رغم انخفاض سعر الفروج.. الوجبات السريعة ثابتة في اللاذقية

يتراوح سعر سندويشة "الكريسبي" في اللاذقية بين 27 إلى 35 ألف ليرة سورية - 8 من آذار 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

camera iconيتراوح سعر سندويشة "الكريسبي" في اللاذقية بين 27 إلى 35 ألف ليرة سورية - 8 من آذار 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

اللاذقية – ليندا علي

لم تتأثر أسعار الوجبات السريعة في اللاذقية بانخفاض سعر الفروج من 42 ألفًا إلى 34 ألف ليرة سورية لكيلو الدجاج الحي، واستمرت على سعرها دون أي تغيير، بينما يشتكي الغالبية أن محال الوجبات السريعة ترفع السعر بمجرد أن يرتفع سعر الدجاج ولا تقوم بتخفيضه حين يهبط.

عمار (21 عامًا)، وهو طالب سنة ثالثة في كلية الهندسة المدنية بجامعة “تشرين” ويعيش في السكن الجامعي، أبدى استغرابه من عدم خفض أسعار الوجبات رغم هبوط أسعار الفروج، وقال إنه فكّر بشراء سندويشة “شاورما” معتقدًا أن سعرها انخفض، وحين علم أن سعرها لا يزال ثابتًا عند 20 ألف ليرة، قرر شراء فخذ دجاجة، وقليه مع قليل من الزيت الحامض، إذ لم يدفع ثمن الفخذ سوى 13 ألف ليرة.

وأضاف عمار أن الوجبة التي صنعها أشبعته، في حين كان يحتاج إلى سندويشتي “شاورما” بالحد الأدنى لسد جوعه.

وانخفض سعر كيلو الدجاج والفخذ إلى 35 ألف ليرة بعد أن كان بـ45 ألفًا، وصدر الفروج إلى 60 ألف ليرة بعد أن كان 74 ألفًا، والأجنحة 33 ألف ليرة وكان الكيلو بـ42 ألف ليرة، مع تفاوت في الأسعار بين محل وآخر.

أسعار السندويشات ثابتة

وفي جولة على بعض محال الوجبات السريعة في شارع “الأكل” بحي الزراعة وساحة الشيخ ضاهر بمدينة اللاذقية، فإن سعر سندويشة “الكريسبي” تتراوح بين 27 ألفًا و35 ألف ليرة، و”الشاورما” بين 17 ألفًا و22 ألف ليرة، و”الشيش” بين 26 ألفًا و34 ألفًا، و”برغر الدجاج” بين 19 ألفًا و25 ألف ليرة.

وتذمرت ندى (32 عامًا)، موظفة حكومية تعيش في ضاحية بسنادا، من عدم انخفاض أسعار “الشاورما”، وهي من أكثر المأكولات تفضيلًا لدى الغالبية خصوصًا الأطفال، وكانت قد وعدت طفليها بشراء السندويشات لهما، إلا أنها تفاجأت بعدم هبوط السعر.

اشترت السيدة قطعة فخذ ونصف صدر دجاجة، دفعت ثمنهما 29 ألف ليرة، وأعدت لهما “تتبيلة” خاصة بعد إزالة العظم، ثم وضعتهما بالفرن وأعدت سندويشات “الشاورما” للعائلة، مع إضافة البطاطا المقلية وكريم الثوم منزلي الصنع.

وقالت إن الناتج كان عبارة عن ست سندويشات وضعت فيهما الدجاج فقط لطفليها، وأضافت أن البطاطا المقلية لها ولزوجها، ولم تكلفها السندويشات أكثر من 45 ألف ليرة، وهي لا تكفي ثمن ثلاث سندويشات من الحجم الصغير الذي يعتبر تناوله “تسكيتة جوع”، حسب تعبيرها.

يعيش الأهالي في سوريا واقعًا اقتصاديًا ومعيشيًا مترديًا، ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام نحو 279 ألف ليرة (الدولار الواحد 14650 ليرة)، بينما يبلغ متوسط تكاليف المعيشة أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية، والحد الأدنى لتكلفة المعيشة 6.5 مليون ليرة.

الكمية قليلة

يشتكي غالبية زبائن محال الوجبات السريعة من قلة كمية الدجاج داخل السندويشة، وغالبًا ما تكون “تغليفة الكريسبي”، وهي عبارة عن طحين ومياه أكثر من كمية اللحم نفسه، وفي “الشاورما” كمية الخبز أكثر لدرجة أن البعض قد لا يشعر بطعم الشاورما المعتاد.

ولا تحوي سندويشة “الشيش” سوى أربع قطع صغيرة مع كمية وافرة من البطاطا وسلطة الملفوف، داخل “سمونة” بحجم متوسط.

زينب (28 عامًا)، خريجة جامعية تعيش في حي قنينص، اعتبرت أن الرقابة الغائبة هي السبب في انفلات الأسعار وعدم وضع ضوابط لتجار الوجبات السريعة، الذين لا يجدون من يردعهم حين يرفعون أسعارهم، ولا يوجد من يراقبهم حين لا يخفضونها وقت انخفاض أسعار مستلزماتها.

وأشارت إلى أنه حتى سعر الزيوت النباتية انخفض من 29 ألفًا إلى 22 ألف ليرة لليتر الواحد مؤخرًا، وأن محال الوجبات السريعة تشتريه أرخص من ذلك كونها تشتري بسعر الجملة وبكميات كبيرة، ومع ذلك لم تنخفض أسعار “الكريسبي” رغم انخفاض سعر اثنين من أهم مكوناتها الدجاج والزيوت.

غدير (24 عامًا)، يعمل في محل لبيع الوجبات السريعة في شارع “الأكل” المتعارف عليه بمدينة اللاذقية، قال إن الأسعار لم تنخفض ولن تنخفض على المدى المنظور، إنما هناك عروض بدأت بعض المحال بالإعلان عنها، مثل سندويشة “شاورما” مع كل وجبتين من نوع آخر.

ورغم أنه لا يعلم لماذا لم تنخفض الأسعار كونه ليس على تواصل مباشر مع صاحب محل الوجبات السريعة الذي يعمل به، فإن غدير يعتقد أن السبب هو عدم الثقة باستقرار سعر الدجاج، لذا فإن المحل قد يخسر زبائنه إذا تذبذبت الأسعار بشكل دائم.

وبحسب تقرير سابق أعدته عنب بلدي عن تفاوت أسعار السلع في اللاذقية وغياب الرقابة، فإن أصحاب المحال في أسواق اللاذقية لا يخشون من الرقابة التموينية، وغالبًا ما يكتفي مراقب التموين “بقبض إكرامية” (رشوة)، وترك الباعة يحددون أسعارهم كيفما يريدون.

ويبقى الحمل الأكبر على المواطن فهو أضعف الحلقات، والذي يبحث عن حلول تنتشله من أزمات متلاحقة، وتعد سوريا من بين البلدان الستة التي تعاني أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم، إذ يوجد 12.9 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، يعانون انعدام الأمن الغذائي، كما يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، وفق البيانات الأممية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة