حفر وبرك مياه.. طرق رديئة ترهق الأهالي في اللاذقية
تشكل الحفريات المنتشرة في شوارع مدينة اللاذقية عائقًا أمام المارة، خصوصًا حين تهطل الأمطار الغزيرة، كما هي الحال منذ بدء العاصفة المطرية قبل عدة أيام.
اضطرت إحدى الفتيات في حي الزراعة الحيوي بالمدينة إلى التوقف لعدة دقائق قبل أن تغامر بالمشي على سور صغير بالقرب من بركة مياه كبيرة نتيجة حفرة واسعة في الرصيف.
بينما وقفت شابة أخرى مع مراسلة عنب بلدي، بانتظار خلو الشارع من السيارات وقطع الطريق الرئيس في الحي ذاته، لوجود المياه بكثافة في الشوارع، ما يعني إصابة المارة القريبين بالبلل الذي تتسبب به السيارات المسرعة.
قالت مانيا (28 عامًا)، إنها فضلت عدم الذهاب إلى دوامها الرسمي طيلة العاصفة، مضيفة أن العقوبة تبقى أهون من التعرض للبلل والغرق، أو الاضطرار لشراء الدواء بمبالغ باهظة تتجاوز قيمة راتبها الشهري، الذي بالكاد يصل إلى 225 ألف ليرة.
ومثل مانيا كُثر من المواطنين الذين التزموا منازلهم، هربًا من برك المياه في الشوارع والأرصفة بجميع أنحاء المدينة، بينما لم يخرج من منزله سوى من كان مضطرًا جدًا.
وباتت الحفر المليئة بالمياه علامة فارقة في الطرق والأرصفة، تحاول السيارات والمارة تجنب المرور فوقها لكن حجمها الكبير لا يساعد على تفاديها، ومنها حفرة في شارع “ميسلون”.
ويرى معظم الأهالي أن وجود تلك الحفر في الشوارع والأرصفة سببه الإهمال والتقصير، فردمها لا يحتاج إلى كثير من الوقت أو التكاليف، علمًا أنها موجودة منذ سنوات عديدة، ورغم كثرة الشكاوى والمطالبات، فإن بلدية اللاذقية لا تستجيب بردمها وتزفيتها.
مع كل شتاء تتكرر مشاهد تجمع مياه الأمطار في طرقات محافظة اللاذقية، مسببة فيضانات في الشوارع وإعاقة التنقل والحركة، وأسفرت بعض الحفر عن حالات وفاة.
في تشرين الثاني 2022، توفيت فتاة (25 عامًا) بعد سقوطها في حفرة للصرف الصحي بمدينة اللاذقية.
حينها، جرى الإبلاغ عن فقدان الفتاة في موقع تنفيذ مشروع خط مطري، عند تقاطع مشرع “ب” مع أوتوستراد “الثورة”، بالقرب من دوار “الشبيبة” في الطرف الغربي من المدينة، بعد إنقاذ والدتها في الموقع.
ولاقت حادثة سقوط الفتاة ووفاتها تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ألقي اللوم على الجهات المسؤولة، مع اتهامات واسعة بـ”اللامسؤولية وعدم المبالاة تجاه أرواح الناس”.
وبعد يومين من وفاة الفتاة، أصدر رئيس حكومة النظام، حسين عرنوس، ووزير الدفاع، العماد علي عباس، قرارات بإعفاء “المقصرين” الذين نتج عن تقصيرهم في أداء عملهم وفاة الفتاة.
وتشهد مناطق سيطرة النظام، بشكل شبه سنوي، فيضانات من هذا النوع، إذ يتسبب انسداد حفر تصريف مياه الأمطار في شل حركة النقل وإعاقة نشاط المواطنين في تلك المناطق.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :