عسكر ونازحون يشغلون 21 منها
توقف 35 مدرسة يحرم آلاف الطلاب من التعليم بتل أبيض
عنب بلدي – تل أبيض
خرجت العديد من المدارس في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي عن الخدمة لأسباب، مثل تحويل قسم منها إلى نقاط ومواقع عسكرية أو سكن للنازحين.
وحوّل “الجيش الوطني السوري” والقوات التركية 13 مدرسة إلى نقاط عسكرية ولوجستية لهما، وعطّلا العملية التعليمية فيها منذ سنوات.
كما تسكن 111 عائلة في ثماني مدارس لعدم توفر مساكن ملائمة لهم.
من جهة ثانية، تحتاج 14 مدرسة إلى تأهيل كامل في البنية التحتية، ليصبح العدد الكلي 35 مدرسة خارج الخدمة، من أصل 300 مدرسة في المنطقة وريفها.
خروج هذه المدارس عن الخدمة هناك حيث تسيطر “الحكومة السورية المؤقتة”، أثر سلبًا على العملية التعليمية وحرم الطلاب من التعليم، وصعّب وصول الطلبة إلى المدارس البديلة، وحمّلهم وذويهم تكاليف النقل وبعد المسافات.
ويعد القاطنون في المدارس جزءًا من النازحين إلى تل أبيض وريفها، حيث يبلغ العدد الإجمالي للنازحين 3460 عائلة (19614 شخصًا)، وفق إحصائية المجلس المحلي في تل أبيض.
ولا تضيق صدور سكان تل أبيض بالنازحين، إنما يعتبرونهم “ضيوفًا”، وفق أهالٍ قابلتهم عنب بلدي، لكنهم يطالبون بحلول تعيد المدارس إلى العمل، وتنقل النازحين فيها، وتؤمّن لهم الخدمات من مياه وكهرباء.
معاناة الطلاب
إشغال هذه المدارس دفع العديد من الطلاب للسير مسافات طويلة للوصول إلى مدارس بديلة، ما تسبب بتسرب عدد منهم بسبب وعورة الطرق واكتظاظ الصفوف، إضافة إلى ترك نسبة كبيرة منهم التعليم.
يضطر فرحان العواد يوميًا لاصطحاب ابنه إلى مدرسة تبعد أربعة كيلومترات عن منزله، على الرغم من وجود مدرسة “مشرفة الحسون” بالقرب منه منزله، لكنها خارج الخدمة بسبب وجود “الضيوف النازحين”.
وقال لعنب بلدي، إن المسافة التي يقطعها طفله صيفًا وشتاء متعبة، لافتًا إلى أن هذا الوضع يضيف عبئًا إلى العائلة، إذ يستهلك وقتًا ومصاريف أكبر، ويزيد من صعوبة الحصول على التعليم بشكل منتظم.
ويضطر الطالب محمد السلمان (13 عامًا)، القاطن في قرية عين عروس القريبة من منطقة تل أبيض، للمشي يوميًا مسافة خمسة كيلومترات للوصول إلى مدرسته التي انتقل إليها، مشيرًا إلى أنها رحلة صعبة وتزيد قساوتها في الشتاء.
أما المدارس التي يسيطر عليها “الجيش الوطني” والقوات التركية فهي نقاط عسكرية، يتجنب الأهالي الحديث عنها، خشية التعرض للاعتقال أو لأي مخاطر أمنية.
لا حلول مطروحة
يعيش النازحون في مخيمات صغيرة، بينما يقيم آخرون في المدارس أو يستأجرون منازل في الريف والمدينة، ويعاني الغالبية من قلة الدعم والفقر الشديد، فضلًا عن نقص الخدمات الأساسية المقدمة لهم.
قال علي المحمد، وهو مهجر من مدينة السفيرة في ريف حلب إلى تل أبيض، إنه لم يجد سكنًا بديلًا عن مدرسة “حمام التركمان الجنوبية” التي يقيم فيها مع عائلته منذ خمس سنوات.
وأضاف علي (60 عامًا) أنه لم يتلقَ وعودًا بنقله إلى مكان أفضل من المدارس، بل اقترح المجلس المحلي نقل العائلات إلى القرى القريبة من الطريق الدولي “M4”.
وذكر لعنب بلدي أن العائلات القاطنة رفضت هذا العرض بسبب بعد القرية عن مركز المدينة، وقربها من نقاط التماس مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات النظام، ما يعرضهم للخطر.
وأشار إلى أن عدم وجود منظمات دولية في المنطقة يعوق بناء مخيمات من بيوت مسبقة الصنع تحميهم من حرارة الصيف وبرودة الشتاء، ورغم هذه المعاناة، لم تكن هناك وعود جدية لتحسين وضعهم.
أما عدنان المنصور، الذي يقيم في مدرسة “سلوك الغربية”، فقد اشتكى من قلة الخدمات في المدرسة، حيث تعتبر قرية سلوك مكانًا بعيدًا عن مركز تل أبيض.
وقال لعنب بلدي، إنه لا توجد أي منظمات تقدم لهم الدعم، وإن خدمات المياه والكهرباء غير متاحة لهم، ما أجبرهم على الاعتماد على صهاريج المياه ومولدات الكهرباء لقضاء حاجياتهم، مضيفًا أن نقص هذه الخدمات الأساسية جعل التكيف مع الظروف الحالية أكثر صعوبة.
وأشار إلى أن الوضع يستدعي تدخلًا عاجلًا من قبل المنظمات والجهات المعنية، لتحسين الظروف وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
5000 طالب خارج التعليم
مدير التربية والتعليم في المجلس المحلي بتل أبيض، عبد الله علايا، قال إن عدد الطلاب في منطقة تل أبيض وصل إلى 29500 طالب وطالبة، لافتًا إلى أن العديد من المدارس تحولت إلى مساكن خاصة للمهجرين، ما تسبب في اكتظاظ المدارس المجاورة التي تستقبل الطلاب.
وأضاف لعنب بلدي أن نحو 5000 طالب فقدوا مدارسهم أو اضطروا للانتقال إلى مدارس أخرى، ما اضطر المجلس إلى تنظيم دورتين دراسيتين صباحية ومسائية للحد من الاكتظاظ.
وأشار إلى أن المجلس المحلي يتواصل مع عدة منظمات لإيجاد حلول فعالة، لتأمين مساكن خاصة ليستقر فيها المهجرون.
ويبلغ عدد سكان مدينة تل أبيض 138465 شخصًا، ويعيش غالبيتهم أوضاعًا مادية صعبة بسبب قلة فرص العمل، ويعتمد أغلب السكان على الزراعة والثروة الحيوانية.
وفي عام 2019، سيطرت تركيا و”الجيش الوطني” على كامل مدينة تل أبيض وريفها الشرقي، بالإضافة إلى جزء من ريفها الجنوبي حتى حدود الطريق الدولي “M4″، وجزء من الريف الغربي لمسافة تصل إلى 15 كيلومترًا، وذلك في إطار عملية تركيا العسكرية “نبع السلام”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :