“على عيون الناس”.. الذهب البرازيلي بديل عن الحقيقي بدرعا

الذهب البرازيلي بديل عن الحقيقي بدرعا

camera iconمحل لبيع الذهب البرازيلي في مدينة درعا يعرض طقم ذهب برازيلي- 22 تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

tag icon ع ع ع

درعا – سارة الأحمد

تشهد محال بيع الذهب “المُقلد” أو ما يعرف بالبرازيلي في مدينة درعا ازديادًا ملحوظًا في الإقبال على شرائه خلال الآونة الأخيرة، في ظل ارتفاع أسعار الذهب الحقيقي.

ووصل سعر غرام الذهب الحقيقي عيار 21 قيراطًا إلى 800 ألف ليرة سورية، وسعر غرام الذهب 18 قيراطًا إلى 686 ألف ليرة، بحسب ما نشرته “جمعية الصاغة والحرفيين بدمشق“، في 18 من كانون الأول الحالي.

لتخفيف التكلفة

اتفقت ندى من سكان مدينة درعا مع خطيبها على أن يشتري خاتم الخطوبة فقط من الذهب الحقيقي، والباقي من البرازيلي خلال حفلة خطبتها منذ شهرين، لتخفيف التكاليف عليه، وفق ما قالته لعنب بلدي.

وتبلغ تكلفة خاتم الخطوبة من الذهب الحقيقي نحو 3.8 مليون ليرة، بوزن لا يتجاوز 3.5 غرام.

ولأنها لم ترغب بارتداء الخاتم وحده، أقنعت ندى خطيبها أن يشتري ثلاثة أساور من الذهب البرازيلي بسعر 250 ألف ليرة، كنوع من الزينة وإيمانًا بكلام أمها، “يلبسك على عيون الناس”.

وصال من سكان قرية الطيبة بريف درعا، كان دافع شرائها للذهب البرازيلي مختلفًا عن ندى، إذ قالت لعنب بلدي، إنها اضطرت لبيع ذهبها منذ سنتين حين كان سعر غرام الذهب عيار 21 نحو 146 ألف ليرة، بمبلغ تسعة ملايين ليرة من أجل تأمين تكاليف سفر ولديها إلى الإمارات.

وبسبب الظروف المعيشية الصعبة، لم تستطع وصال لاحقًا تعويض مصاغها الذهبي، تزامنًا مع الارتفاع الكبير بأسعار الذهب، ما دفعها لشراء “جنزير” وخاتمين وطوق من الذهب البرازيلي بتكلفة 300 ألف ليرة، للظهور بها خلال المناسبات مع الأقارب، إذ برأيها لا يمكن للمرأة الظهور في المناسبات دون ارتداء الذهب ولو كان غير حقيقي.

ومما دفعها لاختيار الذهب البرازيلي، أنه لا يمكن التمييز بينه وبين الذهب الحقيقي بسهولة.

وسام من درعا البلد قالت لعنب بلدي، إن مفهوم شراء الذهب لم يعد يرتبط بمكانة الزوجة وقيمتها لدى زوجها.

وأوضحت وسام أنه خلال فترة خطوبتها وقبل زفافها في آب الماضي، وجد خطيبها بيتًا للإيجار في درعا المحطة بعد بحث طويل، بمبلغ 200 ألف ليرة شهريًا.

وبعد حساب تكاليف العرس وقدرتهما على دفع الإيجار لعدة أشهر، قررت وسام بيع خاتم الخطوبة لدفع الإيجار لمدة عام، وبعد إقناع خطيبها بالبيع دون معرفة الأهل، اشترى الخطيبان خاتمًا من الذهب البرازيلي تلبسه مكان خاتم الخطوبة، درءًا للمشكلات التي يمكن أن تواجههما إذا علم الأهل ببيع الخاتم.

 خصائص الذهب البرازيلي

ليس من السهل التمييز بين الذهب الحقيقي والبرازيلي، وفق ما قاله حسام، وهو بائع ذهب برازيلي في مدينة درعا لعنب بلدي.

وأفاد حسام بأنه لا توجد محال مخصصة لبيع الذهب البرازيلي في مدينة درعا، لكنها تباع ضمن محال “الإكسسوارات” والزينة أو محال الفضة.

وبسبب الإقبال على الذهب البرازيلي، أصبحت بعض محال الذهب الحقيقي تخصص زاوية لبيع هذا النوع من الذهب.

وأشار حسام إلى أن الذهب البرازيلي لا يمكن تمييزه عن الحقيقي سوى من الصاغة وأصحاب الخبرة، كما لا يمكن أن يتغير لون الذهب البرازيلي إلا إذا تعرض للكلور أو الكحول.

ويصل سعر خاتم الخطوبة من الذهب البرازيلي ما بين 100 ألف و300 ألف ليرة بحسب وزنه وشكله، كما يتراوح سعر بعض الأطقم من الذهب البرازيلي بين 700 ألف ومليون ليرة سورية.

في حزيران 2022، حذر نقيب الصاغة في سوريا، غسان الجزماتي، من شراء الذهب البرازيلي، وشبه من يشتريه بمن “يرمي نقوده جزافًا” كونه ليس ذهبًا بالأصل، وفق تعبيره.

وأوضح الجزماتي أن الذهب البرازيلي هو مزيج معدني من الرصاص والقصدير، يشبه إلى حد كبير لون وبريق الذهب الحقيقي، ولكنه “معدوم القيمة”.

وبحسب الجزماتي، فقد انتشر الذهب البرازيلي خلال السنوات القليلة الماضية تبعًا لموجات الغلاء المتتالية وتراجع القدرة الشرائية لدخل السكان، وشهد عرضه بعض الإقبال عليه لغرض المناسبات التي تستدعي وجوده، في حين أنه لا يمكن أن يحل محل الذهب الحقيقي، لأنه “إكسسوار” لا قيمة له، وفق حديثه.

وعبّر نقيب الصاغة في سوريا عن أسفه لوجود الذهب البرازيلي لدى بعض المحال، إذ تقدمه حتى في لوحاتها الإعلانية باسم ذهب برازيلي، بدلًا من أن تضع اسم “مجوهرات تقليدية” أو “إكسسوارات”، كون عبارة “ذهب برازيلي” “ممنوعة”، لأنه ليس ذهبًا وتقديمه بهذه الطريقة “غش للمواطن”، وفق تعبيره.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة