“جولة أخيرة”.. خلط العاطفة بالدم

أسماء أبو اليزيد (يسار) وأحمد السقا من مسلسل جولة أخيرة (الشرق الأوسط)

camera iconأسماء أبو اليزيد (يسار) وأحمد السقا من مسلسل جولة أخيرة (الشرق الأوسط)

tag icon ع ع ع

لكمات سريعة تطرح المتلقي أرضًا، دماء تنزف من الفم والأنف، وعنف في قفص بأسوار عالية، استعراض لأجساد رياضية وتصوير احترافي، نقاط سريعة يمكن أن تلخص مشاهد مسلسل “جولة أخيرة” للممثل المصري أحمد السقا، الذي يعرض حاليًا عبر منصة “أمازون برايم فيديو”، التابعة لشركة “أمازون”.

ورغم أن المسلسل القصير يستعرض عالم الفنون القتالية المختلطة (MMA)، بقالب الحركة و”الأكشن”، فإن عناصر درامية عديدة موجودة قادرة على وضع المشاهدين ضمن مشاعر مختلطة مع شخصيات متنوعة ومختلفة الدوافع والتفاصيل، في رحلة بقدر ما هي شديدة الواقعية، بقدر ما هي خيالية أيضًا.

تجتمع عوامل عدة منذ الحلقة الأولى لدفع يحيى، الطبيب الذي تجاوز الـ40 عامًا، للعودة مجددًا لعالم القتال والنزال الدامي، الحاجة للمال، قرب إصابته بألزهايمر كما والده، ورغبته بترك إرث مادي ومعنوي لابنته، الضعف الذي يعانيه أمام نفسه وطليقته وأبيه المريض، كل أسباب العجز الممكنة لرجل بسن يحيى، تدفعه للتراجع عن قرار اتخذه قبل سنوات بالتوقف عن النزال داخل الحلبة.

أفضل ما في العمل هو العناية بالتفاصيل، سواء البصرية أم على الورق، ومنذ الحلقة الأولى، نجح صناع العمل بتقديم شخصياته والعلاقات فيما بينها بطريقة سلسلة وبسيطة، مع دمج الأحداث في إطار “الأكشن” والقتال، مع جرعة عاطفية تتتالى في الحلقات بما يخص مرضى ألزهايمر وآلامهم ومخاوفهم، وهذا الدمج بين العاطفة والدم الناتج عن القتال، هو ما يمنح العمل بعدًا مختلفًا حتى عما قدمه السقا في أعمال سابقة.

إلى جانب ما سبق، تخوض مخرجة العمل مريم أحمدي غمار إخراج عمل بتصنيف “أكشن”، وهو تحدٍّ بحد ذاته في بيئة عمل تعتبر أن إخراج أعمال مشابهة يجب أن يكون لمخرجين لا مخرجات، إذ أبرزت موهبتها من خلال العناية بالتفاصيل الإنسانية للشخصيات لا مشاهد الحركة فقط، ومنحت مساحة واسعة لأبطالها الذين قدموا أداء متوازنًا بعيدًا عن المبالغة والتصنع، وفي مقدمة الممثلين أسماء أبو اليزيد، التي تثبت مجددًا أنها ممثلة تعرف معنى أن تقف أمام الكاميرا لتقدم شخصية متكاملة في عصر “البوتوكس” والبلاستيك.

هناك تفصيل صغيرة يجب التوقف عندها أيضًا، إذ من المستغرب أن يكون هناك طبيب أربعيني خاض عشرات الجولات من القتال الجسدي، ويخوض حربه الشخصية، وسط معاناة شخصية ضد المرض وخوفه وقلقه، وألا يكون هناك بعض التجاعيد على وجهه، والمقصود هنا تحديدًا أحمد السقا، الذي اختلفت ملامح وجهه خلال الفترة الأخيرة، واختفت معها التجاعيد، وحتى النطق أيضًا.

العمل من بطولة أشرف عبد الباقي وأسماء أبو اليزيد وعلي صبحي وحنان سليمان إلى جانب السقا، وكتب السيناريو والحوار أحمد ندا ومحمد الشخيبي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة