أجور المعاينات تدفع بأهالي دير الزور نحو “الطب البديل”

أجور المعاينات تدفع بأهالي دير الزور نحو "الطب البديل"

camera iconمحل لبيع الاعشاب المستخدمة في "الطب العربي" بريف دير الزور الشرقي- 15 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

دير الزور – عبادة الشيخ

لطالما اعتبر “الطب العربي” التقليدي جزءًا من التراث الثقافي لأبناء المحافظات الشرقية في سوريا، لكن اعتماد هذا النوع من وسائل العلاج انخفض تدريجيًا مع توفر وسائل طبية حديثة بالمنطقة.

وبقي جزء من أبناء المحافظة نفسها يفضّلون هذا النوع من العلاج، كوسيلة إضافية أو تكميلية لأساليب التداوي الحديثة، بينما يقصدها بعضهم لأسباب اقتصادية.

ترتاد زينب الصالح، من بلدة غرانيج شرقي دير الزور، عيادة “طب الأعشاب” بحثًا عن علاج يخفف من آلام الصداع النصفي الذي تعانيه، خاصة بعد فقدانها الأمل في فعالية المسكنات التقليدية، بحسب ما قالته لعنب بلدي.

وأضافت أن الأدوية الكيماوية مثل “ترامادول” و”سيتاكودئين”، التي كانت تتناولها لتسكين الألم، صارت تخلّف آلامًا في معدتها بعدة سنوات من المواظبة عليها، وهو ما دفعها للجوء إلى “طب الأعشاب”، باحثة عن حل طبيعي يساعدها.

تعتمد زينب على عديد من الأعشاب التي وصفتها بـ”الفعالة” لتقليل حدة آلام الصداع النصفي، وتجنب آثار الأدوية الكيماوية، التي تعتقد أنها تسبب آلامًا في معدتها.

عباس الزناد، من بلدة الحريجي شمالي دير الزور، يتردد إلى عيادة “طب الأعشاب” في بلدته مرتين أسبوعيًا، حاملًا معه طفله الذي يعاني حروقًا، مشيرًا إلى أنه وجد العلاج في هذه العيادة بعد رحلة علاج تسببت باستنزاف قدرته المالية في ظل الظروف المعيشية الصعبة، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

يتحدث عباس عن فعالية العلاج بالخلطات والمرممات التي أظهرت نتائج جيدة، دون أي تأثيرات جانبية على طفله الذي يعاني حروقًا في منطقة البطن والفخذين.

وتنتشر بريف دير الزور الشرقي عديد من عيادات “الطب العربي”، وتحظى بإقبال واسع من السكان الذين يعتمدون عليها لإيمانهم بأنها قابلة لعلاج أمراض مختلفة.

غلاء المعاينات الطبية يدفع لـ”الطب البديل”

تصل تكلفة المعاينات الطبية في بعض عيادات ريف دير الزور الشرقي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” إلى حوالي 35 ألف ليرة سورية، ما يشكل عائقًا أمام توجه السكان إلى هذه العيادات بغرض العلاج.

ياسر الكلش، صاحب عيادة لـ”الطب البديل” شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي، إن اهتمامًا كبيرًا تلقاه مهنته في المنطقة، إذ يلجأ “كثير” من السكان إليه باعتبار هذا العلاج بديلًا عن الأدوية ذات التركيبة الكيماوية، وبسعر أقل.

ويرى ياسر أن من الأسباب التي تجعل الناس يفضّلون التداوي بالأعشاب، الرغبة بتجنب آثار الأدوية الكيماوية.

ياسر الذي تعلّم مهنته في العراق، أضاف أنه يقدم أدوية من الأعشاب لعلاج مشكلات صحية متنوعة، بدءًا من حالات آلام الظهر (الديسك) والأمراض الجلدية مثل “الصدفية”، وصولًا إلى حالات الحروق من الدرجة الثانية.

تراث مستمر

من أبرز أساليب التداوي التي لا تزال مستمرة في ريف دير الزور الشرقي، وتلقى إقبالًا واسعًا بين السكان، “الحجامة”، إذ انتشرت بين الشباب، ويعتمد المقبلون على “الحجامة” على إزالة الدم الفاسد وتنقية الجسم.

جبر الطعمة، متخصص بـ”الحجامة”، قال لعنب بلدي، إن الرياضيين هم أكثر من يلجأ لهذه الطريقة من التداوي، وتُجرى الجلسات خلال أوقات محددة من الأسبوع، وتشهد ارتفاعًا في الطلب خاصة في نيسان من كل عام.

وتستهدف عملية “الحجامة” نقاطًا محددة في الجسم، بحسب جبر، إذ قال إنها عملية قديمة مارستها مختلف شعوب الشرق الأوسط، ومن مختلف الثقافات.

كيف يراه الطب

الطبيب أحمد الشلاش، مدير مستشفى “الكسرة” بريف دير الزور الغربي، قال لعنب بلدي، إن المداواة بالأعشاب لا مانع منها، ولكن بشروط، أولها أن يكون المداوي طبيبًا متخصصًا، بسبب وجود أعشاب كثيرة، وأدوية تستخرج منها فائدة طبية.

وأوصى الطبيب بأن على من يتخصص بتقديم العلاج بالأعشاب أن يكون خبيرًا، ويعلم فوائد وأضرار كل عشبة قد يقدمها للمراجعين لديه.

وتعاني محافظة دير الزور بشكل خاص نقصًا في الاحتياجات الطبية، إذ سبق وأبلغ أطباء من المنطقة عن عدم وجود تجهيزات للكشف عن فيروس “كورونا” الذي اجتاح العالم عام 2020، ولا يزال مستقرًا في سوريا حتى اليوم.

ورفعت وزارة الصحة في حكومة النظام أسعار الأدوية خلال 2023 ثلاث مرات، أولاها في كانون الثاني بنسب متفاوتة تصل إلى 80%، والأخرى في آب بنسبة 50%، في إعلانات رسمية.

وفي 6 من كانون الأول 2023، رفعت وزارة الصحة أسعار الأدوية بنسبة تتراوح بين 70 وأكثر من 100%، دون إعلان رسمي، وفق ما أفاد نقيب الصيادلة بفرع دمشق، حسن ديروان، لصحيفة “تشرين” الحكومية.

وعلى الرغم من أن ريف دير الزور الشرقي غير خاضع لسيطرة النظام السوري، يؤثر ارتفاع أسعار الأدوية لدى حكومة النظام على الأسعار في المنطقة، كونها المورد الرئيس للأدوية شرق نهر الفرات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة