطين” من أشهر الحواجز الأمنية في محافظة الحسكة، إذ يربط مدينة القامشلي، بمدينة الحسكة، ويمر عبره الراغبون بالتنقل بين المدينة بشكل إلزامي، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة.

ويقع بجانب الحاجز “معمل القرميد”، وهو مقر عسكري لـ”قسد”، سبق واستهدفته طائرات تركية خلال فترات زمنية متفاوتة.

ما علاقة “الدفاع الوطني”

في 20 من أيلول الماضي، حاصرت قوات النظام مقر “الدفاع الوطني” (ميليشيا رديفة لقوات النظام) الرئيس في المربع الأمني بمدينة الحسكة، بعد ساعات على مواجهات مسلحة بين الطرفين خلّفت إصابات في صفوف المدنيين، بحسب وسائل إعلام محلية.

ونشر مدير “وكالة نودم روجافا” الكردية هاوار هبو، المقيم في الحسكة، عبر “فيس بوك” حينها تسجيلًا مصورًا يظهر دبابة تتجول في المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام بالحسكة.

والمربع الأمني هو منطقة تضم مباني المؤسسات الخدمية (الحكومية) يسيطر عليها النظام السوري وسط الحسكة، ومثله في مدينة القامشلي، بينما تسيطر “قسد” على باقي المناطق في المحافظة.

ومع انتهاء الاشتباكات باقتحام قوات النظام مقار “الدفاع الوطني” ومقتل قائده عبد القادر حمو، هرب من تبقى من عناصر “الدفاع” نحو مناطق سيطرة “قسد”، ومنهم من ألقي القبض عليه في مناطق سيطرة “الجيش الوطني” بمدينة رأس العين شمالي الحسكة.

وفي 3 من تشرين الأول الماضي، ألقت الشرطة المدنية برأس العين القبض على عنصرين من “الدفاع الوطني” في أثناء محاولتهما العبور بإتجاه الأراضي التركية، بعد أن دخلا المنطقة من مناطق سيطرة “قسد” المتاخمة للمنطقة، بحسب ما نقلته “مؤسسة فرات بوست” المحلية.

مظاهر أمنية لدى “قسد”

تتوزع الحواجز العسكرية التابعة لـ”قسد” على طول الطريق الواصل بين مدينة الحسكة وحتى المالكية شرقًا، ويتركز قسم منها على الطريق الدولي “M4″، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة.

وتعمل هذه الحواجز بشكل رئيس على ملاحقة المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية التي تفرضها “قسد” على سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها منذ سنوات.

وكانت “الإدارة” صدّقت، في حزيران من عام 2019، على قانون “التجنيد الإجباري” في مناطق نفوذها، ويتضمن قانون “الدفاع الذاتي” 35 مادة، حُددت فيها شروط الخدمة والإعفاء والتأجيل وجميع القوانين الخاصة بالمكلفين والمشمولين بالتجنيد.

وفي الوقت نفسه، أعلنت “قسد” بشكل متكرر عن إلقائها القبض على “خلايا استخباراتية” تتبع لتركيا في مناطق سيطرتها.

ومن جهة أخرى تتكرر العمليات الأمنية التي تطلقها “قسد” لملاحقة من تقول إنها خلايا من تنظيم “الدولة الإسلامية)” شمال شرقي سوريا.


شارك في إعداد هذه المادة مراسلة عنب بلدي في الحسكة ريتا الأحمد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة