لغياب البذار الهولندية

درعا تنتج نصف محصولها من البطاطا المبكرة

محل بيع خضار في بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي - 29 أيار 2024 (عنب بلدي \ حليم محمد)

camera iconمحل بيع خضار في بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي - 29 أيار 2024 (عنب بلدي \ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حليم محمد

تراجع إنتاج محصول البطاطا في ريف محافظة درعا الغربي، جنوبي سوريا، إلى حوالي النصف من موسم “العروة الربيعية”.

وتعود أسباب التراجع لاستخدام المزارعين “بذارًا مبلدة” (غير هجينة) بعد تأخر وصول البذار المستوردة لأسباب تتعلق بامتناع هولندا (بلد التصدير) عن توريد البذار إلى سوريا.

ودفع تأخر وصول البذار معظم المزارعين في الريف الغربي لاستخدام “البذار المبلدة”، وهي عبارة عن حبات بطاطا صغيرة ناتجة عن الموسم السابق توضع في وحدات التبريد لحين موعد الزراعة.

محمد كيوان، مزارع خصص 20 دونمًا لمحصول البطاطا هذا الموسم، قال لعنب بلدي، إن إنتاجه لم يتجاوز الطن ونصف الطن للدونم الواحد، في حين كان يصل إلى حوالي ثلاثة أطنان في المواسم الماضية لنفس المساحة.

وعادة ما يزرع الفلاحون بطاطا “العروة الربيعية” مبكرًا في شهر كانون الأول وتجنى في نيسان.

وامتنعت الشركات الهولندية الخاصة عن تصدير بذار البطاطا لسوريا لأسباب تتعلق بالعقوبات الأوروبية على النظام السوري، إضافة إلى صعوبات الشحن البحري.

وقال مدير المؤسسة العامة لإكثار البذار، وائل الطويل، لموقع “أثر برس” في كانون الأول 2023، إن مجموعة الشركات الهولندية التي تصدر البذار أوقفت التصدير بسبب العقوبات.

وأضاف حينها أن الحلول لدى المؤسسة والشركات الخاصة البحث عن بدائل في السوق الأوروبية.

في حين ذكرت صحيفة “تشرين” الحكومية أن امتناع هولندا عن توريد بذار البطاطا دفع المعنيين للتوجه إلى فرنسا لاستيراد البذار، دون توضيح آلية وصولها، سواء بشكل مباشر أم عبر لبنان.

وتواصلت عنب بلدي مع مستوردي بذار بطاطا في درعا قالوا إن البذار المستوردة لهذا الموسم هي من نوعية “سبونتا” الفرنسية، وهي ذات إنتاجية عالية.

لكن المهندس الزراعي خالد سليمان، قال إن بذار “سبونتا” الهولندية هي الرائدة على مستوى العالم، وأثبتت جدارة في الإنتاج بالشرق الأوسط، وفي سوريا على وجه التحديد.

تكلفة الإنتاج مرتفعة

انتظر المزارع يوسف الحسين (47 عامًا) البذار المستوردة وزرع ما يقارب 14 دونمًا، وقال لعنب بلدي، إن سعر البذار ارتفع للضعف هذا الموسم، إذ وصل سعر الطن إلى ألفي دولار، في حين كان سعره خلال المواسم السابقة ألف دولار.

وكان الدولار يقابل 6500 ليرة سورية مطلع عام 2023، بينما استقر سعر الصرف منذ مطلع 2024 عند 14500 ليرة وسطيًا، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.

ولم تقتصر التكلفة على سعر البذار، إذ شهدت أسعار الأسمدة بأنواعها المختلفة ارتفاعًا لحدود الضعف أيضًا.

ووصل سعر متر مخلفات الدجاج إلى مليون ليرة سورية، فيما لم يتجاوز سعره 500 ألف ليرة للموسم الماضي.

وفي حين يحتاج الدونم إلى ثلاثة أمتار مكعبة وسطيًا، اكتفى يوسف باستخدام متر واحد لكل دونم.

كما ارتفعت أسعار “السوبر فوسفات” لـ600 ألف ليرة لـ”الشوال” البالغ وزنه 50 كيلوغرامًا، ووصل سعر كيس “سماد اليوريا” إلى 800 ألف ليرة سورية.

ويضاف إلى ما سبق ارتفاع أجور العمال بنظام المياومة إلى 30 ألف ليرة سورية لكل خمس ساعات عمل.

ورغم ارتفاع أسعار البطاطا في أسواق “الهال” التي بيعت بـ7000 ليرة للكيلوغرام الواحد، فإن تكلفة الإنتاج وانخفاض الإنتاج قلل من هامش الربح لدى المزارعين.

ويعتبر محصول البطاطا من الزراعات المهمة في درعا، ويحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة المزروعة بعد الطماطم، وتتركز زراعة المحصول في مدن نوى وإزرع وطفس وداعل.

ويقدّر الإنتاج السنوي بـ100 ألف طن للعروتين الخريفية والربيعية.

وبحسب مديرية زراعة درعا، بلغت المساحة المزروعة بالعروة الربيعية من البطاطا لهذا الموسم1296  هكتارًا، في حين كانت الخطة الزراعية المقررة1128  هكتارًا، بزيادة قدرها 168 هكتارًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة