تربية عصافير الزينة.. هواية ومصدر دخل في مدينة إدلب

عصافير معروضة للبيع داخل محل في سوق كفرتخاريم القديم بريف إدلب - 24 من شباط 2024 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

camera iconعصافير معروضة للبيع داخل محل في سوق كفرتخاريم القديم بريف إدلب - 24 من شباط 2024 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

tag icon ع ع ع

في محله الصغير في سوق كفرتخاريم القديم شمالي إدلب، يجلس الشاب محمود نور الدين (27 عامًا) على كرسي خشبي يراقب قفصًا وضع فيه زوجًا من طيور الببغاء ذات الألوان الزاهية وهي تداعب مناقيرها بحبات بذور عباد الشمس، وتصدر أصواتًا متناغمة كسمفونية عذبة.

تنتشر في محل الشاب أقفاص حديدية مرتبة، تحتوي على عصافير بأصناف مختلفة، حيث تتنوع ألوانها وأشكالها وتختلف أحجامها بين المتوسطة والصغيرة.

“هذا ببغاء مستورد يدعى صن كنيورا، وهو لم يبض بعد، كما أنه غير معروف ضمن منطقتنا، وباعتقادي سيكون صنفًا جيدًا”، قال محمود في إشارة للقفص الذي كان يراقبه.

استطاع محمود تحويل شغفه بالعصافير من هواية أحبها منذ صغره إلى مهنة حين افتتح محله قبل عدة سنوات، وباتت مصدر رزقه الوحيد بعد تركه لمهنة تركيب البلاط.

وقال محمود لعنب بلدي إن تربية العصافير تحتاج صبرًا و”نفسًا طويلًا” وعناية مستمرة، مشبهًا العصافير بالأطفال الصغار الذين يتأثرون بالعوامل الجوية والأمراض لضعف مناعتهم لا سيما الصغيرة منها.

وتعد البيئة ذات الحرارة المعتدلة مكانًا مناسبًا لتربية وتكاثر العصافير، كما أنها تعتاد على المكان الذي تفقس فيه “إذا كان باردًا ستحتاج للحرارة بشكل دائم، وإذا كان حارًا ستحتاج للتبريد، لذلك يفضل الاعتدال”، وفق محمود.

عصافير معروضة للبيع داخل محل في سوق كفرتخاريم القديم بريف إدلب - 24 من شباط 2024 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

عصافير معروضة للبيع داخل محل في سوق كفرتخاريم القديم بريف إدلب – 24 من شباط 2024 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

مهنة إضافية

بينما يعمل سليمان العبدالله (39 عامًا) مهجر من حلب ويقيم بريف إدلب في مهنة للحلاقة، تمتلئ زوايا محله بصناديق لعصافير الزينة بأشكال منوعة.

وقال سليمان لعنب بلدي إن الساعات الطويلة التي يقضيها في محله لا سيما في أوقات قلة الزبائن، دفعته لاقتناء عدة أصناف لعصفور “الكناري” ورعايتها على مدار العام، حتى تضع بيوضها ويرعى عصافيرها الصغيرة بهدف بيعها.

وأتاحت هذه التجارة الصغيرة دخلًا إضافيًا لسليمان، والذي يعتمد على زبائنه في محل الحلاقة للترويج عن العصافير التي يربيها، والتي تشد ألحانها وألوانها الزاهية بعضًا من زوار المحل لشرائها.

رعاية العصافير

تحتاج العصافير لطعام مخصص وماء وقليل من الدفء، لتعيش في حالة جيدة وتتكاثر، ولا يتجاوز سعر كيلو الطعام دولارًا أمريكيًا (31 ليرة تركية)، كما تأكل العصافير ذات المناقير الطويلة بذور عباد الشمس وغيرها، وتقدم وجبة من البيض المسلوق لأنثى العصفور بعد وضعها لبيوضها، وللعصافير الصغار التي تحتاج لغذاء إضافي لتنمو جيدًا.

ويستطع مربو الطيور تحديد معظم الأمراض التي تصيب العصافير، وذلك عبر مراقبة حركتها وأشكال بطونها ونوعية التغير الحاصل فيها، ومن أشهر الأمراض التي تصيب العصافير هي التهاب الكبد لا سيما خلال السنوات الماضية، مع زيادة أعداد العصافير المستوردة والتي ساهمت في انتشار العدوى.

ويمكن معالجة العصفور المريض بالدواء المخصص في الأيام الأولى لمرضه ليساعده ذلك في الشفاء بأسرع وقت، ولكن في حال التأخر بتقديم العلاج فإن فاعلية الدواء تقل كذلك استجابة جسم العصفور وبالتالي يمكن أن يفارق الحياة، وفق محمود وسليمان.

عصافير معروضة للبيع داخل محل في سوق كفرتخاريم القديم بريف إدلب - 24 من شباط 2024 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

عصافير معروضة للبيع داخل محل في سوق كفرتخاريم القديم بريف إدلب – 24 من شباط 2024 (عنب بلدي/ شمس الدين مطعون)

للزينة والتجارة

تتراوح دورة عمر عصافير الزينة بمعظم أصنافها بين ثلاث وعشر سنوات في حال عاشت ضمن ظروف مناسبة.

ويهوى محمد الشاطر (32 عامًا) من مدينة إدلب اقتناء العصافير لا سيما “الكناري”، حيث يعلقها على باب ورشة الحدادة التي يعمل بها، وقال لعنب بلدي إنه لم يفكر في تجارة العصافير، إنما يحب رؤيتها للزينة فقط، وإنه يفضل “الكناري” لأنه يتميز بصوته والنغمات المنوعة التي يصدرها.

“كلما شعرت بأن العصافير كبرت وقلت حركتها، أستبدلها بعصافير أكثر حيوية” أضاف محمد.

من جهته، يشتري مازن الشامي وهو مهجر من ريف دمشق العصافير التي وُلدت حديثًا، ليعتني بها إلى أن تصير قادرة على التزاوج، ثم يعرضها للبيع، لتحصيل مرابح جيدة.

ويضع مازن العصافير في إحدى غرف منزله، حيث يواظب على رعايتها ويعتبرها جزءًا من أسرته، ويقضي إلى جانبها ساعات يومه، كما يؤمن لها عتمة ليلًا لتأخذ قدرها من النوم والراحة.

محلية ومستوردة

تختلف أنواع العصافير وفقًا لألوانها وأصنافها فمنها البلدية (محلية أو معروفة بالمنطقة) ومنها المستوردة وهي ذات أسعار مرتفعة.

“الكروان” أو كما يُعرف محليًا (كوكتيل)، يبدأ سعر الزوج منه (ذكر وأنثى) من 50 دولارًا أمريكيًا إلى 150 دولارًا، وكما تتراوح سعر عصافير “البينو” من 7 إلى 10 دولارات للزوج، وسعر الببغاء من نوع “صن كنيورا” 350 دولارًا، و”الكناري البلدي” سعره بين 15 و50 دولارًا، بينما يبدأ السعر المستورد من 50 إلى 150دولارًا، وعصافير “العواشق” وهي أكثر الأنواع انتشارًا لا يتجاوز سعر الزوج 10 دولارات.

وتختلف أسعار العصافير بحسب اختلاف أصنافها ومدى انتشارها، كما تشكل الألحان التي تصدرها عاملًا في تحديد سعرها، وإذا كانت قادرة على النطق أم لا كالببغاء و”الكروان”، وتختلف أسعار الأصناف المتشابهة، وفق حجمها ولونه وجاهزيتها لوضع البيوض.

وتحتاج عصافير “الكراون” من 8 إلى 12 شهرًا لتصبح قادرة على وضع البيوض، بينما يحتاج “الكناري” إلى ثمانية أشهر، و”العواشق” لخمسة أشهر، أما مدة مكث الأنثى على البيض حتى يفقس وتولد صغار العصافير فهي من 18 إلى 24 يومًا عند معظم أصناف العصافير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة