الشغب الجماهيري والتطور الكروي

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

في كثير من ملاعب العالم المتطور كرويًا منه والمتوسط القدرة في الأداء والجمالية وحتى الجاهل فنيًا وإداريًا وتنظيميًا، تحدث مشكلات ترقى إلى أن تسمى أحداث شغب جماهيري اعتراضًا على ركلة جزاء أو هدف غير صحيح أو حتى عدم قبول فريق بخسارته للمباراة فيجد أن الأقرب لارتداء قميص التهمة هو الوسط التحكيمي، بل إن ملاعب العالم كلها معرضة لأن تشاهد مثل هذا السيناريو كما يجري في المناسبات ضمن الدوري الأرجنتيني وفي مباريات مسابقات قارة أمريكا الجنوبية وبعض المسابقات في القارة السمراء ناهيك بما يحدث في مسابقات آسيوية شرقًا وغربًا وضمن الدول العربية أيضًا.

لماذا نتحدث عن أن الأمر طبيعي

لأن الشغب موجود طالما هنالك قرارات تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر، ولطالما أسميناها أو أطلقنا عليها لقب منافسات أو مسابقات أو صراع على الصدارة أو الهبوط، ستكون في كرة القدم أجواء مفرحة وأجواء حزينة، في الفرح والحزن ليست كل الأمور تجري على ما يرام، المبالغة محتملة والخسائر واردة، هذا عنوان الرياضة عمومًا وكرة القدم خصوصًا.

أما ضبط هذه الانفعالات فهو شأن اللوائح والقوانين ودور القائمين على المسابقات والاتحادات واللجان المنظمة، بحيث تكون الخبرة التراكمية قد أثمرت وآتت أكلها بالتعامل مع الظروف الصعبة في الملاعب (خصم نقاط، حرمان جماهير من الحضور، ترحيل فريق خارج ملعبه، عقوبات فصل وإيقاف، غرامات مالية) وغيرها من أصول التعامل القانوني والإداري والتنظيمي في ملاعب العالم.

أغلب من يتابع كرة القدم يبحث عن أعذار لهزيمة من يحب أو لفقدانه الأمل بالمنافسة على لقب أو جائزة ما، الاتهامات تُلقى بكل الاتجاهات عبر “السوشيال ميديا”، وفي المدرجات وفي الشوارع وكم مرة انتقل بها الصراع الكروي الرياضي من مدرجات الملاعب إلى شوارع المدن وإلى الطرقات، كما جرى سابقًا في مباراة مصر والجزائر ضمن تصفيات المونديال وكما أعرف وتابعت من مباريات سابقة في دوري سوريا قبل أحداث الثورة السورية بمباريات الديربي بين الاتحاد والحرية أو الكرامة والوثبة أو حطين وتشرين، فيما كان للشغب الجماهيري ضمن مواجهات الاتحاد والوحدة طعم آخر أو مواجهات الكرامة والطليعة.

هذا الشغب لا حدود له، مهما كان للوائح الانضباطية والقانونية دور مهم يفوق دور التوعية للجماهير، قد يسأل أي متابع كروي، لماذا في أوروبا إحساس بالظلم وحالات فرح وحزن واتهامات مستمرة لحكام ولجان ومسؤولين بالفساد وتلقي الرشى ولكن دون شغب جماهيري أو قتال على المدرجات أو إصابات لحكام أي مباراة.

الجواب واضح وصريح، كلنا عاشقون لكرة القدم وكلنا نحب لفرقنا ولمنتخباتنا ولنجومنا الفوز باستمرار، وكلنا أو أغلبنا ليس مستعدًا لتقبل الخسارة بروح رياضية بل وباعتراف أن الفرق الذي نحب كانت الأسوأ في المباراة أو البطولة. الجواب واضح وبسيط، عندما تكون القوانين رادعة والقضاء موجود لتلقي الشكاوى والدعاوى، وقد تم رفع سوية الأداء والمتطلبات الرياضية والتجهيز الكامل للفرق وللطواقم الفنية والإدارية والتحكيمية أيضًا، سيدفع أصحاب الشغب ثمنًا باهظًا لأن الفاتورة أو كشف الحساب سيكون مؤلمًا للغاية.

مع كل الأمنيات بأن تبتعد مدرجاتنا ومن يزينها بهتافاته وتشجيعه ودموعه في الفرح والحزن، أن تبتعد عن الشغب وعن المعارك التي لا فائدة ولا طائل منها إلا بعودة الضرر على الفرق والأندية والمنتخبات التي نحبها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة