مواجهات ثأرية في “الشامبيونزليج”

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لم تحمل تذاكر الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا أي مفاجأة تُذكر، فالفرق التي وصلت إلى إقصائيات الثمانية معروفة ومميزة وقوية، لربما كان غياب يوفنتوس وليفربول وعدم وصول الميلان والمان يونايتد قد ترك أثرًا وفراغًا من ناحية المتعة في لعبة كرة القدم، ولكن دور الثمانية لن يتسع إلا لثمانية فرق فقط، ومن تأهل هم الأفضل، وهم من يقدمون أداء مقنعًا وثابتًا منذ دور المجموعات حتى قرعة ربع النهائي.

المباريات التي ستنطلق في نيسان المقبل لحساب ربع النهائي لن تشهد مواجهة من السهل الممتنع إلا في لقاء دورتموند الألماني مع أتلتيكو مدريد الإسباني، وبصرف النظر عن قوة الفريقين وطموحات كلا المدربين للوصول إلى النهائي في ويمبلي، إلا أن أهمية المباراة لن تكون بحجم باقي المواجهات وخصوصًا مواجهة السيتي الإنجليزي حامل اللقب مع من اعتاد لقاءه في السنوات الأخيرة بشكل متكرر وهو سيد المسابقة والأكثر ألقابًا فيها نادي ريال مدريد الإسباني، بالإضافة إلى عودة برشلونة للمنافسة في الإقصائيات والصراع مجددًا مع باريس سان جيرمان الذي يواجه البارسا بذكريات الريمونتادا التاريخية والمدير الفني للأمراء هو من كان يقود الدفة في مباراة الـ6-1 قبل عدة أعوام.

معقدة هي في تفاصيلها وترشيحاتها، فهل يحاكي بيب غوارديولا رحلة جديدة باتجاه النهائي لحياكة نجمة جديدة على القميص السماوي، أم أن لريال مدريد وكوكبة شبابه حركة مغايرة على رقعة الشطرنج لحفر اللقب الـ15 في خزائن النادي الملكي قبل وصول كيليان مبابي من حديقة الأمراء في الموسم المقبل.

ماذا عن أحلام السيد تشافي مدرب برشلونة، الذي إن أراد أن يجدد لنفسه ويغير وقائع البحث عن مدرب جديد للبلوغرانا في الموسم المقبل يجب عليه أن يتخطى مبابي وزملاءه، ومن ثم الفائز من مواجهة دورتموند وأتلتيكو قبل الوصول للنهائي الذي اشتاقه جمهور البارسا كما تشتاق الطيور إلى الحرية وهي في الأقفاص.

لا يمكن أن تقفل صفحة القرعة التي سحبت قبل يومين دون أن تبحث في معركة “المدفعجية” مع البافاري بعد غياب طويل لأرسنال عن هذه الإقصائيات، فهل استعد أرتيتا ومن معه في كتيبة “الجانرز” لملاقاة توماس توخيل وهاري كين ومانويل نوير الذين ذاقوا ألم النتائج المتراجعة محليًا هذا العام، ويرغبون في التعويض من البوابة الأوروبية وبشدة قبل رحيل توماس توخيل عن الفريق.

لا شك بأن الترشيحات الأولية تصب في مصلحة السيتي والملكي والبايرن ومن بعدهم سان جيرمان وبرشلونة وأرسنال وأخيرًا دورتموند وأتلتيكو، لكن لهذه البطولة عنوانًا واحدًا هو التفاصيل البسيطة أو الصغيرة التي قد تقلب الطاولة في أي مباراة ولمصلحة أي فريق حتى لو كان يلعب الإياب خارج أرضه في ربع ونصف النهائي، حتى الوصول إلى منصة التتويج في ملعب “ويمبلي” الشهير.

ولا شك أيضًا بأن فرق أرسنال وأتلتيكو وسان جيرمان ما زالت تحلم بخياطة النجمة الأولى على القميص ووضع الكأس الأغلى لأول مرة في خزائنها، أمام من يرغب بسد الطريق على ضيف جديد نحو لائحة الشرف في “الشامبيونزليج” بعد أن دخلها السيتي في الموسم الماضي رغمًا عن الجميع.

ولأن لقاء الريال والسيتي سيكون نهائيًا مبكرًا فلا بد من الرهان على أن أحدهما سيلغ النهائي ويملك حظوظًا تفوق الـ60% لحمل اللقب، حتى لو واجه من يفوز في هذه المباراة بايرن ميونيخ أو أرسنال في نصف النهائي.

بينما لن يجد أبناء حديقة الأمراء فرصة أهم من تجاوز البارسا غير المقنع في أدائه هذا الموسم، ومن ثم ضرب المنافس أيًا كان في نصف النهائي بقميص أبناء العاصمة الإسبانية أو بقميص دورتموند ومن ثم فليكن ما يكون في النهائي.

لن نستعجل الحكم والترشيح والرهان. نصف الطريق في نيسان والمواجهات الثأرية تطبخ على نار هادئة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة