أمطار غزيرة تعد بموسم حبوب وفير في رأس العين

أرض زراعية في رأس العين شمال غربي الحسكة - 25 من شباط 2024 (عنب بلدي)

camera iconأرض زراعية في رأس العين شمال غربي الحسكة - 25 من شباط 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رأس العين

شهدت منطقة رأس العين، شمال غربي الحسكة، خلال فصل الشتاء الحالي، هطول أمطار غزيرة هي الأعلى كثافة منذ سنوات، ما أنعش الأراضي الزراعية، وساعد في نمو الأعشاب الرعوية بكثافة عالية، وهو ما يعد بدوره بموسم زراعي وفير لمحصولي القمح والشعير.

ورغم الفوائد الكثيرة التي جلبتها غزارة الأمطار، فإنها قد تُشكل خطرًا على بعض المحاصيل، كالكمون والنباتات العطرية، إذ لا تتحمل هذه المحاصيل الرطوبة العالية، ما قد يؤدي إلى تعفنها وتلفها.

الأراضي البعلية تنتعش

تعتمد الأراضي البعلية في رأس العين بشكل أساسي على الهطولات المطرية، نظرًا إلى عدم توفر آبار ارتوازية للري، بسبب انحسار المياه الجوفية في المنطقة، كما أسهمت الأمطار التي شهدتها المنطقة في تعزيز نمو النباتات والمحاصيل الزراعية.

عدنان إسماعيل، من قرية أبو جلود غربي رأس العين، قال، إن أراضيهم الزراعية تعتمد على الأمطار بشكل كامل نتيجة انحسار المياه الجوفية في ريف رأس العين الغربي.

وأوضح أن الأمطار الغزيرة هذا العام أسهمت بتحسن الواقع الزراعي بقريته بشكل كامل، وتوفير فرص عمل للعاملين في مجال الزراعة أيضًا.

عدنان زرع 100 دونم من القمح و60 دونمًا من الشعير بفضل الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقته، موضحًا أنه في حال استمرار تساقط الأمطار سينتج عنها موسم وفير للقمح والشعير أيضًا.

واعتبر مازن السيد، ويقيم في قرية حميد، أن الأمطار أسهمت في إنقاذه من تكاليف كبيرة جدًا بسبب عدم قدرته المادية على تركيب منظومة طاقة شمسية لتشغيل البئر الموجودة في أرضه، مشيرًا إلى اعتماده على محرك يعمل بالمازوت لري مساحة تبلغ 126 دونمًا من الشعير، وهي عملية يمكن أن تستغرق أيامًا حتى انتهاء ري الأرض كاملة، وتحتاج إلى كميات كبيرة من المازوت، وتلقي بأعباء مالية عليه، إذ وصل سعر برميل المازوت إلى 150 دولارًا، وهو لا يملك ما يكفي من المال لشراء وقود لري الأرض بالكامل.

وأشار إلى أن الشعير البعلي يحتاج حاليًا إلى هطول الأمطار مرة واحدة في آذار، وفي حال عدم هطول الأمطار سيقوم بتشغيل البئر واستخدامها كمصدر للري لحماية محصوله من الجفاف.

الكمون خيار للفلاحين

يعد الكمون من أهم المحاصيل الشتوية في رأس العين، نظرًا إلى سهولة تصريفه وسعره المرتفع، لكن في حالة سقوط أمطار غزيرة، من المحتمل أن يتضرر بشكل كبير، ويمكن أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى تشكل برك مياه في الحقول الزراعية، وتعفن وتلف البذور، كما يمكن أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى ارتفاع مستوى الرطوبة في التربة، ما يعرض جذور النباتات للتخمر والفساد.

مازن معصوم، مزارع من قرية علوك، شرقي رأس العين، قال إنه زرع مساحة تبلغ 70 دونمًا من الكمون هذا العام، وأشار إلى أن محصول الكمون لم يتأثر بغزارة الأمطار في الفترة السابقة، بسبب تأخير الزراعة حتى منتصف كانون الثاني الماضي.

وأوضح أن الخطر الحقيقي على محصول الكمون يكمن في الأشهر الثلاثة المقبلة بسبب نمو الجذور، وحساسية الكمون تجاه الرطوبة العالية والأمطار الغزيرة.

استفادة 200 ألف دونم من الأمطار

رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي، عمر حمود، قال لعنب بلدي، إن الأمطار انعكست إيجابًا على تحسين الوضع الزراعي والحيواني، حيث شهدت المراعي تحسنًا كبيرًا، وتحديدًا في المناطق التي تعاني انحسار المياه في الريف الغربي.

كما استفادت 200 ألف دونم من الأراضي البعلية التي تعتمد مواسمها على الأمطار من الحالة المناخية، فلم تسجل مديرية الزراعة أي أضرار للمحاصيل الزراعية حتى إعداد هذه المادة.

وأشار عمر حمود إلى ضرورة مراقبة الكمون واليانسون والفول من الأمطار الغزيرة في الفترة المقبلة، وتوفير السماد وتنظيفها بشكل دوري، لا سيما بعد مرحلة نمو الجذور.

وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها كثير من سكان منطقة رأس العين، وتشكّل مصدر دخل رئيسًا لهم.

وتواجه المحاصيل الزراعية في رأس العين صعوبات التصريف، وتحكم التجار، وغياب الجهات الحكومية عن شراء محاصيل استراتيجية كما حصل في موسم القمح الماضي.

وتقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بها وبتل أبيض جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة