آلاف المصابين بـ”ذات الرئة” بريف دير الزور يواجهون واقعًا طبيًا مترديًا

جانب من ازدحام المراجعين في مستشفى الكسرة العام غربي دير الزور- 8 من آذار 2023 (مستشفى الكسرة العام/ فيس بوك)

camera iconجانب من ازدحام المراجعين في مستشفى "الكسرة" العام غربي دير الزور - 8 من آذار 2023 (مستشفى الكسرة العام/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

يشهد ريف دير الزور حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا انتشارًا لمرض “ذات الرئة”، ما أثار حالة من الخوف بين أهالي المنطقة، وسط غياب شبه تام للخدمات الطبية في المنطقة نفسها.

وظهرت حالات الإصابة بأعداد وصفتها مصادر طبية بـ”الكثيرة” تشبه أعراضها نزلات البرد الحادة ما جعل المستشفيات العامة والخاصة في المنطقة مكتظة بالمصابين.

أصيبت ابنة صفاء الطه ذات الأربعة أشهر بـ”ذات الرئة” قبل حوالي 15 يومًا، ما دفعها لنقلها إلى مستشفى “الحكمة” الخاص في الحسكة بعد فقدان الأمل من العلاج في المستشفى العام بمنطقتها لقلة الأدوية المتوفرة فيه.

ما أثار الشعور بالغرابة لصفاء لم يكن عدم وجود أدوية مضادة للالتهاب في مستشفى “البصيرة” شرقي دير الزور، بل تكلفة علاج ابنتها من الالتهاب الحاد التي بلغت ستة ملايين ليرة سورية، مع سعر الأدوية التي طلبت منها لاحقًا.

آلاف المصابين

مدير مستشفى “الكندي” الخاص في بلدة الطيانة بريف دير الزور الشرقي، محمد الصالح، وصف المرض بـ”الهجمة الحادة” إذ قال لعنب بلدي، إنه مشابه للزكام الحاد، ويأتي بعد رشح عادي يصيب الرئة ويتفاقم، أو بعد إصابة بالحصبة، وفي كلتا الحالتين تكون نفس الخطورة والأعراض من سعال وضيق تنفس.

وأضاف أن هذه الأعراض لا يمكن التكهن بها، وقد تكون خفيفة أو شديدة تؤدي إلى الوفاة.

وأضاف أن المستشفيات تحتاج إلى توفير الأكسجين، لأن الأطفال يتعرضون لنقص في الأكسجة، مشيرًا إلى أن “المَنافس” لا تقدم أي فائدة، نظرًا إلى أن “الأسناخ الرئوية” تكون تالفة في حالة المرض، كما أن الصور الشعاعية للصدر تبدي ارتشاحات كثيفة جدًا.

مصدر مسؤول في لجنة الصحة التابعة “الإدارة الذاتية” بدير الزور، تحفظ على اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قال إن المرض فيروسي وانتشر “بشكل كبير”، إذ تجاوزت أعداد المصابين 3000 مصاب، مشيرًا إلى وجود عدد من الوفيات لكنها لم تتخطَّ العشر حالات منذ بدء انتشار المرض قبل أكثر من شهر.

وأضاف أن الكوادر الطبية تحاول السيطرة على انتشار المرض رغم قلة الإمكانية، لكن المستشفيات العامة صارت مكتظة بالمصابين.

ويعاني ريف دير الزور الواقع تحت نفوذ “الإدارة الذاتية” بشكل خاص نقصًا في الاحتياجات الطبية، إذ سبق وأبلغ أطباء من المنطقة عن عدم وجود تجهيزات للكشف عن فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) الذي اجتاح العالم عام 2020، ولا يزال مستقرًا في سوريا حتى اليوم.

واقع طبي سيئ

في خضم جائحة “كورونا” التي عصفت بدول العالم بين 2020 و2021، كان ريف دير الزور الشرقي يكاد يخلو من المراكز الصحية النشطة، وفق ما قاله ناشطون من أبناء المنطقة حينها لعنب بلدي، واقتصر تقديم المساعدة للمصابين على فرق متطوعة أو جهود شخصية لبعض السكان.

وفي مطلع العام الحالي، عاد فيروس “كورونا” للانتشار مجددًا في ريف دير الزور الشرقي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، وفق تشخيص أطباء عاملين في المنطقة، وسط غياب شبه تام للخدمات الطبية التي يزيدها الوضع الأمني المتردي سوءًا.

وفي منتصف 2023، أصابت سكان المنطقة نفسها أمراض سببها تلوث نهر الفرات وانخفاض منسوبه في دير الزور شرقي سوريا، وقال الطبيب المتخصص بالأمراض الداخلية بكر السيد أحبش في بلدة الصعوة غربي دير الزور، في حديث سابق لعنب بلدي، إن هناك نحو 50 حالة إصابة بالكوليرا في البلدة، ومنها باتت صريحة من دون تحاليل بسبب الأعراض الواضحة.

وفي 2022، تحدث الرئيس المشترك لـ”هيئة الصحة” في “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، جوان مصطفى، عن إثبات التحاليل التي أجريت على مياه نهر الفرات وجود “ضمة الهيضة” (الكوليرا) المسؤولة عن مرض “الكوليرا”، التي سبق وضربت سكانًا من المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة