مشاريع نسائية لتحضير الطعام تلقى رواجًا في اعزاز

سيدات تحضرن الخبز للبيع في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي – كانون الأول 2023 (عنب بلدي)

camera iconسيدات تحضرن الخبز للبيع في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي – كانون الأول 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ديان جنباز

بدأت السيدة فريدة مكي، وهي امرأة سورية تعيش شمال غربي سوريا، عملها بطهو وتحضير الطعام وبيعه لتحقيق مردود مالي منذ نيسان 2023.

وتحقق السيدة التي تقيم في اعزاز بريف حلب الشمالي من مشروعها مردودًا ماليًا يسد حاجة عائلتها، وتساعد فيه زوجها بالمصروف.

واجهت فريدة صعوبات تمثلت بتأمين المعدات والأطعمة التي تعمل عليها للبدء بمشروع الطبخ، لكنها تجاوزت المسألة مع الوقت.

وقالت السيدة لعنب بلدي، إن أسعار المنتجات التي تبيعها ليست مرتفعة، وتتناسب مع قدرة الزبائن، وإن أكثر المأكولات التي تُطلب منها هي “اليالنجي والكبة المشوية والمقلية والسمبوسك والشيش برك”.

تؤمّن فريدة جميع المأكولات التي تُطلب منها، قائلة إنها تلقت الدعم والتشجيع من محيطها على اختيارها هذا المشروع.

فريدة تبيع الطعام على شكل وجبات، منها مخصص لشخص واحد، ويبلغ سعر وجبة “اليالنجي” 60 ليرة تركية، ووجبة “المحشي” 75 ليرة، و”السمبوسك” 60 ليرة، وكيلو “الكبة المقلية” 250 ليرة، وسعر قطعتي كبة مشوية 25 ليرة، و”المنسف بلحمة غنم” لخمسة أشخاص 600 ليرة، وتعد هذه الأسعار منخفضة مقارنة بأسعار المطاعم.

وليست فريدة السيدة الوحيدة التي دفعتها ظروفها المادية لإنشاء مشروع منزلي ينتج عنه مردود مالي يساعد العائلة، إذ إن هناك نساء في مدينة اعزاز اعتمدن على مهاراتهن في الطبخ لتحقيق مردود مالي وسد احتياجات عائلاتهن.

وتنشط هذه المشاريع المنزلية في منطقة تعاني واقعًا اقتصاديًا ومعيشيًا مترديًا، إذ تتراوح أجور المياومة في مناطق ريف حلب بين 60 و100 ليرة تركية (ثلاثة دولارات وسطيًا)، وتختلف باختلاف عدد ساعات العمل وطبيعة المهنة من زراعة أو أعمال يدوية أو أعمال بناء.

خبز و”مناقيش”

السيدة محاسن الحامد، وهي مهجرة من دير الزور، تابعت عملها السابق بصناعة خبز التنور (الصاج) و”المناقيش”، وقالت لعنب بلدي، إنها تعمل في منزلها لتأمين مصروف عائلتها المكوّنة من ستة أشخاص.

ويقتصر عمل محاسن على صناعة الخبز و”المناقيش” التي تبيعها لسكان الحي في اعزاز شمالي حلب حيث تقيم، وتتغير الكميات التي يطلبها الزبائن يوميًا، وتحقق مردودًا يصل إلى 3000 ليرة تركية شهريًا، وعندما يقل الطلب يبلغ المردود حوالي 1500 ليرة شهريًا.

تلبي محاسن الطلبات باستخدام فرن منزلي، وبدأت تقدم منتجاتها تدريجيًا دون رأس مال كبير.

مؤونة

خديجة حافظ سيدة أخرى تقيم في اعزاز، أسست مشروعًا لبيع المؤونة قبل ثلاثة أعوام، وهي شغوفة بهذا النشاط، وتعتبره مصدر دخل، وفق حديثها لعنب بلدي.

وقالت خديجة لعنب بلدي، إنها أنشأت في بداية عملها مجموعة على “فيس بوك” ومن ثم على “واتساب”، وأضافت إليها الزبائن، لتسهيل التوصية، وأسهمت عملية إيصال الطلبات إلى المنازل في ازديادها.

أبرز المشكلات التي تعانيها خديجة وزوجها، هي توصيل الطلبات على الدراجة النارية (الموتور)، وعدم امتلاكهما سيارة تسهل العمل، وكذلك تأمين المنتجات وتخزينها حتى الموسم المقبل، إذ يحتاج التخزين إلى مبالغ كبيرة.

تصل أرباح السيدة إلى 10% من حجم المبيعات، لافتة إلى أنها وفّقت في تحضير وبيع المؤونة الصيفية من ملوخية و”مكدوس” خلال صيف 2023.

تبيع السيدة كيلوغرام ورق العنب بـ125 ليرة تركية، وكيلو الزيتون الأسود بـ85 ليرة، وكيلو المربيات (كرز، قرع، تين، مشمش، ورد) بـ95 ليرة، و1.5 كيلو من البندورة المضغوطة بـ60 ليرة، وكيلو دبس رمان بـ125 ليرة، وكيلو “المكدوس” بـ115 ليرة، وكيلو السمن الحيواني بـ285 ليرة.

وأشارت خديجة إلى أن الزبائن راضون عن المنتجات التي تقدمها، وهذا ما وصفته بـ”ثمرة نجاحها”، وأن أكثر زبائنها من الموظفات والطالبات التي لا يساعدهن وقتهن على التحضير.

وتنشط في مناطق شمال غربي سوريا مشاريع تشرف عليها سيدات وتشكّل مصدر دخل لعائلاتهن، كما تنشط معاهد ومراكز تقدم دورات تدريبية في مجالات متعددة، بدعم من منظمات وجهات محلية.

وتعمل فتيات في مدينة اعزاز بمشاريع ونشاطات مبتكرة يصممنها بأنفسهن، لتحقيق مردود مالي بسيط ولشغفهن بما يقمن به، منها “الإكسسوارات” وتطريز لوحات فنية.

ويواجه كثير من سكان شمال غربي سوريا ظروفًا اقتصادية صعبة، مع تراجع في القدرة الشرائية ونقص في فرص العمل، وبلغ حد الفقر المعترف به في مناطق شمال غربي سوريا 9314 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع 6981 ليرة، وفق فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة