أليس الاحترام من أساسيات الاحتراف

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

في الأيام القليلة الماضية، تناقلت وكالات الأنباء الرياضية في العالم إقالة عدد من مدربي الأندية الأوروبية الكبرى، منها برشلونة وبايرن ميونيخ وجوفنتوس ومانشستر يونايتد وتشيلسي والميلان. بعض هذه الإقالات أو الاستقالات جاء بالتراضي بين إدارات الأندية والمدربين كما في حال الميلان مع السيد ستيفاني بيولي ومع السيد ماوريسيو بوكيتينيو مدرب نادي تشيلسي، وبعضها الآخر جاء بعد تقارير سابقة تفيد بنهاية عمل المدير الفني بنهاية الموسم بحسب قرار الإدارة وقبل أسابيع من نهاية الموسم كما في وضع السيد تين هاغ مع المان يونايتد، والسيد توماس توخيل مع نادي بايرن ميونيخ، ولكن!

ولكن بعض النهايات حملت شيئًا من قلة الاحترام بحسب وصف وسائل الإعلام وإشارة العديد من النقاد والمتابعين، وحملت أيضًا غضب وحسرة الكثير من عشاق كرة القدم، بأنه ومهما كان الأمر معقدًا والمدرب لا يستحق الفرصة الجديدة، فلطالما أنك أطلقت وعدًا باستمراره، عليك أن تلتزم بما وعدت أو على الأقل أن يكون التباعد بالتراضي وليس بأسلوب المباغتة.

ولربما تكررت حالة النجم السابق لنادي برشلونة ومنتخب إسبانيا تشافي مع الكثير من المدربين في أندية أوروبا الكبرى وأندية النجوم والظل العالي كما يطلق عليها، فحال السيد رونالد كومان مدرب نادي برشلونة لم يكن أفضل قبل السيد تشافي، وأيضًا في نفس النادي كانت إقالة المدرب فالفيردي وهو متصدر لترتيب الدوري من الكوارث التي عصفت بالفريق في منتصف الموسم قبل أعوام، ولنا في حالة النجم زين الدين زيدان مع إدارة نادي الريال مثال واضح، وكذا الحال في وضع هانز فليك مع فريق بايرن ميونيخ سابقًا قبل توليه مهمة تدريب المنتخب الألماني، والسيد ماسيميليانو أليغري في السيدة العجوز قبل سنوات وقبل عودته للفريق منذ عامين، وقد تمت إقالته أيضًا قبل أيام بعد فوزه بنهائي كأس إيطاليا بساعات.

ما نريد أن نصل إليه بأننا تعلمنا وتعرفنا إلى الاحتراف وإلى أصوله وترتيباته وإلى نجومية لعبة كرة القدم من هذه الأندية ومن إداراتها التي حققت معادلة القوة والمتعة والمنافسة على البطولات، والتي أبرمت العقود لنجوم لطالما حفرت تاريخ الكؤوس والألقاب باسمها، فلماذا يقلل من احترام المدرب أو النجم أو اللاعب أو الإداري أيًا كان موقعه وأيًا كان مستواه في ساعات الرحيل؟

لماذا لا تكون الأمور واضحة ودون مواربة؟ لم يعد لك مكان في الفريق، شكرًا لك، وداعًا، وبكل وضوح. لماذا يتم الاتفاق على شيء ومن ثم تنقلب الطاولة تحت عنوان عريض وهو مصلحة النادي أو الفريق دون البحث في المشهد المهين وخصوصًا للنجوم التي خدمت وقدمت للأندية التي لعبت لها ودربت فيها، نجحت أو فشلت يبقى الحساب ضروريًا، ولكن من الصعب أن يقبل المشاهد أو المتابع أو الناقد بأن الاحتراف يلغي الاحترام، إذا تاهت أو غابت هذه القيمة في ملاعب كرة القدم وملاعب رياضات العالم عمومًا ستفقد الرياضة روحها الحقيقية التي تبقي وتضمن التوازن بين الصناعة وبين الاحتراف والأموال والمنافسة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة