ليفركوزن يصعد إلى مجد البوندسليغا

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

ليس غريبًا في كرة القدم أن تزيح بطلًا أسطوريًا عن عرشه الذي اعتلاه 11 عامًا، ولن تكون المفاجأة الكبرى بعدم وصول أحد منافسيه التقليديين إلى منصة التتويج في غيابه أو تعثره، ولكن الغريب والمفاجئ والمدهش أن ينتزع اللقب فريق لم يسبق أن كان ضمن لائحة شرف أبطال المسابقة بعد 119 عامًا مع تسجيل أرقام لا يمكن تجاوزها ونسيانها برفقة مدرب شاب يحسم الدوري معنويًا قبل 10 جولات من النهاية، ورسميًا قبل 6 جولات من إسدال الستار، إنها الحكاية الأبرز للبوندسليغا في ألمانيا خلال 15 سنة.

ولن نطيل ونحن نكيل المديح المقنن لنادي بايرليفركوزن الألماني بإنجازه الاستثنائي وحيازته الشائقة لبطولة الدوري الألماني لكرة القدم لأول مرة في تاريخه بالحسم المبكر قبل 6 جولات من نهاية الموسم، اليوم، الأحد 14 من نيسان، يخوض أبطال ألمانيا الجدد كرويًا لقاءهم أمام فيردير بريمن وهم بحاجة فقط إلى ثلاث نقاط من أجل إعلان الفوز بالموسم رسميًا، أما لماذا هي الحكاية الأبرز في البوندسليغا خلال 15 موسمًا، فلأن موسم 2008-2009 شهد اعتلاء نادي فولفسبورغ منصة تتويج الدوري الألماني لمرة واحده في تاريخه قبل أن يعود نادي البايرن للهيمنة على الألقاب 12 مرة والغريم التقليدي بوروسيا دورتموند مرتين. اليوم يكتب تشابي ألونسو نجم ليفربول وريال مدريد وبايرن ميونيخ سابقًا والمدرب الحالي لبايرليفركوزن حصيلة تعب الموسم، ويخيط مع لاعبيه وجماهيره نجمة أولى غالية على قميص النادي.

ألونسو الذي أصبح محط أنظار العالم وكبرى الفرق في أوروبا للتعاقد معه في الموسم المقبل، وصل مع الفريق الألماني باتجاه الحسم قبل 6 جولات من نهاية الموسم دون أي هزيمة في الدوري، ودون أي هزيمة في البطولات التي ينافس عليها (كأس ألمانيا والدوري الأوروبي). وهنا تأتي جودة الأداء وحكايات الأرقام لإنجاز قل مثيله عالميًا، ليفركوزن لم يتعرض هذا الموسم لأي خسارة بعد 28 جولة من عمر الدوري.

وعلاوة على أنه قريب من تحقيق اللقب مبكرًا لأول مرة في تاريخه، فقد وصل ليفركوزن لنهائي كأس ألمانيا، وهو الأوفر حظًا أمام كايزرسلاوترن الذي ينافس حاليًا في دوري الدرجة الثانية، كما أن الطريق أصبح مكشوفًا أمامه نحو نصف نهائي الدوري الأوروبي بعد فوزه على وست هام الإنجليزي بهدفين دور رد ذهابًا.

ليفركوزن يلعب على ثلاثة ألقاب، وفي الدوري وقبل مباراة فيردير بريمن هو ثاني أفضل فريق هجوميًا بعد البافاري الذي سجل 80 هدفًا، بينما في جعبة تشابي ألونسو 69 هدفًا، وهو الأقوى دفاعيًا بتلقي شباك الفريق خلال 28 جولة لـ19 هدفًا فقط، بواقع 24 فوزًا و4 تعادلات، أما على مستوى البطولات الثلاث وعدم هزيمة الفريق حتى الآن، فقد وصل إلى 42 مباراة دون خسارة بواقع 37 فوزًا و5 تعادلات.

مسألة أن تحصل على لقب البوندسليغا من أنياب النادي البافاري قد يظنها البعض أمرًا سهلًا، فهي البطولة المحببة والروتينية لبايرن ميونيخ، فما بالك أن يكون الفائز بالبطولة ليس دورتموند أو شتوتغارت أو شالكة، أن يكون بايرليفركوزن في هذا الزمان. إن ما يفعله تشابي ألونسو مع الفريق لا يصنف إلا في خانة الإعجاز الكروي، كأرقام ونتائج وصراع على ألقاب الموسم محليًا وقاريًا مع شباك لا تهتز بسهولة، ومع جودة لاعبين تنفذ خطط المدرب بإتقان، ومع جماهير اشتاقت كثيرًا وطال انتظارها لفرحة عارمة وصورة للفريق على منصات الذهب الكروية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة