مع ارتفاع سعر الأحذية الجديدة.. مهنة “الإسكافي” تنتعش بالقامشلي

محل لتصليح الأحذية في القامشلي – 14 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

camera iconمحل لتصليح الأحذية في القامشلي – 14 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

باكرًا جدًا، يفتح داني شيخو (40 عامًا)، وهو من سكان القامشلي، باب محل تصليح الأحذية الذي يعمل فيه منذ عدة سنوات، لاستقبال الزبائن الذين عادة ما يكونون من متوسطي الحال ويعانون ظروفًا مادية ومعيشية صعبة.

داني قال لعنب بلدي، إنه مستقر في مهنته هذه منذ مدة طويلة، وسط إقبال متزايد من السكان على إصلاح أحذيتهم بدلًا من استبدال أخرى جديدة بها، ما يزيد من الدخل الذي يحققه من هذه المهنة.

اعتاد أصحاب محال تصليح الأحذية أن يكونوا أول من يفتحون أبواب محالهم في السوق بوقت مبكر، لأن معظم الزبائن من سكان الريف الذين يبكرون في القدوم إلى المدينة ويرجعون سريعًا، وتتطلب طبيعة عملهم في الزراعة وغيرها من الأعمال تجديد أحذيتهم، وفق داني.

لكن في الوقت الحالي، وفق داني، فإن أغلب الشرائح ومن مختلف المناطق في الريف أو المدينة باتوا يصلحون أحذيتهم جراء ارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل، وعجزهم عن شراء حاجيات جديدة كالألبسة والأحذية وغيرها.

وذكر أن كميات من الأحذية متكدسة في بعض محال التصليح.

وعن أجور إصلاح الأحذية قال، إنها مناسبة وتراعي الوضع المادي الصعب للسكان، فخياطة الحذاء بشكل كامل (داير) تكلف 5000 ليرة سورية، وتبديل الكعب نحو 6000 ليرة، وتبديل الأرضية نحو 10 آلاف ليرة سورية، وتختلف إذا كان الحذاء لطفل أو شخص كبير في العمر.

الجديدة أيضًا

“الإسكافي” داني قال، إن الأمر لم يعد يقتصر على تصليح الأحذية القديمة، إنما يتوجه الأشخاص وبعد شرائهم حذاء جديدًا إلى خياطته أو “دق أرضيته بالمسامير”، كنوع من “التدعيم” واستباق أي ضرر قد يصيب الحذاء والعمل على إطالة عمره أقصى مدة ممكنة.

وأوضح أن بعض الزبائن يأتون بأحذيتهم وأحذية أطفالهم دفعة واحدة من أجل الصيانة، خصوصًا خلال فصل الشتاء، إذ يزيد الإقبال نتيجة انتشار برك المياه والطين التي تكشف ما حل من عيوب بالحذاء.

“الإسكافي” أوضح أنهم كأصحاب محال مضطرون لزيادة الأسعار أيضًا كلما انخفضت قيمة الليرة السورية وزادت أسعار الكهرباء، التي يعتمدون عليها بشكل أساسي في تشغيل آلات (ماكينات) الخياطة للأحذية، لافتًا إلى حاجتها لاشتراك بعدد من “الأمبيرات” (أقلها 5 أمبيرات بالشهر، وسعر الأمبير 20 ألف ليرة).

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن محال تصليح الأحذية تشهد إقبالًا وازدحامًا، ولا يكاد يوجد محل لتصليح الأحذية في مدينة القامشلي دون أن يكون فيه عدد من الزبائن، وهم جالسون في انتظار إصلاح أحذيتهم.

زوج أحذية يعادل نصف الراتب

“تخيل أن زوجًا من الأحذية سعره يعادل نصف راتبي”، بهذه الكلمات تحدث إبراهيم الفتاح (49 عامًا)، من ريف الجوادية، وهو موظف، معبرًا عن سخطه من ارتفاع الأسعار الذي طال معظم أساسيات الحياة.

وقال، إن شراء زوج جديد من الأحذية كل عدة أشهر صار نوعًا من الرفاهية، لذلك فهو يحافظ وغيره كثيرون من ذوي الدخل المحدود والفقراء من سكان المنطقة على إبقاء أحذيتهم صالحة للاستعمال أطول مدة ممكنة.

وأوضح أن شراء أحذية جديدة لعائلته المكوّنة من خمسة أفراد يكلف نحو مليون ليرة سورية، فالأفضل إصلاحها بتكلفة لا تتعدى 20 ألف ليرة سورية للزوج الواحد، فحتى الأحذية الأوروبية المستعملة تعتبر غالية الثمن، وبعضها يباع بالدولار من 10 إلى 25 دولارًا للزوج الواحد.

عنب بلدي رصدت أسعار الأحذية في عدة محال ضمن مدينة القامشلي، وكانت تتراوح بين 100 ونحو 400 ألف ليرة سورية، حسب نوع وجودة الحذاء.

ويبلغ الحد الأدنى للرواتب شمال شرقي سوريا نحو مليون ليرة سورية (68 دولارًا أمريكيًا)، بعد أن رفعت “الإدارة الذاتية” الرواتب في آب 2023.

شعلان محمد (20 عامًا)، عامل في أحد محال بيع الأحذية، قال لعنب بلدي، إن الإقبال على شراء الأحذية “دون المتوسط”، باستثناء الحركة الجيدة في أثناء فترة الأعياد.

وأضاف أن المحال تحاول تنشيط حركة البيع من خلال العروض والتخفيضات، لكن الأسعار تبقى في نظر الزبائن مرتفعة.

وذكر أن معظم البضاعة المعروضة هي تركية المنشأ، تدخل عبر معبر “سيمالكا”، وهي تكلف الكثير كي تصل نتيجة ارتفاع الرسوم والضرائب المفروضة ومصاريف الشحن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة