ريف حلب.. مخيم “دُلني” يقدم منحًا لأربعة مشاريع ابتكارية

اختتم فعالية مخيم "دُلني لريادة الأعمال" في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي - 28 من شباط 2024 (دُلني)

camera iconاختتم فعالية مخيم "دُلني لريادة الأعمال" في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي - 28 من شباط 2024 (دُلني)

tag icon ع ع ع

اختتم مخيم “دُلني لريادة الأعمال” فعاليته في المخيم التدريبي الأول، بتنظيم العرض الختامي على مدرج جامعة “حلب في المناطق المحررة” بمدينة اعزاز، في 28 من شباط الماضي، بعد الإعلان عن فوز عدة مشاريع استثمارية.

وتضمن العرض الختامي عروضًا لعدة مشاريع استثمارية إبداعية لـ24 مشاركًا، عملوا على تطوير مشاريعهم واكتساب المزيد من الخبرات والمهارات، وأُعلن عن فوز أربعة مشاريع بمنح استثمارية.

أقيمت الفعالية على مدرج جامعة “حلب الحرة”، وحضرها عدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والجامعات ومراكز الأبحاث والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والمهتمين بالشأن الاقتصادي، حيث وفّر المخيم مساحة جمعت أفضل المشاريع الاستثمارية ذات الطابع الإبداعي، بحسب المهندس علي حلاق ممثل منظمة “2020 Idea” الشريك المنظم للفعالية.

انتقاء مشاريع ريادية

نائب رئيس المنتدى السوري، الدكتور سنان حتاحت، قال إن مخيم “دُلني لريادة الأعمال” جاء برعاية المنتدى السوري وشركة “PFC ventures”، والهدف هو انتقاء عدد من الأفكار والمشاريع الريادية ومساعدتها على تطوير خططها التجارية والاقتصادية، من أجل تحويلها لفكرة واقعية وجمع رأس مال استثماري أولي لها.

وقال حتاحت لعنب بلدي، إنه تم اختيار 24 مشاركًا من أصل 693 مرشحًا خضعوا لفترة تدريب مدة أسبوعين، تدربوا فيها على طرق تطوير الخطط المالية والإدارية والتسويقية، إضافة لخطط التنفيذ، وتم انتقاء 14 مشروعًا لعرض طلباتهم الاستثمارية على عدد من المستثمرين في الداخل والخارج خلال الفعالية.

واختيرت عدة مشاريع في قطاعات متنوعة، منها الزراعة والصناعة والخدمات التعليمية والخدمات التسويقية وتقانة المعلومات، بعدما خضع المتدربون لـ120 ساعة تدريبية، قدمها 12 مدربًا ذوو خبرات دولية، وتم استثمار عدد منها من خلال صندوق الاستثمار الجلي في سوريا و”PFC ventures” بقيمة 20 ألف دولار أمريكي، وفق حتاحت.

وبحسب حتاحت، فإن الهدف من الاستثمار بهذه الطريقة أن تكون هناك استمرارية في العمل وجدوى اقتصادية من أجل أن يحقق المشروع فوائده الربحية، بالإضافة لتحقيق فوائد اجتماعية، وهو نوع من الاستثمار يطلق عليه اسم ” الاستثمار ذو الأثر الاجتماعي”.

من جهته، قال وزير الاقتصاد والمالية في الحكومة “السورية المؤقتة”عبد الحكيم المصري لعنب بلدي، إن للمشاريع الريادية التي تعتبر مشاريع صغيرة أهمية في تشغيل اليد العاملة بنسبة 70%، إضافة لمساهمتها بنسبة 50% من الناتج المحلي في العالم.

وذكر المصري أن هذه الأفكار تكون عند الشباب الذين بحاجة تمويل لمشاريعهم الريادية، لذلك لا بد من طرح هذه الأفكار، وتدريب أصحابها.

وأوضح المصري أن كثرة المشاريع الاستثمارية تشكل خارطة استثمارات في الشمال، ما يشجع المستثمرين على العمل في المنطقة واستقطاب أفكار الشباب.

اختتم فعالية مخيم "دُلني لريادة الأعمال" في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي - 28 من شباط 2024 (دُلني)

اختتام فعالية مخيم “دُلني لريادة الأعمال” في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي – 28 من شباط 2024 (دُلني)

ما التدريبات؟

مخيم “دُلني” هو “مجمع تقني تدريبي مكثف”، يسعى لاستقطاب وتطوير المواهب التكنولوجية المحلية، من خلال تدريبات تم تصميمها، لتطوير المهارات والمواهب التقنية والفكرية لدى المتدربين.

ويسعى لتمكين المتدربين من إتقان المهارات الأساسية، لتحقيق النجاح في المجال المهني، ويركز البرنامج على توفير فرص التوظيف بعد الانتهاء من التدريب.

الدكتور فادي عمروش، مدرب في المخيم في مجال التحول الرقمي، أعطى المتدربين محاضرات تناولت أهمية الابتكار والتحسين المستمر في بناء المشاريع الريادية، وتطرق فيها إلى تعريف الابتكار وكيفية تطبيقه في المشاريع الريادية بما يشمل التركيز على فهم العميل، توظيف التقنية، وإضفاء الصفة المحلية.

وقال عمروش لعنب بلدي، إن التدريب تضمن طرق الابتكار والتحسين المستمر في بناء المنتجات والخدمات ونماذج الأعمال بما يحقق الربحية، وتناول أهمية اختبار الابتكارات وجاهزيتها للسوق، من خلال تطوير النماذج الأولية واختبارها للتحقق من فعاليتها العملية، واستخدام بحوث السوق لفهم الحاجة والطلب في السوق، وتقييم المخاطر وتحليل التكاليف مقابل الفوائد لضمان الجدوى الاقتصادية. 

اختتم فعالية مخيم "دُلني لريادة الأعمال" في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي - 28 من شباط 2024 (دُلني)

اختتام فعالية مخيم “دُلني لريادة الأعمال” في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي – 28 من شباط 2024 (دُلني)

السوق “غير مرن”

من وجهة نظر شادي دالاتي، وهو مدير مركز “الدومري” الذي يُعنى بتمكين الشباب، فإن السوق في الشمال السوري ” غير مرن”، وقال، إنه من خلال متابعة مخيم “دُلني لريادة الأعمال”، فإنه يعطي المتدربين مهارات لدخول مجال ريادة الأعمال، مشيرًا إلى أنه في كثير من الأحيان تكون هذه الدورات “غير مناسبة لسوق العمل في المنطقة”.

وذكر أنه في مسابقة لإحدى الجامعات التي طلبت توظيف تقنيين، تقدم الكثير ممن يمتلكون الشهادات، لكن لا يمتلكون الخبرة، فالتدريبات الحالية لمخيم “دُلني”، هي موجهة للعمل عن بعد وليست للوظائف المتطلبة في الشمال.

فرص عمل عن بعد

حول الهدف الأساس من إطلاق مخيم “دُلني” قال أحمد حلمي وهو المنسق الإداري للمخيم، إن الهدف هو توظيف الشباب بفرص عمل عن بعد “أونلاين”، كون هذه المجالات نشطت بعد انتشار فيروس “كورونا”.

وذكر أن العمل عن بعد بات يضاهي العمل الفيزيائي، الذي من خلاله تكسر الحدود والتحديات التي يواجهها الشباب في شمال غربي سوريا، والذي يفتقر لهذا المجال وهكذا تدريبات في مجال تكنولوجيا المعلومات.

ويُقبل بعض الطلاب في الشمال على الدورات والتدريبات، أملًا بالحصول على شهادات تمكّنهم من إيجاد فرص عمل، أو تحسين وضعهم الوظيفي، أو الاستفادة من شهادات الدورات في حال سفرهم للخارج.

ويسكن شمال غربي سوريا 4.5 مليون شخص، منهم 4.1 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

وتتراوح أجور المياومة في مناطق ريف حلب بين 60 و100 ليرة تركية (ثلاثة دولارات وسطيًا)، وتختلف باختلاف عدد ساعات العمل وطبيعة المهنة من زراعة أو أعمال يدوية أو أعمال بناء، ووصل حد الفقر المعترف به إلى قيمة 10843 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 8933 ليرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة