تزامنًا مع قدوم رمضان

الغاز المنزلي بمناطق سيطرة النظام.. أسعار مضاعفة وكميات محدودة  

عمال داخل معمل غاز "سنجوان" باللاذقية - 2 من آذار 2024 (محافظة اللاذقية)

camera iconعمال داخل معمل غاز "سنجوان" باللاذقية - 2 من آذار 2024 (محافظة اللاذقية)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ليندا علي

مع بداية شهر رمضان، في 11 من آذار الحالي، شهدت أسعار أسطوانة الغاز في “السوق السوداء” ارتفاعًا غير مسبوق في غالبية المحافظات السورية، لتصل إلى 375 ألف ليرة في بعض المناطق، وسط تفاوت بين مدينة وأخرى.

في مناطق سيطرة النظام السوري، تباع أسطوانة الغاز بثلاثة أسعار، ويبلغ سعر المدعوم 15 ألف ليرة سورية وفق التسعيرة الرسمية، بينما سعر الأسطوانة ذاتها للبطاقات المستبعدة من الدعم يبلغ 75 ألف ليرة، وبكميات محددة، وبمعدل أسطوانة واحدة كل شهرين إلى شهرين ونصف تقريبًا.

النوع الثالث هو “الغاز الحر” على “البسطات”، الذي ارتفع قبيل رمضان بسبب زيادة الطلب على الغاز للاستخدام في الطهو ضمن موعد الإفطار المحدد، بخلاف باقي الأيام، إذ كانت العائلات تزامن موعد طعامها مع مجيء الكهرباء بحال انتهت أسطوانة الغاز لديهم.

بورصة

في محافظة حماة، قالت عفاف (46 عامًا)، إنها اضطرت لشراء أسطوانة غاز بسعر 225 ألف ليرة، بعد نفاد الغاز في أسطوانتها بالتزامن مع بدء شهر رمضان، وأضافت أن سعر الأسطوانة في “السوق السوداء” لم يكن يتجاوز الـ125 ألف ليرة في شباط الماضي.

وذكرت أن مدة تسلم رسالة الغاز المدعوم تصل إلى 65 يومًا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكفي احتياجات المنزل.

أما في دمشق، فيتراوح سعرها بين 250 ألفًا و325 ألف ليرة، وفق ما ذكرته ناديا (29 عامًا)، التي تقيم في حي جرمانا وتعمل في إحدى منظمات دعم المرأة بالعاصمة السورية، مشيرة إلى أن أحدث مرة اشترت فيها أسطوانة غاز من “السوق السوداء” كانت نهاية كانون الأول 2023، وحينها دفعت ثمنها 130 ألف ليرة.

ولا تستطيع ناديا الحصول على أسطوانة الغاز بالسعر المدعوم، لكونها لا تمتلك بطاقة عائلية أو “بطاقة ذكية”، فهي تنحدر من مدينة حمص وتعيش بعيدًا عن أهلها في العاصمة بداعي العمل، وأضافت أنها تحاول الاقتصاد باستهلاك الغاز ما أمكن نتيجة السعر المرتفع.

أما في حمص، فوصل سعر الأسطوانة إلى 200 ألف ليرة، بحسب ما أفاد به مواطنون من داخل المدينة، وقال جبران (42 عامًا)، وهو موظف في القطاع العام، إنه لم يستطع شراء واحدة جديدة رغم انتهاء الأسطوانة في المنزل منذ نهاية شباط الماضي، ولا تمتلك العائلة أي بدائل سوى انتظار قدوم الكهرباء لاستخدام الطباخ الليزري في الطهو.

لمى (21 عامًا)، وهي طالبة بكلية الهندسة المدنية في جامعة “تشرين”، وتعيش مع أربع من زميلاتها في منزل مستأجر في مدينة اللاذقية، اشترت أسطوانة غاز في 8 من آذار الحالي، ودفعت ثمنها 300 ألف ليرة، بعد مفاوضات مع المعتمد الذي طلب في البداية 325 ألف ليرة.

وقالت لمى، إنها وزميلاتها معتادات على شراء الأسطوانات من “السوق السوداء” لأنهن لا يمتلكن بطاقات عائلية أو “ذكية”، لكن أحدث مرة دفعت ثمنها 150 ألف ليرة نهاية 2023، مشيرة إلى أن المعتمد أخبرها بصعوبة تأمين أسطوانة حاليًا دون أن يكشف السبب، وانتظرته أسبوعًا كاملًا ريثما استطاع تأمينها.

ويعيش الأهالي في سوريا واقعًا اقتصاديًا ومعيشيًا مترديًا، ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام نحو 279 ألف ليرة (الدولار الواحد 14000 ليرة)، بينما يبلغ متوسط تكاليف المعيشة أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية، والحد الأدنى لتكلفة المعيشة 6.5 مليون ليرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة