الأسعار تهبط في ذروة الإنتاج

كساد “الفول الأخضر” يتسبب بخسائر للمزارعين في درعا

مزارع يتفقد محصول الفول من الأمراض في بساتين مدينة طفس بريف درعا الغربي - 29 من آذار 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

camera iconمزارع يتفقد محصول الفول من الأمراض في بساتين مدينة طفس بريف درعا الغربي - 29 من آذار 2024 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

هبطت أسعار الفول الأخضر في محافظة درعا جنوبي سوريا في ذروة موسم إنتاجه منذ منتصف آذار الحالي، إذ وصل سعر الكيلو إلى 2000 ليرة سورية، بعد أن كان بين 7000 و9000 ليرة سورية مطلع الشهر.

وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالفول في درعا لهذا الموسم 3024 هكتارًا، وتتركز في ريف درعا الغربي بحقول طفس وجلين وتل شهاب وداعل ونوى، وتغذي هذه المناطق سوقي “الهال” في درعا ودمشق.

لا يوازي التكاليف

سعد الدين كيوان، وهو مزارع في ريف درعا الغربي، جمع ما يقارب طن فول من محصوله في 23 من آذار، وشحنه إلى سوق “الهال” في دمشق ليباع الكيلو الواحد بسعر 2000 ليرة.

انخفاض السعر دفع سعد الدين للتوقف عن جمع الفول وبيعه أخضر لأن العملية خاسرة حسب قوله، لافتًا إلى أنه سيترك المحصول حتى فترة الحصاد.

وأضاف لعنب بلدي أن أجرة السيارة الزراعية إلى دمشق تبلغ مليون ليرة سورية (72 دولارًا)، وهو مبلغ مرتفع مرتبط بسعر المحروقات، إذ وصل سعر الليتر الواحد من المازوت إلى 13000 ليرة سورية.

ويضاف إلى ذلك ارتفاع أجور العمال، إذ تبلغ أجرة العامل 30 ألف ليرة سورية مقابل كل خمس ساعات عمل، ويحتاج جني طن الفول إلى ما يقارب 20 عاملًا، وبذلك يصل المجموع إلى 600 ألف ليرة.

وارتفعت أيضًا أسعار العبوات المصنوعة من الفلين، إذ وصل سعر العبوة الواحدة إلى 4000 ليرة سورية وتتسع لـ15 كيلوغرامًا من الفول، ويحتاج الطن إلى 66 عبوة، ويبلغ ثمنها 264 ألف ليرة.

كثرة المعروض

بدأ فلاحو درعا جني محصول الفول الأخضر منذ مطلع آذار الحالي، ونظرًا إلى انخفاض سعر البيع مقارنة بالتكاليف تراجع معظمهم عن الجني.

نزار (30 عامًا) يشتري ويستأجر المحاصيل من المزارعين في ما يعرف بـ”الضمان”، قال إن سبب تدني أسعار الفول هو زيادة المعروض مقابل تراجع الطلب، خصوصًا في شهر رمضان (بدأ في 11 من آذار الحالي).

وأضاف أن سعر كيلو الفول الأخضر وصل قبل رمضان إلى 8000 ليرة، وهو سعر مربح للفلاح، لكن ذروة إنتاج المحصول لم تبلغ حدها حتى منتصف آذار، وأدت كثرة الكميات إلى إغراق السوق بالمادة، وتزامنت مع رمضان.

انتظار الحصاد

يعد الفول من البقوليات التي تزرع بكثرة في سوريا، ويختلف موعد زراعته باختلاف المناطق، إذ يزرع في المناطق الدافئة (الساحلية ومنطقة حوران) في الفترة الواقعة بين منتصف أيلول وبداية تشرين الثاني.

ويبدأ جمع القرون الخضراء خلال فترة بين ثلاثة أشهر وثلاثة أشهر ونصف من ظهور “البادرات”، ويستمر موسم الجمع من شهر ونصف إلى شهرين، إذ تجمع مرة كل أسبوع بعد أن يكتمل نموها وقبل أن تجف.

وفي حال الإبقاء على المحصول حتى يجف، يُحصد بعد فترة خمسة أشهر إلى خمسة أشهر ونصف من الإنبات، وذلك بعد امتلاء الثمار واصفرار العروش وبدء جفاف الأوراق السفلى وتساقطها، وبداية تفتح القرون السفلى وتلون الساق باللون الأسمر.

المهندس الزراعي خالد سليمان قال لعنب بلدي، إن أصنافًا جديدة من بذار الفول دخلت خلال السنوات الماضية كالتركية والمالطية والألمانية، وهي أنواع ذات إنتاجية مرتفعة، لكن حبة ثمارها صغيرة وتفضل كأعلاف، لذلك تباع بالسوق فولًا أخضر.

ويمتاز الصنف القبرصي بجودة الثمرة، لكن إنتاجه أقل من الأصناف السابقة، وسعره كبذور أعلى، وهذا الصنف مرغوب للمطاعم وفق المهندس، لافتًا إلى أن إنتاجية دونم الفول تتراوح بين 300 و500 كيلو من الحبوب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة