المياه تعود إلى إدلب بعد أزمة انقطاع.. الآثار لم تنته بعد

صهاريج المياه بديل مكلف للأهالي في إدلب شمالي سوريا – 5 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

camera iconصهاريج المياه بديل مكلف للأهالي في إدلب شمالي سوريا – 5 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

بعد أزمة مياه أثقلت كاهل السكان في مدينة إدلب منذ مطلع العام الحالي، أعلنت المؤسسة العامة للمياه عودة ضخ المياه على أحياء المدينة، اعتبارًا من 16 من كانون الثاني، ونشرت جداول لمواعيد الضخ والقرى التي يشملها، في ظل زيادة طلب على صهاريج المياه واستغلال أصحابها للأزمة، ورفعهم للأسعار.

نائب مدير مؤسسة المياه في إدلب، المهندس محمد جمال ذيبان، أوضح لعنب بلدي أن منظمة “جول” الإنسانية العاملة في محافظة إدلب، أبلغت المؤسسة بإيقافها دعم مشروع ضخ المياه إلى مدينة إدلب قبل نهاية عام 2023، وهو أمر روتيني يجري نهاية كل عام، لكن المنظمة تعود لدعم المشروع وتجديد العقد في وقت لاحق.

وبحسب نائب مدير مؤسسة المياه، فالمؤسسة عملت على إجراء دراسات وتقديمها للمنظمات الأخرى لدعم المشروع وتحديد مدى قدرة المؤسسة على تحمل الأعباء في حال لم يقدم أي عرض من المنظمات الإنسانية.

وأضاف المهندس أنه بعد اشتداد الأزمة قدمت المؤسسة العامة لمياه الشرب دراسات لـ”الحكومة” (حكومة الإنقاذ العاملة في إدلب)، ووضعت خططًا لإعادة ضخ المياه إلى أحياء المدينة اعتبارًا من الثلاثاء الماضي، مشيرًا إلى أن المؤسسة تحملت كامل الأعباء ولم يصلها أي رد من المنظمات الإنسانية.

ولفت نائب المدير إلى أن منظمتي “IYD” و”إحسان” دعمتا أربع محطات في مدينة إدلب، وتولت كل منظمة دعم محطتين، لكن هذه المشاريع بسيطة وقصيرة زمنيًا، تنتهي خلال شهرين أو ثلاثة على الأكثر.

وذكر المهندس محمد جمال ديبان، أن المحطات الأربع المدعومة من قبل المنظمتين ذات قدرة بسيطة جدًا لا تتجاوز 35 مترًا مكعبًا في الساعة، ويجري تشغيلها لمدة محدودة، مبينًا أن كل محطة من هذه المحطات لا تكفي لسد حاجة حي واحد من أحياء المدينة، والحل الوحيد هو تشغيل محطات “سيجر” و”العرشاني” والضخ عبر الشبكات الرئيسية، وهو ما ستقوم به المؤسسة.

طلب مضاعف على المياه

شهدت الآبار في مدينة إدلب طلبًا كبيرًا على المياه بسبب اشتداد أزمة مياه الشرب ما دفع أصحاب الآبار لتشغيلها بكامل طاقتها، في سبيل تلبية الطلب.

مدير محطة مياه “شارع 30” التابعة للمؤسسة العامة لمياه الشرب، صبحي مرديخي، قال لعنب بلدي، إن الطلب ازداد خلال الأزمة في الأيام الماضية، بنسبة 600% ما أجبر المحطات والآبار على العمل ساعات مضاعفة لتأمين الطلب المتزايد.

وبحسب مدير المحطة كانت المحطة يوميًا تبيع 100 متر مكعب من الماء وارتفع المبيع خلال الأزمة ليصل إلى 1000 متر مكعب يوميًا لافتًا إلى أن المحطة تعمل يوميًا من الساعة 8 صباحًا وحتى الساعة 12 ليلًا لتأمين طلبات الأهالي من المياه.

وذكر مدير المحطة أن أسعار المياه ثابتة ولم تتغير بعد الأزمة، رغم ارتفاع تكاليف التشغيل جراء الاعتماد على الكهرباء في تشغيل المحطة، معتبرًا أن ارتفاع الأسعار في المدينة سببه جشع أصحاب الصهاريج واستغلال الأزمة للبيع بسعر أعلى.

الأزمة لم تنته

ساعد نشر المؤسسة العامة للمياه مواعيد ضخ المياه على الأحياء المشمولة في الضخ، بخلق حالة ارتياح لدى الأهالي، لكن الطلب على صهاريج المياه لا يزال كبيرًا بسبب حاجة المواطنين المستمرة.

فوزي عز الدين (55 عامًا) أحد المقيمين في مدينة إدلب، لم تكتمل فرحته بعودة ضخ المياه إلى المدينة، بسبب تأخر دوره، واضطراره لشراء المياه حتى بلوغ موعده على حد قوله.

أوضح الرجل لعنب بلدي، أنه بعد توقف ضخ المياه شعرت عائلته بضيق خانق لاضطرارها تحمل أعباء شراء مياه الشرب وازداد الضيق باستغلال الأزمة ورفع الأسعار بنسبة 50% تقريبًا، ليصل سعر المتر المكعب من المياه إلى 75 ليرة تركية بدلًا من 50 ليرة تركية، أي أجرة يوم عمل كامل في المدينة تقريبًا.

ويرى عبد الله العبيد (41 عامًا) ويقيم في مدينة إدلب، أن أزمة المياه ستسمر لأسبوع تقريبًا، حتى يصل الدور إلى جميع الأحياء، فالخزانات فارغة والطلب متزايد في الأحياء التي لم يحن موعدها في الضخ، مطالبًا الجهات المعنية بالعمل على إيجاد حلول مستدامة للمشكلة.

وفي بداية العام الحالي، تجلّت أزمة المياه بوضوح في مدينة إدلب، من خلال ضخ المياه مرة كل ثمانية أيام، وهو ما لا يكفي لسد حاجة السكان من الاستهلاك اليومي المنزلي خلال الأيام التالية.

تراجع وزيادة طلب

دعمت منظمة “جول” في 2017، مشروعًا لضخ المياه على مدينة إدلب، ما أدى إلى تراجع الطلب على الصهاريج.

واعتمد أصحاب الصهاريج حينها، على تخديم خزانات المنطقة الصناعية بشكل أساسي لعدم ضخ المياه، لكن الأزمة الحالية عززت حضور الصهاريج فيما يتعلق بالاستهلاك الأهلي للمياه.

ويعتمد أصحاب الآبار على الطاقة الشمسية لسحب المياه من البئر، أما في المساء فيضطرون لتشغيل المضخات بالكهرباء وهي تكاليف إضافية، ما يجبرهم على بيع كل متر مكعب بـ12 ليرة تركية وهي سعر التكلفة، وفق ما نقلته عنب بلدي في وقت سابق عن صاحب أحد الآبار العاملة خلال أزمة المياه الحالية في مدينة إدلب.

اقرأ المزيد: ضخ مياه الشرب متوقف في إدلب.. صهاريج مكلفة دون رقابة




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة