داريا.. غياب الكهرباء يدفع الأهالي للاشتراك بـ”الأمبيرات”

تعاني داريا من ضعف الخدمات المقدمة من حكومة النظام السوري في 2023 (المجلس المحلي لمدينة داريا)

camera iconتعاني مدينة داريا ضعف الخدمات المقدمة من حكومة النظام السوري - 2023 (المجلس المحلي لمدينة داريا)

tag icon ع ع ع

تعاني مدينة داريا بريف دمشق تردي الواقع الخدمي، بما في ذلك غياب الكهرباء، التي تصل ساعات انقطاعها لأكثر من 12 ساعة مقابل ساعة وصل واحدة.

هذا الانقطاع دفع سكان المنطقة للاستعانة بـ”الأمبيرات”، التي دخلت العاصمة دمشق منتصف 2023، قبل انتقالها إلى مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى بلدات أخرى في ريف دمشق.

انقطاعات طويلة

ساعات الانقطاع الطويلة وأعطال الخطوط بشكل متكرر فاقمت معاناة الأهالي ودفعتهم لإجراءات الإصلاحات بالشبكة على نفقتهم الخاصة.

وبقي التيار الكهربائي في المنطقة التي تقع خلف المستشفى “الوطني” بداريا دون كهرباء لأسابيع عدة، جراء عطل في خزان الكهرباء المغذي للمنطقة بعد حصول تماس، ما أدى إلى انفجارات في المحولة.

مطالبات الأهالي بإصلاح الخزان لم تلقَ استجابة، لذلك جُمعت تكلفة صيانة خزان الكهرباء من أهالي الحي.

“يحيى سعيد” (اسم مستعار)،  أحد سكان ذلك الحي بداريا قال لعنب بلدي، “بقي خزان الكهرباء معطلًا قرابة أسبوعين، حتى جمعنا من أهالي الحارة تكاليف إصلاحه”.

وأضاف أن “شح الكهرباء يضع الناس بين خيارين، إما تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، أو الاشتراك في خدمة الأمبيرات التي وصلت إلى أحياء عدة وسط المدينة”.

وأشار “يحيى” إلى أنه لمس خلال مطالبة الأهالي بإعادة إصلاح التيار الكهربائي عدم اهتمام المسؤولين الذي كانوا يشرحون لهم انتظام تيار كهرباء “الأمبيرات” وأن أعطاله قليلة، وهي متابعة بشكل جيد.

اشتراك “الأمبيرات”

يعتمد نظام “الأمبيرات” على مولدات ضخمة تعمل بالديزل لتغذية عدة حارات أو أحياء للمشتركين وتركيب عدادات لحساب الصرف ويقدّر بالكيلوواط.

“شريف الأحمد” (اسم مستعار لأسباب أمنية) من أهالي مدينة داريا قال لعنب بلدي، إن تكلفة الاشتراك لتركيب عداد واحد تتراوح بين 200 ألف و300 ألف ليرة سورية تُدفع لمرة واحدة، بالإضافة إلى شراء خطوط التمديد، بينما يُسعر الاستهلاك بحوالي ثمانية آلاف ليرة لكل كيلوواط ساعي.

وأوضح أن الأهالي مضطرون للاشتراك بهذه الخدمة بعدما أتعبتهم أشهر الظلام والاستغناء عن معظم الأدوات الكهربائية، في حين لا يستطيع الكثيرون الانتقال لنظام الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، الذي تبلغ تكلفته كحد أدنى نحو مليوني ليرة سورية.

وأضاف، “رغم ارتفاع المبالغ المطلوبة، ولكن المستهلك في الوقت ذاته قادر على التحكم في وقت الدفع وكمية الاستهلاك”.

“الأمبيرات” تصل إلى دمشق.. الحكومة ترفع يدها عن ملف الكهرباء

و“الأمبيرات” اسم متعارف عليه لكهرباء المولدات في سوريا، يعتمد عليها مواطنون في ظل انقطاع الكهرباء بمختلف المناطق السورية، ويرتبط سعرها بسعر مادة المازوت، التي يعتمد عليها أصحاب المولدات الكهربائية لتشغيلها.

ولا يعد انتشار “الأمبيرات” دون ترخيص رسمي جديدًا في سوريا، إذ يُعتمد عليها في محافظات مثل حلب واللاذقية وطرطوس منذ سنوات.

انتشار الظاهرة في معظم المحافظات كان لمصلحة مستثمرين بعينهم، إذ ارتبطت تجارة “الأمبيرات” بحلب بأسماء ضباط لدى “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد، بينما ارتبطت التجارة في محافظة اللاذقية بحافظ منذر الأسد، أحد أبناء عمومة رئيس النظام، بشار الأسد.

وفاقمت السنوات العشر الأخيرة الأوضاع الخدمية المرتبطة بالكهرباء إلى حد كبير في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، حيث أصبح نصيب الفرد من استهلاك كهرباء الدولة 15% مما كان عليه في عام 2010، وفق دراسة بحثية أعدها الباحثان سنان حتاحت وكرم شعار، في أيلول 2021.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة