“صبح الشام”.. مذكرات عبد اللهيان حول تدخل إيران في سوريا
بكتاب من ثلاثة أقسام، لخّص وزير الخارجية الإيراني السابق، حسين أمير عبد اللهيان، مذكراته عن انخراط إيران في الحرب السورية، دعمًا للنظام السوري الذي كان يعمل جاهدًا على قمع حراك السوريين المناهض له منذ اندلاعه عام 2011.
ويروي عبد اللهيان دوافعه لإصدار هذا الكتاب في مقدمته، إذ قال إنه اتخذ قرار تدوين مذكراته بنصيحة من قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني، الذي طلب منه قبيل مقتله بغارة أمريكية في العراق أن يدوّن وينشر قسمًا من هذه المذكّرات.
سليماني أبلغ عبد اللهيان حينها، أن نشر المذكرات يخدم في “إيصال رسالة البسالة والشهادة والشجاعة”، إلى جانب توثيق “الجرائم والخيانة” التي حصلت في سوريا ومنطقة غرب آسيا.
ويلقي عبد اللهيان بالمسؤولية، كما هو معتاد عبر الخطاب الرسمي الإيراني، حول كل حدث يعتقد أنه سلبي، على ثلاثة أطراف، هي أمريكا وإسرائيل والسعودية.
كتاب “صبح الشام: رواية عن الأزمة السورية” يبدأ فيه السرد منذ تعيين صاحبه، حسين عبد اللهيان، معاونًا لوزير الخارجية عام 2011، بعد أن أمضى خمس سنوات سفيرًا لبلاده في البحرين.
الكتاب الذي يحمل المذكرات المترجمة إلى اللغة العربية، والصادر عن دار “المحجة البيضاء” في بيروت، يتكون من 340 صفحة، معظمها تمتدح دور قاسم سليماني في إدارة الحرب السورية.
ويدخل اسم قاسم سليماني في كل تفصيل عندما يتصل الموضوع بسوريا ولبنان والعراق، وفي كل مؤسسات إيران، منها وزارة الخارجية، إذ يقول عبد اللهيان، “كان التنسيق كاملًا بين وزارة الخارجية واللواء سليماني، وقد تراوحت جهوده بين المستوى العسكري والسياسي الدولي والأمني حتى الثقافي والاقتصادي”.
يصف المؤلف ثورات الربيع العربي بـ”الصحوة الإسلامية”، وأنها بدأت بتأثير “الثورة الإسلامية في إيران”، باستثناء الثورة السورية، مشيرًا إلى أنه مع اندلاع الأحداث في البحرين، زار وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إيران حاملًا رسالة من السعوديين والبحرينيين لتهدئة الأوضاع هناك، لكن “بعد أسابيع من هذه الرسالة، طلبت سوريا من إيران المساعدة لمواجهة الأعمال الإرهابية، فلبينا الدعوة فورًا”، وفق تعبيره.
الكاتب والمفكر الكويتي محمد الرميحي، كتب في موقع قناة “العربية” السعودية مقالًا انتقد فيه كتاب عبد اللهيان، معتبرًا أن من حق إيران أن تتبنى ما يناسبها، لكن من حق الآخرين أن يضعوا سياستها تحت منظار “التحليل الفطن”.
واعتبر أن كتاب “صبح الشام” كشف الكثير من محاولات “التربيط” بين النقيض والنقيض، فيصف مثلًا محاولات عبد اللهيان “الصعبة” مع رئيس مجلس النواب التونسي السابق، راشد الغنوشي، بأن يدعم الوضع في سوريا، ومعارضة الأخير منطلقًا من موقفه الأيديولوجي الرافض للشمولية السياسية والمتعاطف مع الثورة السورية.
واعتبر الرميحي أن المصالح الإيرانية هي بوصلة السياسة الإيرانية، وليس الحق في مواجهة الظلم، مرتكزًا على ما ذكره عبد اللهيان في كتابه، حول أن “الربيع العربي” هو “ثورة في وجه المشروع الأمريكي والإسرائيلي”، وهو “ثورة إسلامية” على غرار “الثورة الإيرانية”، ما عدا الثورة السورية فهي “ثورة مضادة”.
والتفت الكاتب الكويتي إلى عبارة ذكرها الكتاب معتبرًا أن لها دلالاتها، وهي الإشارة إلى البحرين، التي عانت من التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية إلى درجة أنه في أيلول 2015، طُرد القائم بالأعمال الإيراني من المنامة بسبب تدخلاته في النسيج الاجتماعي المحلي، ويشير عبد اللهيان إلى البحرين، المعترف باستقلالها من الأمم المتحدة، بإشارة “ملتبسة”، وفق الرميحي، عندما قال إن البحرين “جزيرة صغيرة انفصلت عن إيران عام 1971 بسبب سوء تدبير النظام البهلوي”.
واعتبر أن مثل هذا التصريح من رأس الدبلوماسية الإيرانية حينها، أقل ما يقال فيه إنه يبين نيات التوسع القومي الإيراني في الجوار، وفق الرميحي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :