أسعار التمور مرتفعة في رأس العين.. السكان يقتصدون

تشهد أسعار التمور ارتفاعًا في أسعارها بمدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، ما يخفف من وجودها كغذاء رئيس في سفرة الصائمين خلال شهر رمضان، الذي بدأ في 11 من آذار الحالي.

وتتراوح أسعار التمور في منطقة رأس العين بين 19 ألف ليرة سورية لكل كيلوغرام لأقل الأنواع جودة، و80 ألف ليرة للكيلو من الصنف الأول، وتعد مرتفعة إذ تتراوح أجور المياومة في رأس العين بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا).

ويعادل الدولار الأمريكي 14450 ليرة سورية، و33 ليرة تركية.

تقليص الكمية

في شهر رمضان الماضي، كان فراس الأحمد يتزود بكمية تبلغ 15 كيلوغرامًا من التمور ذات الجودة العالية، بسعر قدره 23 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد من النوعية الممتازة، لكنه قلّص الكمية في رمضان الحالي إلى ستة كيلوغرامات، ومن النوعية ذات الجودة المتوسطة، نظرًا لارتفاع الأسعار.

من جانبها، قالت مروة الراغب وهي معلمة، إن دخلها لا يكفي لتوفير الحاجيات الأساسية، معتبرة أن التمور ذات الجودة السيئة خيار إجباري.

وأوضحت أن راتبها الذي يبلغ 2850 ليرة تركية لا يمكنها فيه تحمل تكاليف شراء التمور ذات الجودة العالية، ما جعلها تضطر لشراء التمر المكشوف المعروض على “البسطات”، والذي يعتبر من “بقايا التمور وسيئ الجودة”. 

وذكرت أن هذا النوع من التمور قد يحتوي أحيانًا على حشرات صغيرة، ما يستدعي فتحها وغسلها بشكل كامل قبل تناولها، وقد يسبب في بعض الحالات مشكلات صحية مثل الإسهال أو تشنجات في الأمعاء.

 أسعار مضاعفة

مقارنة مع عام 2023، كانت أسعار التمور أقل، إذ كان سعر كيلو التمر من النوعية الممتازة وتدعى “العصفور” 35 ألف ليرة سورية، أما بالنسبة للنوعية الجيدة والقريبة من الممتازة المستوردة من العراق فكان سعر الكيلو 30 ألف ليرة.

وكان سعر النوعية المتوسطة يتراوح بين 20 ألفًا و23 ألف ليرة سورية للكيلو، أما النوعية ذات الجودة المنخفضة فكان سعر الكيلو 6000 ليرة سورية.

تكاليف النقل ترفع الأسعار

محمد وهو صاحب محل تجاري في مدينة رأس العين، أوضح لعنب بلدي أن الحركة الشرائية في العام الحالي متراجعة عن السنوات السابقة، فبعض الزبائن لا يستطيعون شراء كيلو كامل، ويشترون كميات أقل. 

وأضاف أن تكلفة النقل من تركيا لمعبر “تل أبيض” الحدودي ومن ثم إلى مدينة رأس العين زادت التكاليف بنسبة 30% على صندوق التمر من وزن خمسة كيلوغرامات.

وذكر أن التمر المتوفر حاليًا يكون مصدره إيرانيًا أو إماراتيًا أو قطريًا أو عراقيًا، ويباع بأسعار مختلفة وحسب جودته، حيث يعتبر الإماراتي من أفضلها وأكثرها غلاء، ويصل سعر الكيلو من النوعية الممتازة إلى 80 ألف ليرة سورية.

وتعتمد رأس العين بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ما يضيق مجالات العمل، ويحد من توفر وظائف متنوعة للسكان، كما أثر ضعف البنية التحتية والخدمات مع ضيق المساحة في قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، وأسهم كل ما سبق في ضعف القدرة الشرائية للسكان.

وتعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.

–