مشاريع منزلية توفر دخلًا جزئيًا لسيدات في دوما

سيدة تصنع الإكسسوارات في منزلها بمدينة دوما بريف دمشق - شباط 2024 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

camera iconسيدة تصنع الإكسسوارات في منزلها بمدينة دوما بريف دمشق - شباط 2024 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – سارة الأحمد

بدأت سميرة (28 عامًا) بتعلم الخياطة منذ نحو عام ضمن ورشة صغيرة أقيمت في أحد منازل مدينة دوما بريف دمشق، وقالت لعنب بلدي، إن وضعها المادي المتردي وغلاء أسعار الملابس في المحال دفعاها للعمل ليكون باب رزق لها بعد وفاة زوجها.

بدأت السيدة منذ نحو خمسة أشهر بخياطة فساتين المناسبات لأحد المحال في المدينة، ويصل ربحها في كل قطعة إلى نحو 70 ألف ليرة سورية.

تعد سميرة واحدة من سيدات كثيرات في مدينة دوما لجأن إلى تعلم المهن، سواء ضمن المنزل أو بورشات خاصة، لتلبية أبسط احتياجات عائلاتهن، وسط تدني الوضع الاقتصادي والمعيشي، وعدم كفاية الرواتب الحكومية.

مشرفة على ورشة خياطة بمدينة دوما (طلبت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية) قالت لعنب بلدي، إن ورشات الخياطة والصناعات اليدوية تزداد باستمرار مع إقبال النساء على التعلم والعمل بسبب الظروف المعيشية الصعبة.

وأضافت أن عدد ورشات خياطة الملابس والخياطة بالصنارة والتطريز اليدوي يصل إلى نحو 15 ورشة، منها منزلية ومنها ضمن مشاغل صغيرة.

وذكرت أن هذه الورشات نجحت في مساعدة المرأة على تحسين مستواها المعيشي، كما أن بعض المشاغل توظف النساء للعمل فيها بعد انتهاء التدريب والتعليم، براتب شهري يصل الى 300 ألف ليرة سورية.

ويبلغ متوسط تكاليف المعيشة في مناطق سيطرة النظام أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية، والحد الأدنى 6.5 مليون ليرة، بينما يبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية نحو 279 ألف ليرة (الدولار 14650 ليرة).

مهن مربحة تواجه عقبات

أوضحت سميرة أن بعض النساء يرغبن بالخياطة لديها، فسعر القميص الجوخ النسائي يصل إلى 400 ألف ليرة في السوق، بينما تصل تكلفته في الخياطة إلى 150 ألف ليرة ما بين قماش وأزرار وأجرة الخياطة.

وذكرت أن سعر “الجلابية” المخمل يصل في المحال إلى 600 ألف ليرة، بينما تكلفة خياطتها وموادها تصل إلى 200 ألف ليرة سورية.

أما نوال (23 عامًا)، مطلقة ولديها ولدان، فتعمل ضمن منزلها في صناعة “إكسسوار” المناسبات وما يتعلق بالأطفال حديثي الولادة، أو “استاند” الخطوبة وغيرها، وقالت إن تعلم هذه الصناعة يحتاج الى دورات متتابعة ضمن ورشات خاصة.

وذكرت أن تكلفة كل دورة تصل إلى 500 ألف ليرة سورية، ولعدم قدرتها المادية لجأت لمتابعة “يوتيوب” بشكل مستمر حتى أتقنت مهنتها.

وأوضحت نوال أنها تبيع قطعة “بروش”، وهي قلادة مصنوعة يدويًا للأطفال حديثي الولادة، بسعر 30 ألف ليرة، وتكلفتها 20 ألف ليرة، ما يترك 10 آلاف ليرة ربحًا لها، أما “استاند” الخشب و”البليكسي” فتجلبهما من الورشات بتكلفة 20 ألف ليرة لكل قطعة، إذ لا يمكنها شراء الآلات الخاصة بهما.

ويبلغ سعر آلة “البليكسي” 35 مليون ليرة، وسعر آلة الطباعة الليزرية 50 مليون ليرة، و(البليكسي هو بلاستيك قوي شفاف بديل الزجاج).

اشتكت نوال في حديثها لعنب بلدي من عدة مشكلات تواجهها، أولاها سعر مواد القطع الذي يرتفع باستمرار، فعلى سبيل المثال صناعة “بروش” الأطفال حديثي الولادة يتطلب منها الشراء بالكيلو، وسعر كيلو “اللولو التجاري” ما بين 50 ألفًا و100 ألف ليرة بحسب النوع، أما سعر كيلو الأحرف فيبلغ 125 ألف ليرة.

وقالت نوال إن محاولاتها لتسويق عملها عبر مجموعات للأعمال اليدوية باءت بالفشل، بسبب طلب كل مجموعة 60 دولارًا أمريكيًا عن كل إعلان، ما دفعها إلى النشر في صفحتها الشخصية عبر “فيس بوك” فقط.

ولم تنجح محاولات نوال التعاقد مع محال ضمن أسواق دوما، وتقوم بتوصيل الطلبات بنفسها ضمن مدن غوطة دمشق حسب الطلب.

وتعد هذه المشاريع محاولات لردم فجوة كبيرة من الاحتياجات، إذ يعيش ما يقارب 90% من السوريين تحت خط الفقر، وهناك 15.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وتعد النساء من ضحايا الحرب في سوريا، وانخرطت السيدات في مهن مرهقة وخطرة، بغية تأمين حاجاتهن المتعددة، وسط ارتفاع الأسعار وقلة الأجور.

كما تلجأ بعض النساء، خصوصًا من المقيمات في مخيمات النازحين، لأعمال تعرف محليًا بأنها من تخصص الرجال، أو تكون محفوفة بالخطر كالبحث بين أكوام القمامة عن البلاستيك، مع انتشار المقذوفات غير المنفجرة من مخلفات الحرب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة