"الإدارة الذاتية" لا تحرك ساكنًا

تهميش لذوي الإعاقة في شمال شرقي سوريا

يعاني ذوو الإعاقة في شمال شرقي سوريا من التهميش وضعف الاهتمام في 2024 (روجافا إف إم)

camera iconيعاني 30 ألفًا من ذوي الإعاقة في شمال شرقي سوريا من التهميش وضعف الاهتمام - 2024 (روجافا إف إم)

tag icon ع ع ع

يعاني ذوو الإعاقة في مناطق شمال شرقي سوريا، من تهميش في عدة جوانب اساسية كالتعليم، والعمل، والصحة.

ولم يلحظ سكان المنطقة تطبيقًا لمخرجات المؤتمر الأول لذوي الإعاقة على مستوى شمال وشرق سوريا، والذي نظمته “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، في تشرين الأول 2023.

وتزداد معناة ذوي الإعاقة مع قلة الجمعيات التي تتابع شؤونهم، وهو حال، غدير العثمان (12 عامًا)، من سكان قرية الحمرا في ريف محافظة الحسكة.

يعاني غدير من إعاقة نتجت عن خطأ طبي، بعد تلقيه حقنة عندما كان في السادسة من عمره، ما تسبب له بهبوط في قدمه اليسرى، غذ يواجه اليوم صعوبات في المشي.

وقال محمد العثمان، والد الطفل، لعنب بلدي، إن ابنه تعرض لخطأ الطبي أثناء زيارته لأحد المستوصفات في ناحية تل تمر قبل ستة أعوام، حيث كان يتعالج من مرضه، ثم تطورت الأمور بشكل سلبي، وأصبح يعاني من إعاقة في القدم تستلزم العلاج الطبي وجلسات العلاج الطبيعي.

العائلة تواجه تحديات مالية كبيرة نتيجة لتكاليف الجلسات العلاجية الطويلة، إذ يحتاج غدير لأربع جلسات أسبوعيًا، بتكلفة تصل لـ40 ألف ليرة سورية للجلسة الواحدة.

يشير والد غدير إلى أن الأمر أصبح صعبًا على العائلة، خصوصًا بعد انتقالهم إلى مخيم الطلائع قرب مدينة الحسكة قبل ثلاثة أعوام، وما يزال يبحث بلا كلل عن وسائل لعلاج ابنه.

30 ألفًا من ذوي الإعاقة

تكمن الصعوبة في عدم وجود دعم من جهات خيرية أو منظمات لمساعدة الأطفال ذوي الإعاقة في المنطقة.

وقالت الناطقة باسم منظمة “نودم” لذوي الإعاقة، دافيان محمود في تشرين الأول 2023، لموقع “ANF” المحلي، إنه يوجد في مناطق شمال شرقي سوريا، أكثر من 30 ألف شخص من ذوي الإعاقة.

وحاولت عنب بلدي التواصل مع المنظمة لتوضيح ظروف ذوي الإعاقة في المنطقة، باعتبارها الوحيدة المختصة بالعمل مع هذه الفئة في المجتمع في المنطقة، إلا أنها رفضت التعليق.

فيما يقدم الهلال الأحمر، التابع لـ”الإدارة الذاتية” أطرافًا صناعية” لذوي الإعاقة، من الكوادر التابعة لـ”قسد”، فيما تقدم منظمات أخرى دعمًا محدودًا لبعض الحالات.

ثلث السوريين في الشمال باتوا ذوي إعاقة

 

خطط ومخرجات على الورق

يجلس الشاب ماجد إبراهيم محمد، (16 عامًا)، أمام باب خيمته في مخيم النوروز في مدينة المالكية وهو من قرية تل أرقم بريف مدينة رأس العين في الحسكة برفقة شقيقيه يراقبون هطول الأمطار بحزن.

تمنع الأمطار ماجد من التنزه بين الخيام بسبب ضعف كرسيه المتحرك، وهو يعاني من ضمور عقلي منذ كان عمره أشهر.

والدة ماجد، يازي عزو حمدو، تروي قصة ابنها ورحلته مع المرض، إذ أصيب بارتفاع حرارة عندما كان عمره سبعة أشهر.

وأدت الإصابة لشلل في الدماغ، وكان يتلقى العلاج في حلب لسنوات، دون تحقيق التحسن المأمول.

وعندما بلغ عمره عشر سنوات، انتقلت العائلة إلى مخيم نوروز في المالكية، وتوقفت رحلة علاجه بسبب اليأس من تحسن حالته، ولكن الوالدة لم تفقد الأمل، وحاولت توفير الدعم والرعاية اللازمة له.

والد ماجد عامل باليومية، إذ تعاني الأسرة ضيق الحال، وتحرم الأمطار والظروف الصعبة الرجل من العمل بانتظام، ما يزيد صعوبة تلبية احتياجات ماجد الذي يتطلب جلسات تدريب وعلاج نفسي وطبي.

تتمنى والدة ماجد توفير كرسي متحرك جديد يمكنها من أخذه إلى السوق والقيام بالمهام اليومية، وتشعر بالقلق من مستقبله وعدم توفر الخدمات الطبية والتأهيلية اللازمة له في المخيم.

لكنها وفق ما قالت لعنب بلدي، لا ترغب في الاعتماد على المنظمات الإغاثية، وتتمسك بتقديم الدعم والرعاية لابنها بمساعدة العائلة والجيران في المخيم.

وفي تشرين الأول 2023، عقدت “هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل” في “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا المؤتمر الأول لذوي الإعاقة على مستوى شمال وشرق سوريا، وانتهى بعدة مخرجات لم يجر تنفيذ أي منها.

وتواصلت عنب بلدي مع الهيئة للحصول على تفاصيل حول أعداد المصابين في مناطق شمال شرقي سوريا، وتحركاتها بهذا الصدد، ولم تتلق ردًا.

ويشير أحدث تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عام 2022 إلى أن 28% من السوريين هم من ذوي الإعاقة.

وفي تقرير للمكتب عام 2020، ذكر أن 36من النازحين السوريين هم من ذوي الإعاقة، الذين ينحدرون من المناطق التي شهدت قصفًا مكثفًا من قوات النظام وحليفها الروسي، ويتوزعون في شمال شرقي وشمال غربي سوريا.

وتبلغ نسبة الإعاقة في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” 37%، من إجمالي الإصابات في سوريا، وفق تقرير صادر عن برنامج تقييم الاحتياجات الإنسانية بالأمم المتحدة في 2021.

ويعاني حوالي 1.5 مليون سوري من إعاقات مستديمة ناجمة عن الصراع، ومنهم 86 ألف شخص أفضت إصابتهم إلى بتر الأطراف بحسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في 2017.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة