آلية توزيع المحروقات في القامشلي ترهق سائقي النقل العام

صهريج يفرغ المحروقات في محطة الروج بمدينة القامشلي شرقي الحسكة- 14 من تموز 2023 (عنب بلدي/ ريتا الأحمد)

camera iconصهريج يفرغ المحروقات في محطة الروج بمدينة القامشلي شرقي الحسكة- 14 من تموز 2023 (عنب بلدي/ ريتا الأحمد)

tag icon ع ع ع

أصدرت مديرية المحروقات، التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، قرارًا يمنع تعبئة المخصصات الشهرية من المحروقات (مازوت، بنزين) للدراجات النارية والسيارات في “البيدونات” (العبوات البلاستيكية).

ووفقًا لنص القرار، يسمح لصاحب المركبة بإكمال التعبئة في “البيدونات” شريطة أن يكون خزان مركبته ممتلئًا بالوقود تمامًا، إضافة إلى عدم تجاوز الكمية المخصصة له في المحطة.

وينص القرار على أن أي محطة وقود تتجاوز هذه التعليمات ستعتبر مخالفة وتخضع للإجراءات القانونية.

إمدادات “السوداء” لا تنقطع

وائل عيسى (32 عامًا)، سائق تكسي عمومي في مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إن المدينة تواجه أزمة محروقات خانقة منذ أكثر من شهر، إذ توقفت معظم محطات الوقود عن العمل، ما أدى إلى عدم استلامه لمستحقاته من بنزين السيارة.

يعبر وائل عن تحدياته وصعوباته كسائق، إذ يضطر للانتظار في طوابير طويلة للحصول على كميات ضئيلة من البنزين بسعر مرتفع يصل إلى 2000 ليرة سورية لليتر.

وفي محاولة لتأمين احتياجاته يضطر وائل للجوء إلى السوق “السوداء”، إذ يشتري ليتر البنزين بسعر يصل إلى 7500 ليرة سورية، معربًا عن استغرابه من هذا الانقطاع في الإمدادات ويشكك في الأسباب المقدمة من قبل السلطات.

ويتم تبرير الوضع بتأثير القصف التركي على حقول النفط، ما يثير التساؤلات حول كيف يمكن أن تكون هناك محروقات متاحة في السوق السوداء بينما تفتقر المحطات الرسمية إلى الإمدادات.

فيصل عبد الرحمن، رجل في الخمسين من عمره، يعمل سائقًا على خط نقل داخلي في مدينة القامشلي، أشار لعنب بلدي إلى أن مخصصات السيارات العمومية قليلة جدًا ولم يحصلوا عليها بالكامل لأكثر من شهر ونصف، مبديًا استياءه من رداءة وجودة مادة المازوت التي يتم توفيره للسائقين.

وأوضح عبد الرحمن، أن محطات الوقود منعت تعبئة المازوت والبنزين في بيدونات، ما يجبر على تصفية المحروقات المشتراة أكثر من مرة قبل تعبئتها في خزانات السيارات.

وأضاف أن تعبئة المحروقات مباشرة في السيارات دون تصفية يؤدي إلى أعطال في بخاخات السيارات وأعطال أخرى تتسبب في تكاليف إصلاح باهظة، تفوق قيمة المحروقات نفسها.

أحد العاملين في محطة لبيع المحروقات في مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إنه تم تبليغهم شفويًا من قبل “هيئة المحروقات”، صباح الأحد 4 من شباط، إن التعبئة في البيدونات باتت ممنوعة وان الكازية التي تقوم ببيعها بالبيدونات سيتم اتخاذ اجراءات بحقها وفرض غرامات مالية على أصحابها.

وأشار إلى أن هيئة المحروقات هدفها من هذا القرار وقف شراء المحروقات بالبيدونات وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة وايقاف التلاعب باسعار المحروقات.

الرئيسة المشتركة للإدارة العامة للمحروقات والنفط في “الإدارة الذاتية”، عبير خالد، صرحت أن القصف التركي أسفر عن خروج عدة منشآت نفطية عن الخدمة، وهي محطة “العودة” و “كربي” ومصفاة “الطفلة” بمقاطعة الجزيرة، إضافة لمعمل الغاز في السويدية.

وأكدت أن القصف الذي طال محطات توليد الكهرباء والنفط وتسبب بخروج تلك المنشآت عن الخدمة، أدى إلى تقليل إمداد المحروقات لقطاعات الطاقة، المياه، الزراعة، والتدفئة في عموم مناطق شمال وشرق سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة