“فيتو” أمريكي.. السياسة تنعكس على الوضع الإنساني في غزة

سيدة فلسطينية تهرب من مستشفى الشفاء عقب غارة إسرائيلية، مع أطفالها الثلاثة، نحو الجنوب، في وسط غزة- 21 من آذار 2024 (رويترز)

camera iconسيدة فلسطينية تهرب من مستشفى الشفاء عقب غارة إسرائيلية، مع أطفالها الثلاثة، نحو الجنوب، في وسط غزة- 21 من آذار 2024 (رويترز)

tag icon ع ع ع

أدانت “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، اليوم، الجمعة 19 من نيسان، استخدام الولايات المتحدة حق “النقض” (الفيتو)، ضد مشروع قرار عربي في مجلس الأمن الدولي لمنح فلطسين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

وجاء في بيان للحركة، أن الولايات المتحدة تقف مرة أخرى في وجه الإرادة الدولية، وتؤكد وقوفها ضد الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ووقوفها إلى جانب كيان “الاحتلال الفاشي” في مصادرته لحقوق الشعب الفلسطيني ومحاولات تصفيته.

“حماس” دعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الإدارة الأمريكية ودعم نضال الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره.

كما أكدت في بيانها أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ومقاومته حتى “دحر الاحتلال” وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس.

من جانبه، أكد الأردن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول دولة فلسطين عضوًا كاملًا في الأمم المتحدة، بسبب استخدام واشنطن “الفيتو”.

وبيّنت الخارجية الأردنية أن المجتمع الدولي يدعم حل الدولتين الذي تقوضه إسرائيل، ما يجعل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجبًا على مجلس الأمن لمنع إسرائيل من الاستمرار في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والدولة.

السعودية أيضًا أعربت عبر خارجيتها عن أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع قرار قبول العضوية الكاملة لفلسطين.

وأكدت عبر بيان لخارجيتها، أن إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يسهم في تقريب السلام المنشود.

كما طالبت الرياض باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين، في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.

رضا وغضب إسرائيلي

منعت الولايات المتحدة، الخميس، التوصل لاعتراف فعلي بالدولة الفلسطينية عبر استخدام “الفيتو” خلال تصويت لمجلس الأمن حاز موافقة 12 دولة (ثلاث منها تمتلك حق النقض، هي روسيا والصين وفرنسا)، بينما امتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت.

السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، قال إن الولايات المتحدة تواصل “دعمها القوي” لحل الدولتين، وهذا التصويت لا يعكس معارضة إقامة دولة فلسطينية، بل هو اعتراف أن ذلك لن يأتي إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين.

السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، قال بعد التصويت، إن حقيقة عدم إقرار هذا القرار “لن تكسر إرادتنا ولن تحبط تصميمنا، ولن نتوقف عن جهودنا”.

وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قال، عبر “إكس” اليوم، الجمعة، إن اقتراح الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد أكثر من ستة أشهر مما قال إنها “أكبر مذبحة لليهود منذ المحرقة” كان بمثابة “مكافأة للإرهاب”، على حد قوله.

كما أشاد بالولايات المتحدة واستخدامها “الفيتو” ضد ما وصفه بـ”الاقتراح المخزي” الذي جرى رفضه في مجلس الأمن.

وبعد تصويت مجلس الأمن، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، موجهًا خطابه للدول المؤيدة للاعتراف بدولة فلسطينية، “إنه لأمر محزن للغاية، لأن تصويتكم لن يؤدي إلا إلى تشجيع الرفض الفلسطيني بشكل أكبر، ويجعل السلام شبه مستحيل”.

وضع إنساني مأساوي

تواصل إسرائيل حربها على غزة منذ 7 من تشرين الأول 2023، متسببة بمقتل نحو 40 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 76 ألفًا آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وتسببت هجمات إسرائيلية بتدمير أكثر من أربعة آلاف جنين، وألف عينة من الحيوانات المنوية والبويضات غير المخصبة، المخزنة في مركز “البسمة” لأطفال الأنابيب في غزة، بعد تعرض أكبر عيادة للخصوبة في القطاع للإصابة بقذيفة إسرئيلية في كانون الأول 2023، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.

وبحسب تقارير اعتمدتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن 10 آلاف امرأة، منهن ستة آلاف أم، فقدن حياتهن في غزة.

وذكرت الوكالة أن الوضع مريع بالنسبة لأكثر من مليون امرأة نازحة، يكافحن من أجل الحصول على المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الصحية الأساسية.

الوكالة بيّنت أن الرضع وأمهاتهم يدفعون أعلى ثمن في الحرب المتواصلة في غزة، بينما تواجه “أونروا” مشكلات في توصيل الإمدادات الحيوية، ويحتاج عمال الإغاثة إلى مزيد من الوصول لمواجهة الآثار المدمرة لهذه الحرب والحصار، بشكل فعال.

وفيما يتعلق برفض إسرائيل لوجود “أونروا”، قال المفوض العام للوكالة الأممية، فيليب لازاريني، إن الدعوات لإغلاق “أونروا” لا تتعلق بالالتزام بالمبادئ الإنسانية، بل بإنهاء وضع اللاجئين لملايين الفلسطينيين.

وأضاف، “إنهم يسعون إلى تغيير المعايير السياسية القائمة منذ زمن طويل في الأرض الفلسطينية المحتلة، والوكالة موجودة لأن الحل السياسي غير موجود”.

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، إلى تحقيق قفزة نوعية في المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، لتجنب المجاعة الوشيكة.

وقال غوتيريش، عبر “إكس“، إن الوكالات الإنسانية بقيادة “أونروا”، يجب أن تكون قادرة على نقل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى بأمان وعبر جميع الأطراف والمعابر الممكنة، إلى غزة، وفي جميع أنحائها.

والأربعاء الماضي، حذّر المفوض العام لـ”أونروا”، خلال إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن، من أن مجاعة من صنع الإنسان تحكم قبضتها في أنحاء غزة، واتهم إسرائيل بعرقلة توصيل المساعدات والسعي لإنهاء الصراع.

لا نتائج ملموسة

لم تحقق المفاوضات المتواصلة بين “حماس” وإسرائيل، بوساطة مصرية وقطرية ورعاية أمريكية، نتائج ملموسة في الوقت الذي تتجه به الدوحة، كوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الطرفين، إلى إعادة تقييم دورها كوسيط في هذه المفاوضات.

وقال وزير الخارجية القطري، قبل يومين، إن هناك مخاوف من أن ساسة يسعون إلى تسجيل نقاط يقوضون جهودها، موضحًا أن إساءة استخدام هذه الوساطة لمصالح سياسية ضيقة يحتم على قطر إجراء تقييم كامل لهذا الدور.

وجاء الموقف القطري بعد انتقادات أمريكية، على لسان العضو الديمقراطي في “الكونجرس الأمريكي”، ستيني هوير، دعا فيها الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم علاقتها مع قطر، معتبرًا أن على الدوحة تهديد “حماس” بـ”تداعيات”، إذا استمرت في عرقلة جهود إطلاق سراح الرهائن وتحقيق وقف إطلاق النار، وفق رأيه.

من جهة أخرى، فإن انتقادًا إسرائيليًا أيضًا، طال الدوحة، وجاء على لسان أودي ليفي، الرئيس السابق لوحدة “الموساد”، التي تتعامل مع الحرب الاقتصادية ضد “المنظمات الإرهابية”.

وقال ليفي إن قطر “على رأس تمويل الإرهاب في جميع أنحاء العالم، حتى أكثر من إيران”، معتبرًا أن قطر تتصرف بهدوء عبر وقوفها إلى جانب الغرب و”تمويل الإرهاب”، وفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة