عجز في الإنفاق وتراجع في الدخل وفرص العمل

دراسة: 61% من العائلات في الشمال السوري لديها ديون

رجل يجلس بقرب خميته في مخيم "فقراء الله" بريف إدلب شمالي سوريا -22 تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/إياد عبد الجواد)

camera iconرجل يجلس قرب خيمته في مخيم "فقراء الله" بريف إدلب شمالي سوريا -22 تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/إياد عبد الجواد)

tag icon ع ع ع

كشفت دراسة أجرتها “وحدة تنسيق الدعم”، أن 30% من السوريين في مناطق شمالي سوريا يعتمدون على العمل اليومي (غير المنتظم) كمصدر دخل أساسي وثانوي.

وأوضحت الدراسة التي شملت عينات من مدن وأرياف غير خاضعة لسيطرة النظام السوري بمحافظات إدﻟﺐ وﺣﻠﺐ وﺣﻤﺎة واﻟﻼذﻗﯿﺔ واﻟﺮﻗﺔ واﻟﺤﺴﮑﺔ ودﯾﺮ اﻟﺰور، أن 20% من السوريين في تلك المناطق يدفعون إيجارات سكن تفوق ثلث متوسط الرواتب، و61% من العائلات لديها ديون، بينما 75% من الأسر لا يمكنها توفير أي مبالغ خلال الشهر، بالإضافة لبلوغ أدنى متوسط دخل للسكان قيمة 110 دولارات أمريكية بنسبة تقل بشكل واضح عن سلة الحد الأدنى للإنفاق بمقدار 20 دولارًا.

الدراسة التي صدرت بداية نيسان الحالي، بعنوان “تقييم الدخل والنفقات في شمالي سوريا“، وجرى جمع بياﻧﺎتها بالفترة ﺑﯿﻦ 17 و24 من أيلول 2023، أشارت إلى أن الاعتماد على العمل اليومي غير المنتظم وعمالة الأطفال للعائلات مثير للقلق، في حين أن العمل المنتظم لا يزال مصدر دخل أساسيًا للعديد منهم.

مصادر دخل السكان

بحسب الدراسة، بلغت نسبة اعتماد الأسر على العمل المنتظم بشكل رئيس وثانوي 34%، بينما أشار 31% من العينة إلى أنه مصدرهم الثالث، بينما حدد 30% من المجيبين أن العمل اليومي غير المنتظم كمصدر دخل أساسي وثانوي واعتبره 30% مصدرهم الثالث.

وذكرت الدارسة أن 2% من الأشخاص الذين شملهم الاستبيان أشاروا إلى الاعتماد على الأطفال كمصدر دخل أساسي وثانوي لأسرهم، بينما 3% اعتبروه مصدرهم الثالث، ما يثير مخاوف كبيرة، ويؤكد الحاجة الملحة إلى تدخلات مستهدفة لحماية الأسر الضعيفة وتعزيز سبل العيش المستدامة.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الدراسة، ووفق خريطة الحركات السكانية التفاعلية لـ”وحدة تنسيق الدعم”، فإن عدد السكان في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في شمالي سوريا بلغ 8 ملايين و513 ألفًا و640 شخصًا، ضمن مليون و606 آلاف و347 عائلة، يعيشون في ثلاثة آلاف و59 مجتمعًا و1527 مخيمًا للنازحين.

واعتمدت الدراسة على مسح عينة عشوائية من الأسر في المناطقة المغطاة عبر 2234 استبيانًا، 23% من الإناث و77% من الذكور.

دخل أقل من الحد الأدنى للإنفاق

كشف التحليل عن تفاوتات كبيرة في مستويات دخل الأسرة بجميع أنحاء شمالي سوريا، وعلى وجه الخصوص كانت المنطقة الشمالية الغربية التي تشمل ريف حلب الشمالي أدنى متوسط دخل، إذ بلغ 110 دولارات أمريكية، وذلك يقل عن سلة الحد الأدنى للإنفاق بمقدار 20 دولارًا أمريكيًا.

وتبلغ قيمة دخل الأسرة في محافظة دير الزور 120 دولارًا أمريكيًا، بينما تحتاج الأسرة بين 70 و79 دولارًا أمريكيًا للمعيشة، وهي أرخص نسبيًا مقارنة بالشمال السوري.

تتراوح قيمة دخل الأسرة في مناطق شمال شرقي سوريا (الحسكة، دير الزور، والريف الشرقي لمحافظة حلب، والرقة) بين 120 و195 دولارًا أمريكيًا في الشهر الواحد، مع تكلفة سلة الحد الأدنى للإنفاق التي لا تتجاوز 79 دولارًا.

ووفق الدراسة، أخذت قیمة سلة الحد الأدنی للإنفاق (SMEB) لشهر تشرين الأول 2023 من بیانات “JMMI REACH” (مبادرة مراقبة السوق المشتركة) للشهر نفسه.

%20 يدفعون إيجار السكن

أوضحت الدراسة أن 20% من المشاركين بالاستبيان مسؤولون عن دفع إيجار المسكن الذين يسكنونه.

وعن القدرة على تغطية تكاليف الإيجار، أظهرت النتائج أن 66% منهم لا يستطيع رب الأسرة تغطية جميع المبالغ المطلوبة، في الوقت نفسه أجاب 16% من الأشخاص أن المسؤول عن الأسرة غير قادر على دفع سوى جزء من مبلغ الإيجار، بينما 18% لا يستطيعون دفع المبلغ على الإطلاق.

في شمال غربي سوريا، سُجل أعلى متوسط للإيجار في مدينة عفرين شمالي حلب، جيث بلغ 48 دولارًا أمريكيًا، تليها مدينة إدلب بمبلغ وصل إلى 45 دولارًا، إذ تمثل هذه المبالغ أكثر من ثلث الدخل الشهري.

وفي مناطق شمال شرقي سوريا، سجل أعلى متوسط لإيجار المسكن في الرقة، إذ بلغ 41 دولارًا أمريكيًا، ويصل راتب الموظف الحكومي لدى “الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى أكثر من مليون ليرة سورية.

ويصل راتب الموظف في مناطق سيطرة حكومة “الإنقاذ” التي تتحكم بمفاصل الحياة في محافظة إدلب وريف حماة الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة وجزء من ريف حلب الغربي، خدميًا وإداريًا، بين 80 و110 دولارات أمريكية، بينما بلغ راتب الموظف في مناطق “الحكومة السورية المؤقتة” بين 25 و59 دولارًا أمريكيًا.

وبلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار لحظة تحرير هذا التقرير 13850 بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات في سوريا، بينما يعادل الدولار الأمريكي 31.9 ليرة تركية بحسب موقع “investing”.

الديون تفاقم الوضع

وأظهرت الدراسة أن 61% من الأشخاص لديهم ديون، وبنسبة مرتفعة أكثر في مناطق شمال غربي سوريا، حيث أبلغ 77% من الأشخاص في مناطق تل أبيض ورأس العين بأنهم لديهم ديون، تليها مباشرة نسبة 62% في إدلب.

ويختلف أيضًا انتشار الديون في مناطق شمال شرقي سوريا، إذ جاءت مدينة الحسكة في المرتبة الأولى بنسبة 73% من الأشخاص الي شملهم الاستبيان، و71% في دير الزور و70% في الرقة، ويمكن أن يؤثر تقلب الدخل من شهر لآخر سلبًا على قدرة الأسرة بالتخطيط لمواردها الكلية بشكل فعال.

وعن ادخار الأموال، أفاد 75% من أفراد العينة أن أسرهم لا يمكنها توفير أي مبالغ مالية، بينما يستطيع 9% منهم توفير بين 1 حتى 20 دولارًا أمريكيًا، و4% منهم يمكنهم توفير 21 حتى 40 دولارًا، وهناك 5% يمكنهم توفير بين 41 حتى 60 دولارًا أمريكيًا.

المساعدات الإنسانية

أجاب 35% من الأشخاص أنهم تلقوا مساعدات إنسانية خلال آخر 60 يومًا، بينما لم يتلق 65% من الأشخاص مساعدات إنسانية.

وتتوزع المساعدات بين عينية بنسبة 63%، و25% قسائم نقدية، و10% خدمات صحية، و2% مساعدات معيشية.

وأشارت الدراسة إلى أن البيانات جمعت قبل حدوث تخفيضات كبيرة في المساعدات الإنسانية، بالتالي فإن النسبة المئوية للأشخاص الذين يتلقون المساعدات انخفضت، ما أدى إلى حرمان المزيد من الأفراد.

في 13 من حزيران 2023، أعلن برنامج الأغذية عن تخفيض مساعداته الغذائية لحوالي 2.5 مليون شخص، بعد أن كان يقدمها لحوالي 5.5 مليون شخص يعتمدون على المساعدات في سوريا، مرجعًا أسباب ذلك لأزمة نقص التمويل.

وبرر البيان حينها نقص الدعم من قبل الجهات المانحة بمستوى الاحتياجات الإنسانية الكبير حول العالم، والتحديات الاقتصادية العالمية، والتشديد المالي من جانب الجهات المانحة الرئيسة، ما أدى إلى عدم تقديم نفس المستوى من الدعم لسوريا.

وضع خطير

في سوريا، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لإحصائية صدرت في 12 من شباط الماضي، عن برنامج الأغذية العالمي (WFP) حول أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي سوريا.

ويعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة